نوف العوفي
نوف العوفي

د

توصيات سينمائية خاصة نابعة من بوصلة المشاعر

“الأفلام تشبه جرعة من الأفيون… وحال خروجك إلى الشارع تتعرض لصدمة، ويغدو من العسير عليك الإفاقة من حلمك… ولكن عندما تبقى في السينما فإنّك لن تستيقظ أبداً.”

هنري ميللر-  كاتب ورسام أمريكي.

غالبًا ما يحب البشر مشاهدة الأفلام ومناقشتها، فالأعمال السينمائية مثل الموسيقى أو الهوايات، جزء حيوي من حياتنا.. مشاهدة فيلم جميل كفيل بأن يصنع يومنا أو ربما يعكر مزاجنا، أو يكون لها تأثير محايد أو بدون تأثير.

شخصياً، تجسد الأفلام على وجه التحديد شكل من شكل الإلهام تجاه الكتابة، والسفر، والموسيقى.. أو طريقة لإقتباس الأفكار وتغيير طريقة الروتين اليومي.. الأفلام بالنسبة لي نوع من الوسيلة الممتعة لإيجاد فكرة تستحق الحديث عنها مع الأصدقاء أو زملاء العمل أثناء فترة الاستراحة..

لأنني أؤمن بأن الأفكار تُولد بعد مشاهدات أو حوارات مثرية، هذا هو النمط الفعال التي تعمل به عقولنا من خلال الحوارات، ومشاهدة المزيد من الابداع المتدفق في مجالات الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص “أفلام المدينة الفاضلة، الصغيرة والسرية، التي  تسحرني على الدوام”..

اختر مشاهداتك اليومية بعناية

هناك تصنيفات شائعة على منصات الأفلام والمسلسلات، مثل الدراما، الكوميديا، الجريمة، الإثارة.. وغيرها. يمكن أن يكون لكل نوع من هذه الأنواع من الأفلام تأثيرات إيجابية وسلبية على مشاعرنا، ما يهمني بعد يوم طويل هو المتعة والإلهام..

فبعد مشاهدة وثائقي جريمة قتل أمريكية: كاميرا الجيران شعرت بالإحباط والاكتئاب، وحالة من الغضب الداخلي وعدم الرغبة في الاستمتاع بيومي، كانت قصة صادمة قادرة على إخماد شغفي وبحثي المتواصل عن مصادر إلهام متجددة..

وهذا لا يعني أن الانعزال عن أحزان الآخر تعني الإبداع، بل مشاهدة مثل تلك القصص بالنسبة لي تشكل عائقاً كبيراً في نسيانها، خصوصاً لو كانت قصة حقيقية من قلب الواقع.

أذكر جيداً كيف لذلك الوثائقي أن يصنع الفارق من خلال فكرة عمل قوائم مشاهدات خاصة بعناية تامة، والابتعاد عن تلك القصص المأساوية.. فمن خلال تلك المشاعر الحزينة والسوداوية فهمت تماماً مالذي تحتاجه مشاعري وعقلي، فهمت أنني لم أعد قادرة على المشاهدة بشكل حيادي، لم أعد قادرة على مشاهدة أفلام الرعب والدماء كما كنت في أيام المراهقة، حينما كنت أكثر صخباً بمشاعر فوضوية..

اليوم تغيرت ذائقتي تماماً، أصبحت أكثر شغفاً في البحث عما يقال بشكل حقيقي وواضحK بل ابحث عن معالم الدهشة والحقيقة خلف مشاهد ضبابية وساحرة تصنعها الكلمات والموسيقى والأطروحات الفلسفية العميقة.. أصبح لدي فلسفة مستعارة من  رؤية المخرج الكوري العظيم “هونغ سانغسو” في صناعة ومشاهدة الأفلام “لا تدع أي شيء يتغير ويكون كل شيء ًمختلفاً”.

لذا قمت بعمل قوائم إلكترونية من خلال تطبيق Google Keep الرائع الذي يساعدني على الاضافة والبحث من خلال بوسترات الأفلام والمسلسلات التي أرغب بمشاهدتها لاحقاً.

