أمل محسن
أمل محسن

د

هل وجدت العشق أم مازلت تبحث عن نصفك الآخر؟

في ظل التطور والتقدم السريع للعالم والمجتمعات وتسارع الأحداث وظهور الأوبئة وسرعة الأحداث وتطورها بين لحظة وأخرى، من حياة وموت ونجاح وسقوط وخذلان وانشغال الجميع بالمستجدات، تجد شخصاً ما مازال يتوقف عنده الزمن والوقت في حيرة من أمرك، يرمي على مسامعك السؤال الشهير: ماذا عن نصفك الآخر!

لتبدأ أنت في حوار داخلي مع العقل.. هل يعيش هذا الشخص على هذا الكوكب معنا حقاً ولا يعي كم من مستجدات تحدث بسرعة الصاروخ ليكون كل اهتمامه هو نصفي الآخر أين هو!

وهل أنا حاله طبيعية وعادية جداً في المجتمع؟

أم ذهبت بعيداً عن سرب الزواج وتكوين البيت والأسرة؟

في الحقيقة الأمر معقد جداً ولن يستطيع أحد تفهمه وتفهم الحالة التي نعيشها والحياة التي نفضل أن نحياها. فهم لم يصلوا لما وصلنا له مع أنفسنا من إستقرار نفسي، ولم يعد الأمر بالنسبة لنا هو نصف لاستكمال الشكل الإجتماعي أمام المجتمع والأهل بل الأمر يمثل حياة بها نصف يعي ويتفهم ويساند، نصف يعطي لنا الأمل والدافع والطاقة لنعيش لا يستنزف طاقتنا ويتقل فينا الأمل!

لقد تخطينا الثلاثين وربما بعضُنا تخطى الأربعين من العمر ومازلنا كما نحن نسير بمفردنا فى الطريق. نواجه الأزمات والآهات بمفردنا بقوة لا يتوقعها أحد، ولا نبالي لنظرات الشفقة من الأقراب والأصدقاء والمجتمع. لأنهم بكل بساطة يجهلون طبيعتنا وحياتنا وبالتأكيد يجهلون طموحنا وأحلامنا التي أختزلوها في الزواج حتى إذا كان الثمن سعادتنا وراحتنا!

تجهل الناس إننا لن نخوض التجربة لمجرد كسر حاجز الخوف من نظراتهم المحدودة للوضع، الجاهلة للمعنى الحقيقي الذي بداخلنا عن الحياة الزوجية وأن لاكتمال الوجهة والصورة الاجتماعية لنا لا بد من مراعاة المشاعر والأحاسيس والكيمياء المتبادلة أو العثور على الشخص المناسب الذي يؤمن بقدراتنا وطموحنا ويساندنا معنوياً ونفسياً.

هل أصبحنا لا نهتم لهمسات ونظرات الناس التي تطاردنا لأننا نتقدم بالعمر ومازالنا فى عالم العزوبية!

الأسرة هي الحلم الذي أنتظر أنا وغيري من اللذين لم يحالفهم الحظ  لتحقيقه، ولكن كيف ومع من ومن هو الشخص الذي يستحق أن أعطي له حياتي أنا أو غيري وأن يكون أهل للصحبة في كل أمور الحياة وأن نقص عليه الهموم ونشاركه الأفراح!

أن تفهم طبيعة وسيكولوجية النصف الآخر ليس بالأمر السهل كما يعتقد الجميع، تكوين الحياة مع النصف الآخر يتطلب وعي كافي لكيفية التعامل والتفهم لطبيعة الآخر وحياته الخاصة خصوصاً إذا كان وقد وصل  لمرحلة النضج العقلي والعمري والوظيفي أيضاً فالأمر يختلف اختلاف تام في تحديد الأولويات والاختيارات، فمن الممكن أن تكون هناك خيارات كثيرة متاحة لأحدهم كشريك ولكنه يفتقد النقطة الهامة وهي الكيمياء التي تجمعنا به!

لن يتغير الناس ولا المجتمع في إستحداث نظراتهم أو تغيير مفاهيم تربوا عليها، لكن لكل وقت ظروفه!

لم تعد العزوبية مقلقة لمن مازال حرًا طليقاً يستثمر وقته في التطوير والنجاح الشخصي والوظيفي!

فالنجاح الوظيفي والاستقلال المادي يجعل نظرتنا للزواج على أنه يمثل الأمان النفسي والأمان المعنوي والأمان الروحي وليس الأمان المالي فقط كما يعتقد البعض!

لن يستطيع المجتمع الذي تربى وترعرع على أن الزواج هو الأمان المادي حتى إذا تعرضت الزوجة إلى الإهانة والتقليل من شأنها أن يتفهم تفكيرك ونضجك..

الزواج سنه الحياة، لكن مع إختلاف الزمان والمكان تغيير كل شيء!  

تغيرت المفاهيم والناس أيضًا. فأصبح البحث عن الأمان أمر صعب حقاً، فتسرع البعض في الإقبال على هذه الخطوة دون دراستها ومعرفة الطرف الآخر بشكل كبير أفشل بعض الزيجات في بدايتها!

ولعل البعد عن التعاليم الدينية وعدم الفهم الصحيح لنصوصها أصاب المجتمع بمرض اللوم والتسرع وإستخدام الأمثلة الشعبية الكارثية مثل: أهو ظل راجل ولا ظل حائط! هذا المثل قد تسبب في هدم بيوت، لم يكتب لها أن تعمر أكثر من أشهر قليلة!

هل حقاً نفهم تعاليم الدين بشكل صحيح ونعلم أن لكل أجل كتاب؟ نعم لكل أجل كتاب؛ أي موعد مُحدد سوف يحدث فيه.

إستقموا يرحمكم الله ولا تلمون على أحد في أمر لم يقدم عليه، فلكل شخص حياته التي يديرها بما يراه مناسباً..