أمينة الزعبي
أمينة الزعبي

د

امتلك مفاتيح التغلب على التسويف من الآن!

كثيراً ما تمتلئ جداول أعمالنا بمهمات كثيرة تنتظر التنفيذ ولكننا لا ننفذها، وذلك  قد يكون بأسباب نعرفها أو لا نعرفها فنقول إن ذلك بسبب ضيق الوقت أو بسبب كثرة الانشغالات، ولكن في الحقيقة السبب عائد إلى إتقاننا فن التسويف الذي أصبح عادة الغالبية منّا ولا نعرف كيفية الخلاص منه.
جمعت في هذا المقال مجموعة من الأفكار المتعلقة بهذه العادة السلبية والتي تمنعنا في كثير من الأحيان من فرحة الإنجاز والانتهاء من المهمة بدلاً من الشعور بثقلها.
مفاتيح التغلب على التسويف
1– التركيز: وهو أهم المفاتيح وأولها، وهو البدء باختيار شيء واحد مؤجل والتركيز على إكماله خلال المدة الراهنة، من غير أن نجمع أي مهمة أخرى ثانية معه، لأن هذه الطريقة من شأنها أن تجعلنا نشعر بالإنجاز والانتهاء من العبء الذي يلاحقنا.
2– البدء والمباشرة بالعمل: المفتاح الثاني لا يقل خطورة وأهمية عن الأول، فهو يفرض عليك اتخاذ إجراء فوري وعملي في هذه المهمة، لأن الأبحاث تظهر أنه بمجرد أن تبدأ شيئاً ما فمن المرجح أن تنتهي منه، في حين أن المهمات غير المكتملة من المرجح أن تتعثر في ذاكرتنا، ويحضرني في ذلك ظاهرة ” تأثير زيجارنيك” النفسية التي تقول إن أذهاننا تبقى عالقة في الأشياء التي لم نكملها بعد، وبالتالي سيتعطل إنجازنا في المهمات الأخرى.
3- معجزة الخمس دقائق: تعد معجزة الخمس دقائق من أفضل التقنيات للأشخاص الذين يعانون من التسويف، وتقوم على أن تسأل نفسك : ما الإجراء الذي يمكنني اتخاذه في أقل من خمس دقائق اليوم والذي يحرك هذا للأمام حتى أصغر جزء منه؟” بمجرد تحديد إجراء صغير، اضبط مؤقتًا لمدة خمس دقائق واقضِ خمس دقائق في العمل على المهمة. ومع الوقت سترى أن لهذه المدة القصيرة فعل عجيب لن تتخيله.
4- اغتنم ساعات الذروة الخاصة بك: لكل منا ساعات ذروة وساعات انطفاء وتراجع في الطاقة وهذا من المراحل الطبيعية التي يمر بها الدماغ البشري، وتختلف هذه الساعات بين الشخص والآخر وهو ما يجب معرفته جيداً من أجل اغتنامها في إنجاز المهمات والتخلص فيها من عوامل التشتيت والعمل بتركيز عالٍ فيها.

5- تعاطف مع نفسك: فالأبحاث تؤكد أنه كلما تمكنت من مسامحة نفسك على التسويف في الماضي زادت احتمالية تجاوزك للتسويف الحالي واتخاذ الإجراءات اللازمة.