بهذا العمل البسيط أصبحت أمتلك مكتبة مُختصة تحتوي على قوائم قابلة للتعديل الدوري كلما سنحت لي الفرصة، قائمة للأعمال السينمائية الخالدة والأفلام الوثائقية، قائمة الأفلام الجديدة بناءً على توصيات الأصدقاء أو توصيات صحف ومواقع إلكترونية موثوقة، فأنا لا أثق في التوصيات المستهلكة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً تلك الحسابات المتدفقة دون توقف، فلا يمكن لشخص يجلس خلف الشاشة يقوم بسرد تغريدات متواصلة أن يكون قد شاهد كل تلك التوصيات بعناية، بل أبحث دائماً عن توصيات من أصحاب الذائقة الاستثنائية للاحتفاء بها وأخذها بعين الاعتبار. 

لا منافس للأعمال الخالدة 

قبل عدة أيام وقعت تحت وطأة التشتت الذهني تجاه اختيار فيلم أو وثائقي مناسب بعد يوم طويل من كفاح الحياة.. مرت أكثر من ساعة وأنا اتنقل بين المنصات، والعودة مجدداً إلى القوائم.. جميعها توصيات رائعة لكن المشكلة تكمن في بوصلة مشاعري التي لم تستقر على أحدهم..

كان الأمر أكثر صعوبة أشبه بالوقوف أمام رفوف مكتبة ضخمة تملاها الكتب ذات الاغلفة الباهرة ، والعناوين الرنانة ، أو تلك الحيرة التي تُصيبنا أمام قائمة الطعام العامرة بالطعام الايطالي ، والآسيوي ، والأمريكي ، رغم شعورنا بالجوع المفرط لكنني رغم ذلك  بتُ أعرف نفسي جيداً عندما أقع في فخ تلك المشاعر الحائرة أنها إشارات كونية تتجسد في الانتظار ومن ثم العثور على مشاهدات أو قراءات مدهشة هذا مايحدث عادةَ. لم انتظر طويلاً حتى وصلني بريد إلكتروني من إحدى المواقع المهتمة بالتوصيات السينمائية الشهرية يدعوني لمشاهدة وثائقي the movies that made us ” أفلام صغت حياتنا” كانت لحظة ملهمة للكتابة والمشاهدة الماتعة، قضيتها في مشاهدة عدة حلقات من كواليس الأعمال الخالدة خلال السنوات الماضية وبعد الانتهاء  من المشاهدة أصبح رأسي ساحة فارغة تملأها التساؤلات حول ماذا  سيصنع الكُتاب والمنتجين بأنفسهم كي يستطيعون ُصنع أفلام مقاربة لمجد فورست غامب ، هوم ألون ، بريتي وومان … وغيرها من الأعمال العظيمة التي لطالما امتدحها العالم ، والنقاد بجملة ” إنها بلا شك أعمال عظيمة لن تتكرر” ماذا سيصنعون لإرضاء نهم أولئك النقاد المنتظرين بجانب شبابيك السينما ، والمتربصين بأقلامهم وألسنتهم أمام شاشات ، ومنصات العروض الالكترونية ؟ ! لحسن الحظ بأن أصحاب الإنتاج السينما لم يعودوا بحاجة للبحث مطولا في صفحات الصحف التقليدية املاً في ايجاد عناوين الثناء ، او السخط  فقد أصبحنا في زمن الجماهير الأكثر شراسة وبطريقة ناعمة و متحضرة ،  فما تشاهده اليوم عبر منصة نتفلكس على وجه المثال من ترتيب أسبوعي أو شهري كأفضل عشرة افلام او برامج يشكل الكلمة الحاسمة والقاطعة في تحديد مقاييس النجاح أما أنا فما زلت تقليدية جداً في تقييم مشاهدات أفلامي لا أتبع تلك الترتيبات بل أتبع بوصلة مشاعري أو الاستعانة بمصدر موثوق كما أسلفت سابقاً.

