زيد الشريف
زيد الشريف

د

إلى (ماكرون) … رسالة هادئة اللهجة – قدر الإمكان-

نقول نحن العرب: ” الصيف ضيعتِ اللبن” مثلٌ نضربه لمن أضاع خيرًا في يده؛ طمعًا فيما لا يرتجى.

وبعد، فإني لا أدري -والله- كيف أبدأ حديثي هذا إليك! فها هو (العرف) يأمرني أن أقدم رسالتي بالتبجيل الذي يستحقه (رئيس دولة)، بينما أجد  أن أفعالك تأمرني أن أهجو كل حرف في اسمك! 

وتفادياً لهذا، وذاك… سأدخل إلى الموضوع مباشرة دون مقدمات.

لماذا لا ترعوي؟!

إن ما قمت به من إثارة  للعنصرية – تطاولك على نبي الإسلام . محمد صلى الله عليه وسلم- جريمه بحق شعبك قبل أن تكون جريمةً بحق المسلمين- بحق مبادئه، وأخلاقه، وقيم التعايش التي لا يمكن لمجتمع كالمجتمع الفرنسي أن يعيش بعيدًا عنها،  قيد أنملة؛ وإلا أصابته المصائب كيفما اتجه.

كيف ذلك؟!

لا يخفى عليك أيها (الأحمق) – وصف لا قذف- ما يعانيه المجتمع الأوربي بشكلٍ عام -الذي أنتم منه- من نقص هائل في الأيدي العاملة، وبالتالي فإنكم بحاجة إلى تقبل أولئك الشباب القادمين من الشرق -مع عائلاتهم التي تدركون طريقة تكاثرها الطردي- وهذا يستوجب منكم – كقادة، ومفكرين- نشر قيم التعايش لا العكس.

فإن لم تفعل ذلك، وحاولت معاكسة (منطق الأمور) فإن أمام شعبك -إن هم أطاعوك- ؛سيناريوهين لا ثالث لهما.

إما أن تقفلوا مصانعكم على أنفسكم، وتدبروا أمر بضائعكم – التي ستفقد سوقًا عظيماً يدر عليكم المليارات سنويًا- هذا إن استطعتم تشغيل المصانع!

وأما أنكم ستبقون على هذه الأيدي العاملة -التي لا غنى عنها- مع الاستمرار في  نشر الكراهية، وخطاب العنصرية؛ وحينها فإن الله وحده هو الذي يعلم عن كمية الدمار الذي قد يجره سلوك كهذا، على مجتمعٍ  متنوع الثقافات كالمجتمع الفرنسي!

إن جريمة كالتي أنت مقبل عليها -بحق شعبك- لا يمكن للتاريخ أن يغفرها لك، هذا إن لم يصطلي جبينك بنارها!

فياعجبًا لمن هو في مقامك -رئيس دولة- أن يتعامل مع الأمور كما يتعامل الصعاليك!

وياليتك تنظر إلى من تعادي قدوتهم -محمد صلى الله عليه وسلم- وتبصر إلى طريقة الرد الراقية -التي تتشدقون بها، وتدعون الناس إليها- من خلال المسيرات السلمية، ومقاطعة المنتجات الفرنسية -كلٌ بحسب وضعه- وفي ذلك أكبر دليل على أن هذه الأمة – رغم تخلفها الممتد لقرون- إلا أن  لديها نبراسًا هو ( محمد صلى الله عليه وسلم) تفتدي به قدر الإمكان، فلا يجتمع غالبها على ضلال، وإن شذ من أبنائها نفرٌ قليل، فإنه (شذوذ) كان من الأولى أن يكون دليلًا على وجود اغلبية ساحقة من المسلمين الذين يرفضون كل عدوان؛ لا أن تُعكسُ الأمور، فيصبح الشذوذ دليلًا يستدل به على حال الأغلبية!

هذا، ولعلك حين ترجع إلى المثل العربي في أعلى الرسالة، تتضح لك الرؤية؛ إن أبقت لك (العنصرية) بصيرة تريك الصواب. 

ولتعلم ختامًا أن لا أحدًا أعظمُ غفلةً ممن أضاع قومه، بعد أن اتبعوه.