نور المريخي
نور المريخي

د

الوقت مجرد وهم!

في وقت سابق، كان يعتقد البعض أن العالم سينتهي في ديسمبر سنة ٢٠١٢، نقلاً عن تقويم المايا.
ما هو هذا التقويم ولماذا هو مهم؟
كان التقويم عبارة عن نظام لحساب الأيام والأشهر تستخدمه حضارة المايا، والتي بدأت منذ حوالي ٤٠٠٠ عام. كما يُنسب إليهم الفضل في بناء أروع الأهرامات في أمريكا الجنوبية. لا تزال ثقافة المايا تُلاحظ من قبل قلة من الناس في غواتيمالا هندوراس والسلفادور وأجزاء من المكسيك.
يعتمد تقويم المايا على الدورات الشهرية للقمر والدورات السنوية للشمس، كان من بينها ثلاثة تقاويم ذات أهمية قصوى: التقويم الطويل،التقويم الإلهي والتقويم المدني.كان ينص تقويم المايا على النهاية في ٢١ ديسمبر ٢٠١٢، وهو ٢١ يونيو ٢٠٢٠ وفقًا للتقويم اليولياني.
حاول الفلاسفة والعلماء في جميع أنحاء العالم العثور على الحقائق والأدلة التي من شأنها فضح تقويم المايا القديم المشؤوم. حتى ناسا شاركت في هذا العمل. يعتقد بعض العلماء أن شعب المايا قاموا بهذا التنبؤ المحزن بناءً على المعلومات المحدودة التي كانت لديهم في ذلك الوقت.
يوضح ويليام ساتورنو، الخبير في علم آثار المايا بجامعة بوسطن، أن ثقافة المايا كانت لها دورات محددة استند إليها الناس في تقويمهم؛ ٢١ ديسمبر ٢٠١٢ هو اليوم الذي يُختتم فيه باكتون الثالث عشر – وهي فترة تقارب ٤٠٠ عام في تقويم المايا الطويل.
في العصر الحديث، لدينا علماء جيولوجيا وعلماء فلك وعلماء يدرسون الأنهار الجليدية والاضطرابات الحرارية، وأرضيات المحيطات، والكويكبات والثقوب السوداء في الفضاء، وكل ذلك حتى نتمكن من تخمين مستنير لما يحدث لكوكبنا، ومستقبلنا.
إذا كنت تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية، فقد ترى أشخاصًا يخافون من الإجابة التي يقدمها خدمة Siri على السؤال:
“مرحبًا Siri، كم تبقى من الأيام حتى نكون في سنة ٢٠٢١؟ ”
عندما يطرح الأشخاص هذا السؤال، فإن الرد الذي يتوقعون الحصول عليه هو “نحن في سنة ٢٠٢١ منذ ٢٤ يومًا” – على حسب التاريخ لليوم في شهر يناير، ولكن بدلاً من ذلك، تقدم Siri إجابة..
“تبقى ٣٤١ يومًا حتى الان”.
هل نحن لا نزال نعيش في سنة ٢٠٢٠؟ هل تتكرر الأحداث؟ هل الوقت أصبح يرجع للخلف وليس للأمام؟ أسئلة كثيرة تحاصر العديد من الأشخاص الذين إستطاعوا أن يستيقظوا من (وهم) الوقت.
بحسب فيزياء الكم، الوقت يبدو حقيقًا للناس، لكنه غير موجود.
على مدار أكثر من ١٥٠٠ عام، اعتمدت أغلب المناطق الأوروبية على التقويم اليولياني (Julian calendar) وفي الأثناء، احتوى التقويم اليولياني على نوعين من السنوات سميت الأولى بالسنة العادية واحتوت على ٣٦٥ يومًا أما الثانية فكانت السنة الكبيسة والتي احتوت على ٣٦٦ يومًا. وبناء على التقويم الذي وضعه يوليوس قيصر، يشهد العالم سنة كبيسة بعد كل ٣ سنوات عادية. وبسبب هذا الاختلاف، تأخر التقويم اليولياني مع مرور الوقت مقارنة بالسنة المدارية وهو الأمر الذي عجّل بظهور العديد من المشاكل بالعالم المسيحي الذي تبنى هذا التقويم.
بعض الحركات الروحانية اعتبرت أن قدماء المايا توصلوا على تخطيط فلكي يتنبأ بنهاية العالم أستنادًا على مهارات حسابية دقيقة لحركة النجوم، على حسب التقاويم المختلفة بأن هنالك ثمان سنوات محذوفة منذ قرونٍ عدة، وسنة ٢٠٢٠ كانت بالفعل سنة ٢٠١٢ حسب تقويم المايا.