فادي عمروش
فادي عمروش

د

قراءةٌ في كتاب كيفية تحليل الناس: التلاعب بالناس وعلم النفس المظلم

يسلِّط دانيال سبد في كتابه: كيفية تحليل الناس الضوء على الأساليب التي يستخدمها المتلاعبون في التأثير على القرارات الواعية بغية التحكُّم في عقل ضحيَّتهم وتوجيه سلوكه لاتِّخاذ قرارٍ معيَّنٍ، موضحاً أن من يستخدم هذه الأساليب لا يقتصر على كونه صديقاً مقرَّباً، أو حبيباً، او أحد أفراد العائلة فقط، وإنَّما تستخدمه الشركات الربحية والمؤسَّسات المختلفة سواء في الإعلانات التجارية أو الرسائل التسويقية عبر في وسائل التواصل الاجتماعي ويشرح الكتاب 13 قانوناً في التلاعب بالعقل البشري، و7 استراتيجيات لمعرفة لغة الجسد بسرعة، والغوص في علم النفس المظلم والاقناع لجعل الناس يفعلون ما تريد.

13 قانون يتحكَّم بالعقل اللاواعي وتوجيه السلوك

يؤكِّد دانيال على تعدُّد الأساليب التي تُسيطر على قرارات حياتك، إذ تختلف باختلاف الأشخاص الذين تتعامل معهم في المنزل أو في العمل، مؤكِّداً في الوقت ذاته على وجود قاسم مشترك بينهم، ألا وهو تحقيق أهدافهم عن طريق التلاعب بك بالكذب والخداع، وحتَّى لا تقع في فخِّ هؤلاء الأشخاص، وضع دانيال دليلاً مبسّطاً يضمُّ أهم 13 أسلوباً للتلاعب بالآخرين وخداعهم واصفاً فيه آليات الخداع المتبعة.

الكذب وإخفاء النوايا الحقيقية

يعد الكذب من أقوى وأقدم طرائق الخداع، لما يحقِّقه من نتائج سريعة بناءً على الهدف المطلوب منك إنجازه، حتَّى أنَّ عملية اكتشاف هذا الكذب بعد تحقيق الهدف المطلوب منك لن يكون له تأثير سلبي كبير على المتلاعبين للأسف.

 يسعى أن يكون في مركز الاهتمام

 يستمتع المتلاعب بكونه مركز الاهتمام حتَّى يحقِّق ذاته ويشعره بأهميته، ويغذِّي غروره، ويحدث ذلك في العلاقات العاطفية على سبيل المثال عندما يفتعل أحد الزوجين المشكلات بغية لفت انتباه شريك حياته ليبقى في مركز اهتماماته.

 الانفعالات العاطفية

يكون المتلاعب أحياناً عاطفياً جدَّاً ويميل إلى إحداث نوبات دراماتيكية، أو حتَّى هستيريَّة عندما لا يحصل على ما يريد، ممَّا يسهل تمييزه بسبب سلوكه العاطفي الهادف للفت الانتباه.

يلعب دور الضحيَّة

يوضح دانيال أنَّ هدف المتلاعِب الضحية هو دفعك إلى التعاطف معه، وأن تشعر بالسوء لحالته، محاولاً بذات الوقت دفعك إلى مساعدته عن طريق استغلالك عاطفيَّاً.

 تعمل بجهٍد ثم يُنسب الفضل له

يشيع هذا الأسلوب بين الزملاء في العمل، إذ يستغل أحدهم عملك الدؤوب لينال الفضل أمام أصحاب العمل.

 يعزِّز شعورك بحاجتك إليه

  يقدِّم المتلاعب الخدمات لك ويساعدك عندما تكون في حاجةٍ، ممَّا يجعلك تشعر بأنك مدين له، وكلما زاد اعتمادك عليه للحصول على المساعدة، زاد احتمال تعرُّضه إلى مشاعرك واستخدامك لتحقيق مكاسب شخصية.

إخفاء الحقائق المهمَّة لإحداث ضرر أكبر

 يوضح دانيال أن من يتلاعب بك ينتهج مبدأ الصدق الانتقائي لإحداث أضرار متعمدة، ويتمثَّل ذلك بإخفاء بعض الحقائق المهمَّة التي تؤثِّر على عملك وإنتاجيَّتك لاحقاً.

يرتدي قناع الصداقة

تشيع هذه الاستراتيجية في أماكن العمل، إذ يتظاهر أحدهم بأنه صديق لك في سبيل الحصول على معلومات ربَّما تُستخدم لاحقاً ضدك، ويمكن تمييزه في حالة طرح أسئلة شخصية عليك على الرغم من أنك قابلته حديثاً.

غير ملتزم وغير مسؤول.

يكون المتلاعب متقلِّب الرأي وذلك بحسب الموقف الذي يمر به، إذ يسعى دائماً إلى قلب الموازين لصالحه ولو على حساب الطرف الأخر، بالإضافة إلى كونه غير متقبل لتحمُّل المسؤولية.