قبل عدة شهور قمت بطرح  سؤال عبر حسابي في تويتر” ما الذي يجعلك تُشاهد فيلماً وقعت عليه مصادفتاً دون توصية أو خليفة مسبقة ” حصلت آنذاك على إجابات متفاوتة جميعها تشير إلى البداية ، البداية هي كل شيء الموسيقى ، اللقطة التصويرية ، الاضاءة …. والبعض الآخر يراهنون دائماً على ممثليهم المفضلين لذلك هم قادرين على متابعة الفيلم دون توقف ، والاكثر دهشة أن هناك من يقعون تحت اسر جملة بدأ بها مخرج ذكي فما أن تلتقط عقولنا ومشاعرنا لحظة حالمة حتى نقع تحت وطأة شغف المشاهدة إلى اخر ثانية ، فهناك مخرجين قادرين على الاستحواذ على مشاعرنا المرهفة ببساطة مطلقة كما فعل مخرج Whiplash وLa La Land الأمريكي داميين شازيل  الذي قال في إحدى لقاءاته “أستطيع تحديد الأفلام التي تبدأ من تيمة فكرية أو سؤال ثقافي، لا تكون بالإثارة الكافية. أريد أن أبدأ أفلامي من تجربة شعورية وحسية. إنني أبدأ بالمشاعر التي أريد إيصالها للجمهور”

من هذا المنطلق وضعت لكم قائمة قصيرة نابعة من تحديد بوصلة مشاعري وذوقي الخاص أتمنى أن تجعل يومكم أكثر متعة.

 سلسلة وثاىقي street food وداعاً للاتكيت ( أمريكا اللاتنية – شرق اسيا )

أنها ليست مجرد سلسلة وثائقية يتحدث أبطالها بلهجة صارمة بل قصص ملهمة  تتحدث نساءها ورجالها من أحياء  أواكساكا ، المكسيك ؛ سلفادور ، البرازيل ؛ بوينس آيرس ، الأرجنتين .يتحدثون بشغف عن ثقافة طعام الشوارع النابضة بالحياة ، مشاهد أسرة وملونة بين دكاكين التوابل ، وعربات الطعام المتناثرة بخلفية موسيقية لاتينية ساحرة تتنوع نغماتها بين موسيقى السون ، والسالسا لا ، التانغو ، مشاهد مليئة بالمشاعر والذكريات التي يسردها المحاربين القدامى في عالم الأطعمة الفلكلورية يصنعونها منذ سنوات طويلة بكل حب للمسافرين ، وابناء بلادهم كما تعلموا من أمهاتهم وجداتهم. فبعد مشاهدة هذا الوثائقي المدهش وقعت في غرام الاكلات الارجنتينية والبرازيلية  الشعبية الدسمة

مثل طبق الميلانيسا Milanesa وهو ما يُعرف بالاسكالوب في أنحاء متفرقة من العالم، ويُصنع هذا الطبق من شرائح لحم البقر أو الدجاج المغطاة بالبقسماط والبيض، ويتم قليها أو شويها، ثم يوضع عليها البيض المقلي أو صلصة الطماطم أو الجبنة، ثم يقدم معه البطاطس المحمرة. 

 وساندوتش الباور و Bauru  البرازيلي  يصنع بـ اللحم البقري المحمص بالإضافة إلي جبن الموتزاريلا والبندورة وبعض من المخلل الخيار التي يقدم في الخبز الفرنسي.

هذا الوثائقي كفيل بأن يجعلك تحزم الحقائب إلى  أمريكا اللاتينية بلا توقف كي تجرب طعام الشوارع في أرجائها، وتستمع لجمال اللغة الاسبانية التي تشبه طعام الصلصة الحاذقة أثناء وصفهم لمكونات اكلاتهم بكل شغف. 

