حنين حاتم
حنين حاتم

د

التربية الإيجابية وهم أم تطبيق خاطئ؟

التربية الإيجابية، مصطلح حديث في الجيل الجديد من الأمهات، يعلمنا كيف نتعامل مع أبنائنا بحكمة وعطف بدلًا من الأسلوب القديم من الصراخ والضرب وغيرها.
تتبنى التربية الإيجابية العديد والعديد من المدارس، لكن في الحقيقة ليس هذا ما أريد التحدث عنه.

يظلم الكثيرون التربية الإيجابية، ويتهم مريديها أنهم يريدون أن يكون الجيل القادم جيل مدلل وأننا كلنا تم ضربنا من أهلنا ولم يحدث لنا شيء و نحن”زي الفل”، رغم أن تلك الجملة أكبر دليل على أن الضرب يكسر فينا أشياء وأشياء.

التربية الإيجابية في الحقيقة هي من أصعب المهام التي يمكن لشخص أن يقوم بها، ما أسهل أن أصرخ في ولدي عندما يفعل شيء خاطئ، وما أقرب من سلاح الأم العربية “الشبشب” عندما يكون الخطأ أكبر.
ولكن الأصعب أن نقوم بالسيطرة على أعصابنا، والكلام بهدوء، والمعاقبة بدون صراخ، ومحاولة تفهيمهم لم هذا التصرف خاطئ.

رد الفعل الأول قد يؤتى ثماره مرة أو مرتين، ثم سيخلق طفلًا ضعيفًا خائفاً، أو ضعيفًا متمردًا، بل وسيتعلم أن هذه هي طريقة حل المشاكل وتجده ببساطة يتصرف بهذا الأسلوب مع إخوته الصغار أو مع زملائه في المدرسة، اما رد الفعل الثاني فسيحتاج وقتا وكثير من الصبر ولكنه سينتج طفلا واثقا هادئا، يعرق كيف يتصرف وقت الغضب.

التربية الإيجابية لا تعني أن نترك أطفالنا يتصرفون كيفما شاؤوا دون حساب،أو أن نعطيهم كل ما يريدون طوال الوقت، أو أن ندللهم أكثر من المفترض كما يظن الكثير،لأن هناك الكثيرون ممن يطبقون التربية الإيجابية تطبيقا خاطئا، بفكرة أن الطفل يجب أن يترك ليعيش طفولته، إن تصرف بطريقة غير مقبولة لا يعدلونه ولا ينهونه عنه بدعوى التربية الإيجابية، وهذا أكبر خطأ، لأن التدليل الزائد كذلك ينتج طفلا فوضويا غير مهتم بأي شيء وغير مدرك لقيمة الأشياء.

التربية الإيجابية ببساطة شديدة هى التربية الوسطية الطبيعية، على الفطرة وعلي الأخلاق دون غصب ولكن بتفهم، بالهدوء والحكمة، ولكن لأننا في عصر السرعة فالمعظم من الأهالي لا يملكون الوقت لذلك، فالأسهل هو التربية على الطريقة القديمة بالضرب.

وأحيانا كثيرة، يكون السبب في التمسك بالطريقة القديمة هي الضغط المجتمعي، فكل من حول الطفل يعلق على تصرفاته، أو ينتقده، فيأخذ الأب أو الأم رد الفعل العنيف فقط بناء على ذلك، لأنه لو أخذ رد فعل هادئ سيقول الناس كذا وكذا، والحقيقة أن الناس لن تنفعهم إن أصبح هذا الطفل بنفسية خربة فقط لأن أهله أحبوا أن يرضوا الناس على حسابه.
التربية الإيجابية هي الاستمتاع بالتربية، سيكبرون عاجلا أم آجلا بإذن الله ولكن كيف نريد لهم أن يكبرون؟ ناجحون فقط؟ أم ناجحون وسعداء؟
أخلاق جيدة فقط أمام الناس؟ أم أخلاق جيدة حتى بينه وبين نفسه؟ إجابة هذه الأسئلة تحدد طريقة التربية التى ستسلكها.

نصيحة:
أرشح بشدة متابعة الدكتور جاسم المطوع، لأنه يتبني بالظبط نظرية التربية الوسطية التى أتحدث عنها.


مقولة على بن ابى طاالب خير مثال على التربية الإيجابية