هياء مبارك
هياء مبارك

د

ماذا يجب أن تعرف في عشريناتك؟

هي أمور تعلمتها بعد تخرجي ثم الوقوف أمام العديد من الخيارات، العشرينات بنظري هي سن يكثر به الخطأ لذا سأشاركك أمور تعلمتها ستفيدك معرفتها:

  • الحياة خارج مناطق الراحة مخاطرة ولكن رائعة  

نعم من الجميل أن تعيش بمنطقة الراحة بروتين يروق لك، لكن إذا سنحت الفرصة تلك الراحة قد تحرمك الكثير إن لم تتخلى عنها،  من وجهة نظري الندم على ما فعلت أفضل من الندم على ما لم تفعله،  يقول محمد طه في لا بطعم الفلامنكو عن منطقة الراحة: 

 ما هي إلا سجن صغير به مكيف للهواء،  طبعًا مقدر جِدًّا اختيار بعض الناس إنهم يعيشوا في هذه الفقاعة الهشة، علشان اللي  شافوه قبل كده كان ألم شديد أو جرح عميق،  لكن كل ده مش معناه إني أعيش في سجن معلق عليه لافتة (منطقة الراحة).  

عند بداية العشرينيات قد تكون مثقل بالمشاريع ،الاختبارات الجامعية ،ونزاعات بين أعضاء فريقك لمشروع التخرج،  لذا قد لا يتسنى لك وقت للتركيز على ذاتك،  بعد الانتهاء من الجامعة سيفرغ جدولك من كل شيء إلا من التقديم لوظيفة، وأقولها لأنه خيار الأغلب، لا بأس لو أردت إكمال دراستك بالتوفيق لك، أو إن أردت أخذ سنة راحة أيضا بالتوفيق لك.

بعد تخرجي حاولت السير على الطريق الاعتيادي بايجاد وظيفة بتخصصي ولكن بسبب عدم تلقي النتائج التي ترضيني قررت الخروج من طريق الأمان إلى طريق جديد غير معبد بالنسبة لمحيطي حتى الآن، لن أقول إنني أقفز فرحًا لكل ما يحدث أثناء عبوري هذا الطريق، لكنني سعيدة باكتشاف شغفي بالكتابة والسعادة التي تغمرني عند فعلها.

من أهم الأشياء التي يجب أن تضعها بالاعتبار هو:  الآن لست بسباق مع أقرانك كما في مراحلك الدراسية، أنت الآن تتسابق مع ذاتك لبلوغ ما تريد،  الذات هو أمر لا نلتف له غالباً إلا عندما نؤنب أنفسنا على ما اتخذنا من قرار.

  • قدر نفسك

 أنت شخص فريد من نوعه اختياراتك هي ما جعلتك تصل إلى ما أنت عليه الآن، سواءً كانت خاطئة أم صائبة.  الكل مثلك يشعر بنفس الرغبات: النجاح وتحقيق المزيد من الإنجازات، وأن يكون الأفضل في مجاله،  لكن الأهم هو أن تكون راضي عن الشخص الذي تراه بالمرآة. 

 أنا هنا لا أريد نشر إيجابية سامة، كسذاجة ظن الدنيا عالم ديزني الملون ،لكن ما أريده أن تكون منطقي مع إيجابيتك،  لا تجلس وترى الأمور تخرج عن مسارها وتنظر لها مبتسمًا دون حراك، نعم الله أمرنا بالتوكل عليه ولكن أيضاً الفعل بالأسباب.

من الضروري أن تتعرف على ما تريد حتى يمكنك العيش برضى عن نفسك وبنقاء روح يجعلك تتمنى النجاح لغيرك، على سبيل المثال: أنت تريد أن تصبح رسام، وهو مجال وظيفي مختلف وقليل الفرص على عكس المعلم، لذا من غير المنطقي أن تقارن إنجازات معلم برسام. أما إذا أعرت أذنك لفلان الذي يقول أعمل باي وظيفة، أو لأخر ينصحك بالماجستير، دون معرفة ما تريده أنت ستضيع.

  • ركز على الحاضر 

أكره أن أقول هذه الجملة ولكن مع أوضاع كورونا يجب أن تفكر كثيرًا بالحاضر أكثر من الماضي والمستقبل، لأن الأمور بليلة وعشيتها قد تتغير، لذا لا ترهق نفسك بوضع أهداف كبيرة تحتاج لوقت طويل لترى نتائجها،  واستمتع واحتفل بإنجازاتك الصغيرة مهما كانت لتكون دافع للاستمرار بمسار تحقيق هدفك.