يدَّعي الغباء في الوقت المناسب

يلعب كثيرٌ من الأشخاص دور الغبي لتجنب كشف أمرهم أمامك، وتنجح هذه الحيلة عندما يكون لدى الشخص مستوى عالٍ من الذكاء لإظهار قدرٍ كبيرٍ من الغباء في الوقت المناسب لهم.

يلوم الآخرين في الأزمات

  يسعى المتلاعب عند وجود مشكلة إلى إلقاء اللوم على الآخرين وعدم تحمل مسؤولية أخطائه.

احذر ممَّن يتَّبع أسلوب المدح والإطراء

يرجح الكاتب أنَّنا نميل إلى الاستماع لمن يمدحنا، ما يشكل أحد نقاط ضعفنا، وطريقاً سهلاً إلى خداعنا من قبل المتلاعبين من حولنا بالكلام المعسول بهدف تحقيق خدمة لهم في وقتٍ لاحقٍِ.

إعادة هيكلة قراراتك لتناسب رغباتهم

يوضح دانيال أن ذلك يحدث غالباً في العلاقات العاطفية، ويكون طبيعيَّاً تماماً بالنسبة لك أن تبني قراراتك أو تعدِّلها بناءً على ما يريده شريكك الرومانسي، ولكن  هل سألت نفسك إن كان لديك رغبة حقيقية في إسعاده؟ أم أنك تفعل ذلك فقط لتجنُّب إغضابه؟

 7 استراتيجيات لتحليل لغة الجسد

يركز دانيال في القسم الثاني من الكتاب على دراسة لغة الجسد بكونها وسيلةً ضروريةً لمعرفة ما يدور في ذهن الشخص الذي نتعامل معه، مؤكِّداً في نفس الوقت على أهميَّة لغة الجسد لتجنُّب الوقوع في حالات المكر والخداع.

ادرس المظهر

يحمل مظهر الشخص كثيراً من علامات شخصيته، ممَّا يجعلك قادراً على معرفة كثير من الأشياء عن شخصيته من مظهره فقط، فلو كانت ملابسه أنيقة فهو غالباً يسعى إلى إثبات نفسه بحضورٍ قويٍّ أمامك، أمَّا لو كانت ملابسه طبيعيةً فغالباً لا ينوي تقمُّص أي شخصية ويتعامل معك بشكلٍ اعتياديٍّ.

راقب وقفته وإيماءات جسده

تمنحك حركة يد الشخص ووقفته عند الحديث بعض المعلومات عنه، فمثلاً ربَّما يشير وضع الشخص يديه في جيبه أو خلف ظهره  إلى محاولة إخفاء شيء عنك.

راقب تعابير الوجه

يوضح دانيال أن ما يخفيه القلب يظهر جليَّاً في ملامح الوجه، لذا ينبغي أن تراقب العلامات التي قد تظهر عند الابتسام، أو طريقة الكلام.

راقب العيون فهي مرآة القلب

يصبح التواصل البصري أصعب عند الكذب، لكن يعمد الكاذب المتمرِّس إلى الحفاظ على هذا التواصل لإبعاد الشبهات عنه، يمكنك هنا مراقبة تجاعيد العين عند الابتسام لاكتشاف الابتسامة الزائفة.

استمع إلى نبرة الصوت

تكون نبرة صوت الشخص هادئةً وتلقي الراحة في نفسك عند الصدق، بينما تكون العكس عندما يحاول خداعك.

راقب وضعيَّة الجسد

تشير وضيعة الجسد المستقيمة إلى أن الشخص هو واثق من نفسه ومسيطر، بينما تظهر وضعية الجسد المنحنية للأمام بالعكس. كما تشير الحركة المفرطة للساق إلى التوتر والعصبية التي تشي ربَّما بإخفاء شيءٍ ما.

أفضل طرائق التعامل مع المخادعين

يقدم دانيال مجموعةً من النصائح العملية للتعامل مع المتلاعب، إذ يؤكِّد في البداية على ضرورة تحديد الدائرة الضيِّقة القريبة منك، صديقك المقرب على سبيل المثال، أو أحد أفراد عائلتك الذي تثق أنه لن يستخدم تلك الأساليب ضدك، ثمَّ تبقيه على اطلاع دائم بما يحدث معك من أمور حتَّى يكون بمقدوره تقديم النصح لك.

ويؤكِّد دانيال على ضرورة مواجهة الشخص الذي ثبت خداعه لك، مبيناً أهميَّة إيقافه عند هذه النقطة ومنع تماديه أكثر في المستقبل، كما يمكن أيضاً تجاهل هذا المتلاعب وتركه يراجع حساباته تجاهك بعد فضح أمره، ولكن احذر من أن تحاول إصلاحه، فلا يصلح العطار ما أفسد الدهر. كما ينصح الكاتب أن تبحث عن الأشخاص الطيبين بطبيعتهم وتحافظ عليهم، فهؤلاء هم الثروة الحقيقية.

يؤكِّد دانيال  في النهاية على ضرورة تجنُّب الإفراط في التحليل أثناء البحث عن العلامات وإرهاق نفسك بذلك، وينصح أن تكون على طبيعتك فليس هنالك ما تفعله أكثر من ذلك.