This is a Robbery: The World’s Biggest Art Heist

لم يكن هذا الوثائقي ضمن خطة التوصيات هنا قمت بإضافته بعد مشاهدته بشكل غير متوقع تحت تأثير مقالة شيقة على موقع The Harvard Crimson يبدأ المقال بطرح معلومة مدهشة لمحبي الفن ، والمتاحف حول العالم 

 ” إذا كنت قد استمتعت يومًا بقضاء فترة ما بعد الظهيرة في متحف إيزابيلا ستيوارت غاردنر في شارع إيفانز ، فربما تكون قد لاحظت وجود عدد قليل من الإطارات الفارغة أو المساحات الفارغة بشكل غريب على جدران المعرض. هذه هي آخر آثار 13 قطعة فنية سُرقت ليلة عيد القديس باتريك عام 1990. حتى يومنا هذا ، لم يتم العثور على أي قطعة ، ولم يتم اتهام  أي أحد رسميًا بالسرقة ، ولا يزال موقع متحف جاردنر على شبكة الإنترنت يسرد مكافأة بقيمة 10 ملايين دولار مضمونة لأي شخص يحدد مكان الفن المفقود”

 تقع هذه الجريمة في قلب مسلسل Netflix المحدود المكون من أربع حلقات ،  تم إنتاجه على مدار سبع سنوات ، يسلط الضوء على اللغز البالغ من العمر 31 عامًا. حيث تتضمن سرقة جاردنر العديد من التفاصيل الغريبة التي تشكل لغزًا مقنعًا. تم ارتكاب السرقة في 81 دقيقة غير مسبوقة ، في حين أن معظم عمليات السطو انتهت في أقل من 10 دقائق. كما يسرد الوثائقي أحداث سرقات – قطع فنية لا تقدر بثمن لفنانين مثل رامبرانت وديغا ومانيه – تم تقطيعها بوحشية من إطاراتها بدلاً من إزالتها بشكل طبيعي وثائقي مثير للغاية يستحق المشاهدة.

 The Chair

عشاق ساندرا أهو يفهمون جيداً تلك الشخصية الفذة والمركبة التي تحول أعمق المشاهد الميلودراما إلى مزيج من الكوميديا السوداء البسيطة فلا يمكن أن تصبح جادة إلى حد يخرجها من شخصيتها الغير متوقعة  كما شاهدنها مسبقاً في مسلسلها الرائع kill eve  كمحققة عنيدة ، وغاضبة طوال الوقت أما في مسلسلها الجديد  The Chair الذي يُعرض على منصة نتفلكس فمنذ الحلقة الأولى تخبرنا على الفور أنها قادمة بحلة جديدة بذات الشخصية الساخرة وشعرها المجعد في أكثر الأماكن صرامة وجدية مثل المحاكم ، وقاعات التدريس ، تصل Ji-Yoon Kim (التي لعبت دورها) ساندرا أهو أخيرًا إلى ذروة حياتها المهنية كرئيسة لقسم اللغة الانجليزية إلى الجامعة لتبدأ مشوار ألف ميل في مكان أشبه بالقلعة القديمة التي تحتفظ  بأثاثها القديم ، و عقول سكانها البيروقراطية المتزمتة والعنصرية  تجاه كل شيء ، عنصرية مقيتة مغلفة بابتسامات باردة تجاه عرقها الآسيوي.مسلسل حافل بالطموح  والتساؤلات حول تعقيدات الوصول ،والهوس بالمكانة والهيبة ، والكثير من المواضيع التي تستحق المشاهدة 

  الأكثر اثارة وتشويق Harlan COBEN  أفلام 

اذا كنت من محبي الاثارة و التشويق والقصص ذات الأحداث غير المتوقعة ماعليك سوا كتابة أسم الكاتب Harlan COBEN في خانة البحث الخاصة بالمنصة أو حتى محرك البحث قوقل ليظهر لك خيارات كثيرة من الأفلام والمسلسلات التى كتبها الكاتب منذ عام 2002 حيث  تعد أفلام ومسلسلات الكاتب الأمريكي كوبين الأعلى مشاهدة حول العالم منذ تأسيس منصة نتفلكس ، ويعتبره العديد من النقاد فتى نتفلكس المدلل فهناك خبر متداول بأن المنصة أجرت مع الكاتب صفقة ضخمة سيتم من خلالها العمل على روايته الثالثة والثلاثون  في 14 مشروعًا قادم  يعد كوبين أول مؤلف حصل على جائزة إدغار ، وجائزة شاموس ، وجائزة أنتوني ، وهي ثلاث جوائز كبرى عن أدب التشويق في الولايات المتحدة .

