نعمت شاهين
نعمت شاهين

د

هل من الممكن أن يتوقف إحساسنا عن الشعور؟

هناك العديد من الأشخاص الذين يصفون شعورهم بأنه توقف عن الاحساس وكأن مشاعرهم متجمدة لا يشعرون بأي مشاعر كالحزن والسعادة والحب أو الكره.. لا يشعرون بأي انزعاج وإن سألتهم عن الذي يريدونه قد تكون إجابتهم لا شيء!

يقولون بأن هناك ما تغير في مشاعرهم.. فلم يعودوا قادرين على تمييزها. إذ أصبحت باردة متوقفة عن العمل بشكل مؤقت أو حتى دائم كما أنهم غير قادرين على مشاركة الآخرين مشاعرهم مثل التعاطف والسعادة والحزن.

هل تموت المشاعر حقاً أو هل من الممكن أن يتوقف الإحساس لفترة من الزمن أو لمدة طويلة قد تستمر لسنوات عديدة؟ وهل من الممكن أن يتعايش الإنسان مع هذه الحالة؟ وهل هي مرحلة مريحة أم مؤذية أو قد يكون لها آثار جانبية سلبية على الفرد وعلى طريقة تعاملة مع الأخرين؟

إن توقف الإنسان عن الإحساس بشعوره ظاهرة حقيقية وموجودة.. يصل لها الإنسان عندما يتعرض للعديد من خيبات الأمل والإحباطات المتكررة.. ويكون سبهها الخذلان الذي يتعرض له الإنسان بشكل دائم من الاشخاص المقربين سواء في البيت أو العمل الدراسة أو حتى الأصدقاء قد تكون بسبب أن النتائج تكون مخالفة لتوقعات الفرد وعندما تتكرر هذه الخيبات والتي ترافقها العديد من المشاعر كالحزن والنكران وعدم التصديق والإحباط وفي كل مرة تتكرر هذه العملية يفقد الإنسان جزءا من مشاعره وإحساسه حتى يصل الى مرحلة عدم القدرة على الإحساس بشعوره.

فالمشاعر جزءا من الانسان قد تضعف وتتأثر وتموت أحيانا كما يضعف جسد الأنسان .

ولكن كيف يمكن تفادي مشكلة موت المشاعر أو فتورها لفترات معينة .

عندما يكون الأنسان واقعياً وواعياً للإحداث التي تدور حوله قد تجعل منه إنسان قادر على التحكم بمشاعره أكثر وقادراً على فهم مشاعره ومشاعر الأخرين بصورة أوضح فالحياة مليئة بالمفاجات وقد تصدمك مواقف عديدة من خلال تعاملك مع أشخاص عددين ولكن عندما تكون واعياً بمن حولك سوف تتوقع كل شيء والحقيقة أن الحياة ليست مثالية وهناك العديد من الاشخاص لا يؤمنون إلا بمصالحهم وكيفيه تحقيقيها فيجب علينا أن نكون واقعيين حتى لا نصل لمرحلة فقدان الاحساس .

ولكن ما هو المقصود بالواقعية وكيف للواقعية والوعي أن تجنبنا الوصول لمرحلة فقدان الاحساس عندما نكون واقعيين سوف تقل توقعتنا عن الاشخاص والاحداث التي حولنا وسوف ندرك أن أهم شيء في الحياة هو نحن وليس الاخرين فعندما نؤمن بأنفسنا ونحب أنفسنا يخف اهتمامنا بالآخرين وتوقعاتنا عنهم وعندما سوف نفهم أن مشاعرنا مهمه وهي جزء منا وعلينا المحافظة عليها من خلال واقعيتنا وعلينا وخفض درجة الألم وتعلم كيفيته التحكم بمشاعرنا .

ولأن فقدان الإحساس والشعور هو أسوء أنواع الألم أو بطريقة أخرى هو مرحلة «ما بعد الألم». علينا محاوله حماية أنفسنا وتجنيبها الوصول لتلك المرحلة.