هدير عبدالملك
هدير عبدالملك

د

التعليم عن بعد… التحدي القادم!

يشاء الله أن تتغير الأقدار فبعد أن كان على الطالب أن يذهب إلى المدرسة ويتعلم وجهًا لوجه مع معلمه وبين زملائه، بات عليه الآن أن يشاهدهم عبر شاشة الحاسوب ليتفاعل معهم. ومع تطورات فيروس كورونا المستمرة، بدا أن نظام التعليم الهجين سيبقى معنا لفترة أطول وربما بعد انتهاء هذا المرض -إن شاء الله- سيبقى جزء لا يتجزأ من نظام التعليم في مصر.
وعلى الرغم من أن التعليم عن بعد أو ما كان يسمى قديمًا التعليم بالمراسلة يرجع إلى أواسط القرن التاسع عشر، و تطور بعد اختراع الراديو في الولايات المتحدة إلا أنه كان في مرتبة أدنى قبل فيروس كورونا -في مصر عكس الدول المتقدمة التي تحتوي على جامعات متخصصة في التعليم عن بعد- مقارنة بالتعليم التقليدي أو التعليم وجهًا لوجه.
وقد عرف القانون الفرنسي عام ١٩٧١م التعليم عن بعد أو ما يُسمى التعليم الهجين بأنه: “ذلك النوع من التعليم الذي لا يتطلب حضور المتعلم بصفة دائمة في قاعات الدراسة و إنما يمكنه التواجد فقط في بعض الأوقات المحددة التي تتطلبها عملية التعليم أو القيام بواجبات مختارة”.
ومخطئ مَن يظن أن فائدة هذا النظام تنحصر في التباعد الإجتماعي لعدم انتشار كورونا.. ولكن هو يحقق فوائد عديدة منها: الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار وذلك دون الحاجة إلى الذهاب إلى الصفوف الدراسية، ويمكن استخدامه أيضًا في التثقيف الجماهيري لتوسيع دائرة الفائدة.
لكن أكبر مكاسب هذا النظام هو تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية بين الجميع و إزالة معوقات الزمان والمكان بالنسبة للطلاب من كل مكان في العالم.
ويواجه نظام التعليم الهجين العديد من التحديات التي يمكن أن تشكل ضربة قاسمة له أن لم يتم التركيز على محاولة إصلاحها وتطويرها أهمها على الإطلاق هو ضعف شبكات الإنترنت لاسيما في العديد من الدول الفقيرة والنامية مقارنة بالدول المتقدمة التي يصل إليها الجيل الخامس من شبكات الإنترنت.
ويؤدي الاشتراك في الإنترنت ذو الجودة العالية إلى تكلفة رهيبة يتحملها أولياء الأمور مما يثقل كاهلهم بأعباء أكثر. ويشكل تحدي تراكم أسلوب نظام التعليم التقليدي والمعتمد على الحفظ والتلقين والتحول إلى نظام التعليم عن بعد الذي يضع مسئولية أكبر على الطالب في تعليم ذاته تحديًا ضخمًا، حيث يتطلب أن يكون الطالب والمعلم على معرفة بمهارات الحاسوب واستخدام الإنترنت وكذا مهارات إدارة الوقت.
وأن يكون لدى الطالب الحافز الذاتي للدراسة حتى لا يضيع وقته على الإنترنت بين المشتتات المختلفة.
كذلك يقع على المعلم عبء تعويض نقص أو غياب وجوده أمام الطلاب في التعليم التقليدي ومحاولة استخدام أساليب متطورة تتماشى مع طبيعة التعليم الجديد.
ختامًا يشكل نظام التعليم عن بعد نقطة تحول رئيسية في أنظمة التعليم التقليدية والتي ستنحسر مع مرور الوقت ولذا على الجميع أن يهيئ نفسه لذلك النظام الذي سيشكل نظام تعليم مختلف نأمل أن يكون أفضل من سابقه.