الجازي يوسف
الجازي يوسف

د

وعي المشاعر

اخذتك الحيرة ما بين خيارين إحداهما منطقي وصادراً من تخطيطٍ عقلاني بحت والآخر نابع من قوة مشاعرك وحدسك تجاه الموقف، ماذا ستختار؟

لِمن يُحكمون قراراتهم بالمنطق ولا يؤمنون بالحدس ويعتبرونه ضعف و أنه الطريق الأسهل الذي يستخدمه الكسول لاتخاذ قراره.

لأولئك الذين غدو يركضون في دائرة التعقيد والحيرة الدائمة في أبسط الأمور وأيسرها.

ركز العلماء في العقود الأخيرة على موضوع الذكاء العاطفي وأنه الأجدى بتطبيقه في الحياة الاجتماعية والعملية أيضاً، من الاعتماد على المبادئ التقليدية.

ما هو الذكاء العاطفي؟ هو الذكاء النابع من مشاعر وسلوكيات الشخص وبه تتحكم بانفعالاتك ويكون الحاجز بينك وبين كل ردود الفعل والطاقات من حولك، تدرك به الوقت المناسب لحديثك وتبصر به الحقائق بإحساسك.

يقال إذا احترت ما بين قرارين أحدهما به تدمير لمشاعرك لا تعمل به! والتدمير هنا بمعنى سيولد لك هذا القرار شعوراً مستقبلياً بعدم الاستقرار أو غيرها من المشاعر السلبية مع العلم بأن القرار من صالحك وبه منافع محسوسة او مادية كثيرة مثل الانتقال للمدينة التي تحلم بالعيش بها و لكن سيترتب عليها احساسك بالكثير من المشاعر السلبية وتشعر بهذه المشاعر وأنت تفكر بالفكرة فقط.

فالوعي بالمشاعر من ضروريات الحياة و له أهمية لا تقل عن أهمية التعليم المبكر للأطفال لكيفية القراءة والكتابة والحساب، ولكنها للأسف لا تُفعل ويعتبرها البعض أمراً فطري ولا يمكن التدخل به وهو على العكس تمامًا يستحق دراسة وتجربة وتمارين يومية.

يقول الدكتور وليد فتيحي في برنامجه الرائع ومحياي في حلقة (عافية المشاعر):

“إدارة مشاعرنا بطريقة فعالة هي مفتاح تغيير الدماغ ولا يكون ذلك بمحاولة إلغاء هذه المشاعر أو كبتها فهذا مستحيل و إنما يكون عن طريق الوعي وإعادة توجيه النية إلى خالقها”.

فكم من شخص تجاهل مشاعره وسار في طريقٍ ما لأجل سمعة وجاه ومال برأيك هل عاش سعيد؟ هل سيتخطى العثرات عندما قابلته لأول مرة؟ هل سيكون بجسده المشاعري والمناعي الصحي؟

ليكون لمشاعرنا نصيب من قرارتنا واعطائها الأولوية بالتفكير لنمزج افكارنا بمشارعنا ليتولد لنا القرار الصحيح الصحي المتوازن، لنتذكر دائماً بأننا بشر ونطبق الإنسانية في حياتنا العملية ولنتذكر بأن لكل منا مشاعر وطاقة مخبأة لا نعلم ماهي لكل قائد وموظف تذكر ذلك دائماً.

إذن فأن الحياة تُرى بِبصيرة قلبك وإحساسه ومشاعره لا تتجاهلهم وأسأل الله أن يجعل في قلبك ولسانك وبصرك نوراً لترى خيرتك من الأمور كلها.

قال الله تعالى: ( َفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ ولكن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).