غادة اللبابيدي
غادة اللبابيدي

د

كيف أكون مثقّفاً؟

شهد العالم في السنوات الأخيرة الكثير من الأزمات، جعلت مشكلة التسرب من المدرسة أمراً متفاقماً تحديداً في المنطقة العربية على الرغم من وجود الكثير من المحاولات التي تهدف إلى الحد من المشكلة، بالنسبة للأجيال السابقة فقد كانت المدرسة هي الفرصة الأساسية لتكوين قاعدةٍ ولو بسيطة تمكنوا من استخدامها في بناء معارفهم اللاحقة وهذا بالضبط مالم يحصل عليه الكثير من الناشئة والمراهقين الذين مرّوا ضمن ظروف سيئة كالحروب والهجرة وانتشار الأوبئة وغيرها، ونجد الكثيرين منهم اليوم يرغبون في تجاوز العقبات التي وجدوا أنفسهم فيها هادفين إلى تنمية معارفهم لكن دون وجود خطّةٍ معينة وعلى غير معرفةٍ بالمواضيع التي من الممكن أن تساعدهم في خلق غلافٍ ثقافيٍ متين لأفكارهم، في هذا المقال سأحاول استعراض أهم الموضوعات التي تسهل على الناشئة والشباب الانطلاق بطريقةٍ صحيحة نحو تنميةِ عوالمهم الفكرية.

الخطوة الأولى في بناء المعرفة هي التعرّف على المكان الذي يعيش فيه الإنسان فإذا كنت ترغب في إثراء معلوماتك فبإمكانك أولاً التعرّف على خريطة البلد الذي تسكنه ومعرفة مايجاوره من جميع الأطراف وماهي أهم صادراته وواردته وكبرى المدن فيه ومايميزها وبذلك تكون قد أثريت معلوماتك جغرافياً ولربما أعجبك الأمر وبدأت تجري أبحاثاً بنفس الطريقة عن الدول المجاورة ثم العالم بأسره.

أما الخطوة الثانية فهي تكمن في معرفتك للتاريخ إذ يعد التاريخ من أهم العلوم الإنسانية بسبب غناه وتكرار الكثير من المواقف فيه مما سيمنحك نظرةً مستقبليةً جيدة إذا ما تمكنت من التبحّر في الموضوع، وفي حال لم تكن تفضل المواضيع التاريخية فيجدر بك على الأقل أن تطلع على تاريخ بلادك أو البلد الذي تقيم فيه لكي تكون ملماً ببعض الأحداث والتواريخ المهمة التي لربما ستسبب لك بعض الحرج إذا لم تكن متطلعاً عليها.

الخطوة الثالثة هي الإطلاع على العلوم الدينية وخاصةً تلك المتعلّقة بالتعاليم المرتبطةِ بالشعائر لكي تكون على دراية بكل خطوةٍ تقوم بها ومالهدف والغايةُ من وراءها.وبذلك تكون قد دعمت بنيتك المعرفية بالروحانيات التي ستجعلك أفضل لكي تتم رحلتك الاستكشافية في هذا العالم.

الخطوة الرابعة هي محاولتك لفهم العلوم التجريبية والتطبيقية والإطلاع على أهم القوانين الموجودة فيها وأسماء واضعيها ولاتقلق حتى إذا كنت لاتفضل هذا الطرف من التعليم إلّا أنه سينفعك كثيراً في حياتك العملية وستعثر على تطبيقاته في كل مكان من حولك.

الخطوة الخامسة هي في معرفة القليل من العلوم السياسية والإقتصادية المرتبطة بمعنى بعض المفردات وواضعيها وأسماء الأنظمة العالمية والدول التي تنتمي لها واسماء حكّامها الحاليين والسابقين، وبهذه الصورة لربما تصبح نشرات الأخبار برامجك المفضلة على الشاشة.

الخطوة السادسة وأرجّح أنها ستكون المفضلة لديك تكمن في البدء بالخوض في عالم الأدب والرواية وبأن تتعرف على أعلامها في أنحاء العالم ثم البدء بقراءة أعمالٍ متنوعةٍ لكي تكون صورةً مبدئيةً عن شعوب العالم وعاداتها وكيف تعيش، فلا شيء يصف حال قومٍ أصدق من راوٍ ماهر.

أما الخطوة السابعة والأخيرة فهي بمحاولتك لتعلم لغة جديدة وبإمكانك تخصيص مايقارب العشرين دقيقةً يومياً لهذا الأمر وستجد نفسك تتمتع بطرق تفكيرٍ جديدة وستتمكن من معرفة الكثير عن متحدثي اللغة من خلال الكتب والأغاني وغيرها من المصادر التعليمية.

في النهاية وبكل تأكيد يوجد الكثير من العلوم والأفكار التي لاتتسع لها هذه المقالة لكنني أحببت أن أشاركك عزيزي القارئ خطة عملٍ صغيرة لكي تستند إليها في جولتك المعرفيّة آملةً أن تكون مفيدةً لك ولو بالقدر البسيط.