حنين حاتم
حنين حاتم

د

إنها الكتابة، وبداية قصتي

لدي عادة أحب أن أقوم بها دائما عند كتابة مقالي أو تدوينتي الأولى، وهي أن أعرف عن نفسي وأكتب كل ما يتبادر لي دون تفكير، أحكي فيه عني وعن كتاباتي وعن قصتي مع الكتابة.

أظن أنني ولدت بحبي للكتابة، تعلمت القراءة في سن مبكر بفضل أمي العزيزة، وأحببت القراءة أكثر بفضل أبي الحبيب، وورثت الكتابة وحبها من جدي رحمه الله، لطالما أحب أن تنشر له قصصا ومقالات، نحن حقا محظوظون أننا نستطيع نشر أفكارنا وتدويناتنا بكل بساطة ويسر، أذكر أن جدي حاول مراسلة مجلات ودور نشر عدة في مصر وخارجها، وأنتظر كثيرا دون جدوى، أما الآن، فأنا هاهنا، أنشر وأنا متكئة على أريكتي، ليقرأ كل من قد تصله هذه التدوينة يوما ما.

في الحقيقة كثرة التدوين وسهولته في زمننا هذا سلاح ذو حدين، فهو ييسر لكل ذو موهبة العمل على موهبته ونشر أفكاره وقصصه، وفي نفس الوقت هو سبيل لنشر أفكار سامة أو تافهة وبالتالي قد يضيع الموهوب وسط العدد الرهيب من التفاهات الموجودة على الإنترنت، صحيح أنني أؤمن تماما أن الموهبة ستفرض نفسها في النهاية، وأن السموم والتفاهات مصيرها للنسيان مهما طال الوقت، ولكن الحقيقة أن محتوانا العربي ليس بقوة محتوى اللغات الأخرى وأن المفيد فيه أقل كثيرا من المكرر والغير مفيد، رأيت مواقع عدة تتكرر فيها المواضيع فقط للربح من أرباح الموقع، وعلى الرغم من ذلك هناك منصات كثيرة تحاول كسر تلك الفكرة، وتحاول أن تزيد من المحتوي العربي الهادف، الذي يضع لغتنا في مكانتها الحقيقية، ومن ضمنها هنا ” أراجيك” .

أحب الكتابة حبا شديدا، أهجرها أحيانا وتهجرني أحيانا، أقاوم لكي لا أتخلى عنها أبدا، أحب وأحاول دائما أن أوازن بين دوري كأم وإحساسي بأن الكتابة هي رسالتي على الأرض، أكتب من زمن الزمن، وكنت تقريبا الوحيدة التي تحب مواضيع التعبير وأكتبها بحب شديد دون تلك المقدمة المحفوظة التي يكتبها الآخرون فقط ليزيدوا عدد كلماتهم، وبدأت النشر على الإنترنت في بداية 2017، توقفت قليلا السنة الماضية وهذه السنة بسبب ظروف حمل وولادة واهتمام بالطفلة الصغيرة وعناية بالطفل الكبير، ولكني لم ولن أترك أبدا الكتابة، كانت مجرد فترة راحة

أسباب كثيرة للغاية تجعلني أكتب وأتمسك بالكتابة كالروح، الكتابة بالنسبة لي هواء، تجعلني أتخيل عوالم وأعيش أضعاف عمري، أتعلم من تجارب لم أخضها، أحب أن اصنع شخصيات وأحرك شخصيات، أصنع دنيا مختلفة، حتى ولو كانت مثالية ولن تحدث أبدا.

في الحقيقة الكتابة تختار مريديها، أؤمن بذلك تماما، يستطيع أي أحد تعلم الكتابة بكل صورها، إبداعية كانت أو احترافية، ولكن الموهوب وحده هو الذي يضع جزءا من روحه في كل حرف يكتبه، يجعل القارئ يشعر بكل شيء، قرأت مرة أن الكاتب الحقيقي ليس من يجعلني أرى المطر، بل من يجعلني أتبلل، وهذا يجعل الكتابة هي من أصعب المهن، وأسهلها في نفس الوقت.

محظوظة أنا أنه تم أختياري لأكتب هنا، فأنا أحب أراجيك وأتابعه، وأن أكتب في مدوناته هو شرف كبير لى، وذلك حق دون مجاملة.

الكثيرون عن الكتابة تحدثوا ... ولكنهم أتفقوا على أن الكتابة سبيلهم للحياة