توصيات نهاية العام 

اثناء تصفحي للاعمال القادمة على منصة نتفلكس استوقفتني عدة اعمال مميزة منها الفيلم الياباني بعنوان We Couldn’t Become Adults للمخرجان اليابانين  Yoshihiro Mori and Hayato Kawa فأنا أراهن دائماً على الاعمال اليابانية الأصيلة المستوحاة من حياة شبان وشابات فترة التسعينات، والثمانينات هذا الفيلم مشبع بالذكريات ، والحوارات التي يخوضها بطل الفيلم بعد دعوة من حبيبته نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعيد من خلالها إحياء ذكرياته في فترة التسعينيات ، عندما بدأت الحياة أكثر إشراقًا  يبدو فيلماً شهياً لمحبي المدن اليابانية بعيداً عن الصخب الحديث بشكل هادئ وانسيابي.

The Hand of God

يُبدع المخرج الإيطالي باولو سورينتيونو في إبراز الجمال من خلال كشف أسرار ايطاليا باستخدامه البديع للكاميرا؛ إذ تظهر روما بأبهى حللها، بكنائسها ومنازلها العتيقة، أنهارها وحدائقها في أغلب أفلامه ، كما أنه يبدع في إظهار مشاعر الممثلين عن طريق تقريب العدسة على وجوههم إلى الحد الأمثل لقراءة ما ورائها. بهذا النقاء الهائل للصورة والألوان 

الزاهية، والسيناريو الغائم، والحضور القوي للمكان  اعتدت مشاهدة أعماله خصوصاً عمله ما قبل الأخير برفقة الممثل المدهش والمشاكس Toni Servillo في رائعته الايطالية  The Great Beauty الحاصل على جائزة الأوسكار لعام 2014 منذ ذلك الحين وأنا في انتظار عمل آخر لـ سورينتيونو هذا المخرج المتخصص في تصوير الجمال بطريقة أنيقة ، ساحرة ، فهو يستخدم  كل الوسائل الفنية الحديثة التي يمكن تخيلها لتصوير الجمال ليس فقط كفكرة ، ولكن انعكاسه في الواقع أيضًا . حقق “الجمال العظيم” نجاحًا كبيرًا لأنه يعطي معنى جماليًا ليس فقط للآثار العظيمة ، ولكن أيضًا لمواقف الحياة المأساوية لذا انصح بمشاهدة هذا العمل العظيم قبل إصدار عمله القادم على منصة نتفلكس The Hand of God هذا الفيلم الذي أجده أشبه بالقصة المكتملة للحياة التى يبحث عنها الممثل  Toni Servillo  وهي البساطة، والأحداث النابضة بالحياة من قلب مدينة نابولي فيلم يجسد حكايات القدر والأسرة ، والرياضة والسينما ، والحب والخسارة. مليئً بالدهشة  مثل روائع المؤلف الإيطالي السابقة. تدور أحداث الفيلم في مسقط رأس المخرج في ثمانينيات القرن الماضي هذا يعني أننا سنرى عملاً فاخراً يجسد الجمال الحقيقي لأقدم مُدن إيطاليا التاريخية سنرى نابولي بواسطة عدسة سورينتينو الفريدة التي أسميتها  ” عدسة الجمال الخالد ” هذا ما أعدكم به ولا ننسى أحداث القصة المشوقة التي تحكي قصة نضوج صبي مراهق غريب الأطوار ، تنقلب حياته وعائلته المرحة رأساً على عقب – وبالتحديد مع وصول أسطورة كرة القدم المثير دييجو مارادونا إلى مدينة نابولي  ، الذي أنقذ  الفتى فابيتو عن غير قصد ، واضعًا أمامه مستقبلاً حافلاً. يُقال إن فيلم “يد الرب” هو أكثر أفلام سورينتينو خصوصية حتى الآن كواحد من أشهر صانعي الأفلام المعاصرين في إيطاليا.