رامي فلمبان
رامي فلمبان

د

هل تنتهي بما تبدأ بفعله؟

هل انتهيت من ما بدأت؟، هل تمتلك القوة الداخلية الكافية لتستمر في كل ما تبدأ بفعله؟

كم مرة بدأت في فعل شيء ما بحماس وطاقة ثم فقدت حماسك وطاقتك بعد فترة؟، وكم مرة قطعت وعودًا لنفسك وللآخرين بقصد الالتزام بها حتى تنسى وعودك بعد فترة؟

في بعض الأحيان، لا ننهي ما بدأناه، لأننا ندرك أننا لا نريد حقًا ما بدأناه، وما نريده يتطلب الكثير من الوقت أو المال، أكثر من ما نرغب في استثماره، ونحن ندرك أن هناك أشياء أكثر أهمية نريدها، ولدينا شعور داخلي بأن هذا ليس هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله.

في بعض الأحيان، نقطع وعدًا ونبدأ في فعل شيء حيال ذلك، دون تفكير مسبق أو تحليل، وبعد فترة، ندرك أنه خطأ ونقرر عدم الوفاء به، أو نبدأ في فعل الأشياء بسبب الحماس المؤقت، ولكن عندما يتضاءل الحماس، كذلك رغبتنا في الاستمرار

قد يكون قرارنا بالإقلاع عما نقوم به مبررًا في بعض الأحيان، وغير مبرر في أوقات أخرى، وتبدأ المشكلة كمثال عند الإقلاع عن التدخين بسبب عدم الانضباط الذاتي والمثابرة، وإذا كنا نفتقر إلى الانضباط الذاتي والمثابرة، فكيف يمكننا تحقيق أي شيء، حتى المهام اليومية الصغيرة؟

كيف تشعر عندما تتوقف مرة بعد مرة عن ما تفعله لأنك تفتقر إلى الانضباط الذاتي والمثابرة؟ هل تشعر بالاحباط؟ هل تفقد ثقتك بنفسك؟

الخبر السار هو أنه يمكنك تطوير هاتين الأصول الداخلية الهامة:

  1. فكر قبل أن تتخذ أي إجراء، بأن هناك العديد من المشاريع التي تركناها، والتي نبدأ بها بدون تفكير وبدون تحليل فائدتها.
  2. حدد أولوياتك قبل أن تبدأ، وما هو الأهم الآن؟
  3. كلما شعرت أنك تفقد الحماس والاهتمام، ابدأ في التفكير في الفوائد وكيف أن ما تفعله سيفيدك ويُحسن حياتك وحياة الآخرين.

لن أقول لك، “التزم بما تفعله، بغض النظر عن ما تفعله”، لأنه إذا كنت بحاجة إلى أن يتم إخبارك بهذه الكلمات، فهذا يعني أنك تفتقر إلى الانضباط الذاتي والمثابرة، وهذه الكلمات لن تساعدك.

ستحتاج إلى تطوير هذه المهارات، ولكن كيف يمكنك القيام بذلك، إذا لم تتمكن من إنهاء ما بدأته؟ هذه حلقة مفرغة بالفعل، حينها أنت بحاجة إلى قدر من الانضباط الذاتي، وأيضًا حافز قوي للبدء، إذن كيف يمكنك تطوير الانضباط الذاتي، إذا كنت تفتقر إلى القدرة على المثابرة؟

يساعدك الانضباط الذاتي والمثابرة على إنهاء ما تبدأ به

الحل هو أن تبدأ بتمارين بسيطة مصممة لتطوير الانضباط الذاتي والمثابرة، والمهام التي يمكنك إنجازها بسرعة، وبالتصرف بهذه الطريقة، يمكنك أن تبني الثقة بالنفس والإيمان بنفسك، وستتمكن تدريجياً من القيام بأشياء تتطلب المزيد من الجهد، وبمرور الوقت، ستطور مهارة المتابعة والمثابرة في كل خطة أو مشروع أو هدف أو قرار.

تذكر أن عدم المثابرة يقف في طريق النجاح والإنجاز، وعدم المثابرة أيضًا أحد الأسباب الرئيسية للفشل، ومن أجل تحسين القدرة على المثابرة، والاستمرار في كل ما تبدأ في القيام به، تحتاج إلى تعزيز انضباطك، وبقليل من التدريب، ستبدأ في رؤية النتائج، وستبدأ في إنهاء ما تبدأ بفعله.