6- حدد سبب تسويفك: من المفيد أن تعرف سبب تسويفك لمهمة معينة، هل أنت خائف من شيء ما؟ هل أنت متعب أو مرهق؟ حاول أن تجيب عن هذا السؤال: “أنا أتجنب هذه المهمة لأن ……..” لأن هذا سيساعدك على تحديد مخاوفك وبالتالي التخلص منها.
7- اشطب المهمات غير اللازمة: قد تضع في قائمة المهام الخاصة بك كثيراً من المهام التي يمكن اختصارها وليس من الضروري وجودها في قائمة المهام، لذا امنح نفسك الإذن لتتركها، وحاول شطب شيء ما من قائمتك لمجرد أنك تدرك أنك لست مضطراً لفعل ذلك الشيء.
8- راهن أحد أصدقائك على الالتزام: من الطرق الممتعة في القضاء على التسويف، وتقوم على اختيار يوم أو وقت خلال الأسبوع المقبل لتكمل فيه هذه المهمة ثم تراهن  صديق أو قريب وتخبره أنك ستمنحه مبلغاً من المال، أو ستشتري له قهوة وغير ذلك إذا لم تكمل هذه المهمة بحلول الموعد الذي حددته، وفي حال إكمال مهمتك ستشكره لكونه سبباً في التزامك.
9- امنح نفسك مكافأة: امنح نفسك مكافأة على كل مهمة تنجزها، فالأبحاث تظهر أن الدماغ البشري يستجيب لمحفزات المكافأة ويمكن أن تكون هذه طريقة جيدة لخلق عادات.
10- اجعل المشتتات في صالحك: لأن المشتتات كثيرة حولنا كان من المفيد أن نحولها إلى ألسيب مكافأة وتحفيز، فمثلاً لا تتحقق من وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك أو تتناول الغداء حتى تكمل ما حددته من مهام، فبدلاً من استخدام المشتتات للتسويف، اجعلها مشروطة بإنهائك الفعلي لما تحدده لنفسك للقيام به.
11- اجعل واجباتك رغباتك: فبدلاً من قول ” يجب أن أكتب هذا المقال” قل ” أريد أن أكتب هذا المقال” لأن شعورنا بالالتزام تجاه شخص أو جهةٍ ما، لذلك يمكننا أن نتعامل مع هذه الواجبات كرغبات نريد تحقيقيها لا أعباء نريد الانتهاء منها.

12- تخلص من الكمالية:  يميل الأشخاص ذوو الميول الكمالية إلى الانتظار حتى تصبح الأشياء مثالية من أجل المضي قدمًا، فإن لم يكن الأمر مثاليًا ، فلا يمكنك الانتهاء. أو إذا لم يكن هذا هو الوقت المناسب ، فأنت تعتقد أنه لا يمكنك البدء. وهذا يعيق الإنجاز وتمنعك من البدء، لذا ركز على أن تكون أفضل من الكمال. هذا يعني أن تستمر في السعي لتحقيق التميز ، أو خلق التميز ، أو إعداد نفسك بظروف ممتازة ، ولكن في نفس الوقت ، تركز على إنجاز المهمة لا على كمالها.

13- تخلّص من التهويل: قد نسوّف بسبب تهويلنا للمهمة وشعورنا بصعوبة تنفيذها، فكثيراً ما يرتبط التسويف بالتوتر، لذا فلنفكر في الضغط الذي تشعر به عندما تتجنب إجراء مكالمة هاتفية تعلم أنك بحاجة إلى إجرائها. وهنا قل:  هذه ليست مهمتي المفضلة ، لكن يمكنني تجاوزها.”

في الختام نذكر عوامل ومفاتيح أخرى في التغلب على التسويف لا تقل أهميةً عن السابقة، مثل استخدام عبارات تحفيز، أو تشغيل موسيقى تحفيزية خاصة، واحرص على اختيار بيئة مناسبة خالية من عوامل التشتيت مثل صوت التلفاز أو جهاز الهاتف وشبكة الإنترنت، كما يمكنك ممارسة بعض التمارين التي تتحكم بتوترك مثل التنفس العميق ، واسترخاء العضلات ، والتخيل ، والتمارين البدنية.
تذكر أخيراً أن المسوف يركز بشكل أكبر على المكاسب قصيرة المدى (وهو تجنب الضغط المرتبط بالمهمة) بدلاً من النتائج طويلة المدى وهو إنجاز المهمة والانتهاء منها، كما أن المسوف كثيراً ما يشعر بالذنب أو الخجل بسبب تأجيل المهام مما يؤدي إلى إعاقة احترامه لذاته، وهو ما يمكنك تفاديه إذا امتلكت المفاتيح السابقة وطبقتها في حياتك.