فرح فهوم
فرح فهوم

د

فيبوناتشي.. صديق طفولتي الخيالي!

” أحلُمُ أَن أُصبحَ كاتبة، أَن أنسُجَ كِتاباً كاملاً ممّا يدورُ في رأسيَ من أفكار، أفكارِ بدايةِ الوعي لحلقاتٍ لانهائيّةٍ من النَّقدِ والاستنتاجاتِ الطُّفوليّة، أَحلُمُ بنَشرِ قِصصَ قصيرةً للأَطفال، أُشارِكهُم فيها عَالمي الورديَّ الخَيالي، حُبٌ وأَملٌ وسعادةٌ فقط، خِصالٌ لم تَعُد في زَمانِنا هذا.”

كانَت هذهِ أَحدَ أَحلامِ الطُّفولةِ الَّتي لم أَبُح بِها يَوماً لأَحد لَكِن عَمَدتُ تَحويلَها إِلى واقعٍ في عُمرِ الثَّالِثةِ عشرَ فانغمَستُ في خَلقِ أَصدقائيَ الخَياليينَ، بنكهَةٍ طُفولِيةٍ فَرَحيَّة.


رسالة إلى صديقِ طُفولتي الخَيالي

صديقي فيبوناتشي

تَحيَّة وبَعد،

عُدتُ إِليكَ بَعدَ غيابِ سِتّ سِنينَ مِنَ التَّردُدِ في نَشرِ قِصتِكَ، أُقدّمُ اعتِذاري لأَنّي لَم أَقدِر على المُضيّ قُدُماً في كِتابَةِ أَحداثِ حَياتِكَ فقَد كانَ من الصَّعبِ أَن استمرَّ في تَخيُّلِ عَالَمٍ مِثالي وأَنا أَدخُلُ يَوماً بعدَ يَوم بَوابةَ الواقِعِ الَّذي اعتراهُ القُبحُ والغَرابة.

عُدتُ إِليكَ اليومَ لأَنشُرَ أُولى مُحاوَلاتي في الكِتابةِ وأُخبِرَ الجميعَ مَن هو فيبوناتشي الَّذي مازالَ يُرافِقُني حتَّى هذهِ اللَّحظة.

أُحبُّك

فرح، في التَّاسِعَةِ عَشرَ مِن عُمرِها


نص قصصي بعنوان “فيبوناتشي” 

كائنٌ صغيرٌ أخضر، ذو عينَينِ مُربعتَين وثَلاثةِ أرجلٍ مع سُترةٍ حَمراء اللَّون و شَعرٍ مُجعَّدٍ يشبهُ قرونَ الاستشعار…هذا هو فيبوناتشي، أو يمكنكَ مُناداتُهُ فيبو.

يعيشُ فيبوناتشي في رِحابِ جبل مُورفِي، مع فِيش، ماك ورِفاقِهم. يعيشُونَ سويَّةً بمحبَّةٍ  وتعاون لإبقاءِ الأُمّ الطَّبيعةِ نَظيفة، مُرتّبة وآمنة من أَيّ أَذى يُمكنُ للكائناتِ الأُخرى أَن تُلحِقهُ بها. قُوتُهُم هو فود، طعامٌ خاص يُعدُّونهُ بأنفُسِهم مِن بقايا النَّباتات، أمَّا بُيوتُهم فمحفورَةٌ في التُّراب، تِلك المخلوقاتُ المليئةُ بالحُب تُدعى الأَغابّو…

يستيقظُ الأَغابّو كُلَّ صباحٍ ليذهَبوا في جَولةٍ يُرتّبونَ فيها الطَّبيعة. يتشارَكُ فيبو ومَاك وفِيش كُلَّ يومٍ تنظيفَ بَقايا الكائناتِ الأُخرى ثُمَّ يجمعونَها ليبقى الجَبلُ نَظيفاً، ينفُخون على الأزهارِ الذَّابلة والحَزينة لنشرِعبيرِ الفَرحِ فتعودُ لتزهِرَ مِن جَديدٍ بما أُوتِيَ لها مِن محبَّةٍ وأملٍ وسَعادة.

بعدَ ذلك يَتوجَّهونَ لإيقاظِ حيواناتِ الجَبلِ دَاعينَ إِيَّاها البدءَ بيومٍ مُشرقٍ جديد. 

أمَّا الأَغابُّو الآخرون مُنهَمِكونَ بإعدادِ الفود لإطعامِ الجميع، فالكلُّ يُحبُّ الكُل وعلى الكلّ أُن يُساعدَ الكُل.

يتناولون طَعامَهُم سَويَّةً ثُم يتوجَّهون للتنظيفِ وتَغيير مَلابِسِهم ليبقُوا نَظيفين.

 وفي المَساء، تَجلُسُ كُلُّ مجموعةٍ مِن الأَصدقاءِ تحتَ شجرة، يُنشدونَ الأُغاني ويُمضونَ وقتاً مُسلياً، وعِندَ اجتماعِ  فيبو و فِيش و مَاك يبدؤونَ الغِناء: “بيم بوم كوم … بيم بوم كوم …” ويلعبونَ الغُمَّيضة، يَستلقونَ على العشبِ ليُراقِبوا القَمر، وعندما يشعرونَ بالنَّعس يَذهبُ كُلُّ واحدٍ مِنهم إلى بيته وينام، على أَملٍ أَكيد بعَيشِ يَومٍ جديد مَليء بالمُغامراتِ والقِصصِ والعَمل.

المؤلِّفة: فرح، في الثَّالثةِ عَشرَ مِن عُمرِها