أفكارٌ من كتاب أربعون للشُّقيري

تستيقظ في كلِّ صباحٍ متوجِّهاً إلى عملك، وتخوض العديد من الأمور حتَّى نهاية اليوم، وتعود إلى البيت مُنهكاً، فلا تقوى على فعل شيءٍ، وفي المساء وأنت على الوسادة تُفكِّر كيف تغيِّر حياتك، وتقرِّر أنَّك ستبدأ من الغد، ويأتي الغد، وتتكرَّر الدَّائرة نفسها للأسف، لكن إن كنت تتوقَّع أن دائرتك المُفرغة ستجعلك أسيراً لا حيلة لك فأنتَ مُخطئٌ.

هناك من استطاع كسر هذه الدَّائرة، وجعل الحياة تسيرُ وفق ما يريد، إنَّه “أحمد الشقيري” وعلى الأغلب أنَّك سمعتَ هذا الاسم أو شاهدت له برامج مرئيَّة من قبل، فهو مُقدِّم برامجٍ، وإعلاميٌّ سعوديٌّ له العديد من النَّشاطات الاجتماعيَّة، والإعلاميَّة مثل برنامج “خواطر” بعدَّة أجزاءٍ، كان آخرها برنامج “سين” لهذا العام.

بعد مشاهدة برنامج سين، أثارني الفضول لقراءة كتاب أربعون، وهو كتاب خواطر، يؤخذ عليه أنّه كثير الحشو ولكن لا يجب تحميله أكثر مما يحتمل، وقد أنهيته بجلسة واحدة مع بعض الأفكار التي تستحق الاطلاع.

يُخبرنا كتاب أربعون لأحمد الشقيري كيف كان، وكيف أصبح، وكيف غيَّر حياته كليّاً، ستجدُ في هذا الكتاب التَّجربة العمليَّة على أرض الواقع، وسيعطيك ما تحتاجُ إليه من قوَّةٍ، وإلهامٍ، فالشُّقيري رجلٌ استطاع ترويض نفسه حتَّى وصل إلى مرحلة الرِّضا النَّفسيِّ، والسَّلام المنشود في أربعين يوماً وفق كلامه.

إن كنتَ تُريد أن تَصل إلى هذه المرحلة فتابع هذا الملخص الذي يُقدِّم خُطواتٍ واضحةً لتحقيق الرِّضا النَّفسيِّ لتُبقي حواسكَ متيقِّظةً، ولا تتعجَّب فأنتَ تحتاج إلى تنقية نفسك، وروحك ممَّا يَشوبُها من المُنغِّصات، والصِّراعات النَّفسيَّة الدَّاخليَّة، وما تُسقطه على الإنسان، وتتحكَّم به في مسار حياته.

ما هي الخلوة، وما الذي يجب أن تعرفه عنها؟

هي أن يخلوَ الإنسانُ بنفسه مُدَّةً مُعيَّنةً ينقطع فيها عن حياته اليوميَّة، والاختلاء بالنَّفس مارسه العديد من الأنبياء، والصَّالحين، والفلاسفة، وهو موجودٌ في كثير من الأديان، فمثلاً اعتكاف العشر الأخير من شهر رمضان عند المٌسلمين يُعدُّ خلوةً، وتُعدُّ رحلات الرُّهبان المسيحيِّين في الأماكن النَّائية لاكتشاف قُدرة الخالق أيضاً خلوة.

ما هي خطوات الدُّخول في الخلوة؟

ما الحكمة من أنّ مدَّة الخلوة أربعون يوماً على وجه التَّحديد؟

استغرقت رحلة سفينة سيِّدنا نوح عليه السَّلام أربعين يوماً حتَّى استقرَّت في موضعها، وخلال أربعين يوماً يتحوَّل الطِّفل من نطفةٍ إلى علقةٍ في بطن أمِّه، وبتكرار هذا الرَّقم في العديد من التَّغيُّرات الجذريَّة، منح الشُّقيري رؤيةً خاصَّةً لهذا الرَّقم، فقرَّر أن يقضي أربعين يوماً مع نفسه يحاسبها، ويقيِّمها، ويفهمها، ويجعلها تقلع عمَّا يَضرُّها، ولكن ليس من الضروري أن تكون الخلوة أربعين يوماً بالطبع وإنّما يمكن ان تكون أقل من ذلك، مثلاً يوماً.

ما هي طَّريقة إدارة الوقت، والأهداف في الحياة؟

 وبهذا تكون قد حقَّقت صورةً لحياتك على المدى الطَّويل، وحقّقت أيضاً صورةً دقيقةً للأهداف الصَّغيرة التي تحقِّق الهدف الكبير.

أخيراً

يُقدّم الشُّقيري العديد من الأدوات المُفيدة، والعديد من التَّجارب، والنَّتائج لوقائع نفَّذها بنفسه، والتي تُضيف للكتاب قيمةً مُضافة:

• الخلوة هي التي تنقلك من القلق إلى الهدوء الدَّاخلي.
• يُغيِّر التَّطبيق المنهجيُّ في التَّفكير، والسُّلوك مُؤشرَ العقل من سلبيٍّ إلى إيجابيٍّ.
• عليك أن تتذكَّر دوماً أنَّ كلَّ ما ترغب في تحقيقه لا يحدث تلقائيَّاً، وإنَّما عليك العمل، والاجتهاد حتَّى تصل إلى مبتغاك.