سلوى م
سلوى م

د

ليست مجرد رسالة واتساب، تلك حياة أحدهم على المحك!

العسل يشفي من السرطان..
الاكتئاب كذبة..
كورونا مؤامرة..
الكي يشفي خشونة..
…الخ

كلها ادعاءات أثق بأنها سبق ووصلتك عن طريق الواتس، و لربما يصلك ما يشابهها في السياق.
مع جائحة كورونا لم تقتصر المعركة مع الفيروس وحده بل ظهر عدو أشد فتكًا وشراسة منه، احزر من هو؟


“خرافات الواتس اب”


بكل تأكيد الخرافات لم تحصر في برنامج الأيقونة الخضراء وحده، لكن لكونه من أكثر طرق التواصل نشرًا لها، تجد الجميع يُشير له بشكل تعبيري عندما يتحدث عن تعامل الناس مع الشائعات الطبية.

الآن، دعونا نتخيل معًا..
ما الضرر الذي قد يحدثه ارسال رسالة واتس بدون التحقق من مصدرها؟
يعتقد الأغلبية بأن الأمر لن يتوقف عليه، و مالضرر؟ دعنا نشارك هذه المعلومة ولنراقب ردات فعل الناس. والواقع أن الخرافات الطبية تقتل.
نعم..

لقد قرأتموها بشكل صحيح، العديد من الناس، أولئك الذين يعيشون أتعس أيامهم مع المرض هم الأكثر عرضة لتصديق رسائل الواتس هذه.
تلك الرسالة التي مرت بشكل عرضي بالنسبة لك، قد تشكل مسألة حياة أو موت بالنسبة لأحدهم!
وبكل تأكيد، الخرافات التي يتلقاها الناس عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر وبشكل كبير على اتخاذ القرار الصحيح بالنسبة لصحتهم.

المثير للإنتباه أن المعلومات الخاطئة تميل للانتشار أسرع من الصحيحة!

في إحدى الدراسات تم تتبع ما يقارب ١٢٦٠٠٠ شائعة على نطاق ٣ مليون مشترك في توتير.
وما وجده الباحثين أن انتشارها ليس فقط أسرع بل إن تشرب الناس للمعلومة الخاطئة يكون أعمق وأكبر أيضاً.

.

.

و بالحديث عن جودة المحتوى المتواجد في شبكة الإنترنت احدى الدراسات أُجرت تحليل شامل لما يقارب ٧٩ ورقة علمية تقيم محتوى المعلومات الطبية في مواقع التواصل، حيث وجدوا أن ٧٠% من هذه الاوراق العلمية إستنتجت أن جودة المعلومات المعروضة ضعيفة وفيها الكثير من المشاكل التي تحتاج لإصلاح.
لاحقا Zhang et al، أجرى مسح آخر لما يقارب ١٦٥ نشرت ما بين ٢٠٠٢ و٢٠١٣. وبالرغم من أن عدد من الدراسات أظهرت تحسناً في جودة المحتوى الإ ان ما يقارب ٥٥% من المحتوى مازال يعاني مشاكل بارزة فيه.


وللأسف، فأن أغلب الناس تبحث عن معلومات صحية في مواقع غير موثوقة، وهو ما يؤثر سلبًا على قراراتهم في طلب العلاج الصحيح من عدمه. القرار غير الصحيح يمكن أن يساهم في الضرر على عدة أوجه، منها:

  • ضرر مادي: دفع مبالغ طائلة لعلاجات وهمية.
  • ‏ضرر نفسي: الأمل الزائف الذي قد تمنحه هذه العلاجات.. خطير جدًا.
  • ‏ضرر جسدي: حروق، مضاعفات، تسمم وما إلى ذلك.
  • ‏تأخر العلاج الصحيح مسألة حرجة عندما يكون الشخص مصاب بمرض الاكتشاف المبكر يسهم كثير في علاجه مثل السرطان.
  • ‏ترك العلاجات الصحيحة: كما يحدث من إغراء مرضى السكري للتخلي عن الانسولين مقابل أعشاب وهمية.
  • ‏الوفاة.
    مع العلم بأن هذه الأثار لا تستزف الأفراد فقط بل تؤثر على النظام الصحي بأكمله على المدى الطويل.

تفاعلنا مع هذه الرسائل والمعلومات التي تصلنا بدون تحقق له ثمنه الباهض، التصدي للمعلومات المزيفة يتطلب جيشًا واعيًا وكل فرد فينا سواء كان ممارس صحي أو لا يجب أن يعرف دوره في هذه المعركة. يجب أن نقف مطولًا قبل مشاركة أي محتوى يمس الصحة أو المريض.

وأخيراً تذكر..
ليست مجرد رسالة واتس، تلك حياة أحدهم على المحك
!


مصدر الدراسات:

https://www.annualreviews.org/doi/full/10.1146/annurev-publhealth-040119-094127