سارة الشافعي
سارة الشافعي

د

في طريقي للبحث عن المثالية

مؤخراً إكتشفت إكتشاف كان سيوفر علي الكثير من الوقت والجهد إذا جاء مبكراً. إكتشفت أني بسبب البحث عن المثالية والكمال أتجاهل ما بين يدي وأبحث عن ما هو أبعد. ولا أتحدث عن أمثلة ولكن حرفياً بينما يكون الجواب أمام عيني والأمر أبسط مما أتخيل، أجدني لعدة أسباب وتجارب قد مررت بها أجد الأمر أبسط من أن يكون حقيقي، فأتجاهل الجواب الذي بين يدي وأذهب لأبحث عن جواب آخر يكون أكثر إقناعاً بالنسبة لي.

في الدراسة في المعاملات اليومية في العلاقات أيضاً. إذا كان الأمر أسهل مما ينبغي فالحياة لا يمكن أن تكون بهذه البساطة، وفوراً أبدأ بالبحث عن البديل. منذ اللحظة الأولى التي بدأت أدرك فيها طبائع الأشياء، أدركت كم التعقيدات والإجراءات التي علي المرور بها لإنجاز أي شيء أو الحصول على أي شيء. وهذه القاعدة هنا تقريباً تنطبق على أي شيء وكل شيء.

منذ اللحظة الأولى وجدت الجميع يتحدثون عن حب البساطة وعن كون الحياة أجمل عند التخلص من التعقيدات وكل العوائق التي نضعها لأنفسنا وبأنفسنا، ولكنك ستعرف بعد لحظات أن كل ما سمعتها ما هو إلا مجرد كلمات للإستهلاك وفي الحقيقة لن تستطيع الحصول على أي شيء إلا بالمرور في الدائرة المفرغة من التعقيدات الفارغة التي يدعي الجميع أنهم يهربون منها.

في النهاية وجدتني أتعامل بنفس المنطق ونفس الفكر، أحاول مثل الجميع ولكن فعلاً أفعل مثلهم. بالطبع لا أحصل على ضالتي ففي المجمل لا شيء كامل أو مثالي في المطلق أو حتى بالشكل الذي تصوره عقلي سابقاً. 

في بعض الأحيان أكون على حق ويكون الأمر غير حقيقي، ولكن كثيراً جداً أضيع الكثير من بين يدي للبحث عن ما هو فعلاً بين يدي، ربما علي أن أترك الأفكار التي عشت طويلاً أبحث عنها جانباً لأرى حقاً ما يحدث من حولي وما أضيعه في رحلة البحث.