أمل محسن
أمل محسن

د

هل وجدت لطف الله؟

يتضجر الإنسان من ضيق الحال والمشاكل التي تواجهه في حياته إعتقاداً منه بأنه الأسوء حظاً علي الكوكب! ولكن هل نظر الإنسان إلى حاله وتعمق كيف هو غارق في النعم؟

أم تمعن النظر في مصيبته التي أصابته فوجد العالم غارق في ظلام الليل بدون وجود القمر! هل غابت شمس الفرج عنه كما يعتقد أم هو غافل عن حكمة الله فيما يحدث له؟

في الحقيقة يغفل الإنسان عن لطف الله الخفي الذي يحاوطه في كل لحظات حياته!

يغفل أن مصيبته هي طريق يسلكه وكان لا بد أن يعبر منه حتي ينهي العسر ويصل لنقطة اليسر!

دعوني أوضح لكم كيف تكون مصيبتنا هي بداية الوصول إلى اليسر من الله مهما طالت مدة العسر.

من منا لا يعرف قصة النبي يوسف عليه السلام وكيف أُلقي به في البئر من قبل أخوته، وكيف كان هذا الفعل كبير على نفس يوسف الطفل الصغير الذي لا حول له ولا قوة في المقاومة أو الخروج، ولكنه كان يعلم بداخله أن لطف الله آتي واليسر آتي لا محالة.

هل تمعنتوا في أن إلقاء يوسف في البئر كان بداية طريقة للوصول إلى أن يصبح عزيز مصر! هل تدرون أن تربيته في بيت العزيز هي مرحله الإعداد والتأهيل لما يدخره له رب العالمين من سلطة وملك!

هل تعمقتوا مثلي في الحكمة الإلهية من إلقاء يوسف في البئر! إذا لم يقم إخوة يوسف بالقائه في البئر ما كان ليصل لبيت العزيز ويتلقى فيه الاهتمام والتربية والإعداد الذي يؤهله لكي يصبح عزيز مصر!

هل يعلمون من أرادوا أن يحلقوا بنا الشر أو الأذى أن هذا الأذى هو بداية طريق لما يدخره الله لنا من نعم! وأن ما فعلوه بنا جعلنا نصل لما هو مكتوب ومدخر!

هل تأملت في حياتك اليومية والمواقف الصعبة التي تمر عليك؟ ما هي إلا تدريب وتهيئة لك! هل وجدت اللطف بعد مصيبة أصابتك كنت تتوقع وقتها أنها نهاية العالم؟

هل أيقنت أن هذه المحنة أو المصيبة التي لحقت بك هي من دربتك وأهلتك للوصول لما أنت عليه الأن من نعم!

هل أيقنت أن عدم استمرارك في العمل في مكان ما، كان لأن الله يدخر لك مكان أخر أفضل بكثير!

هل وجدتي سيدتي أن تعسرك في طريق ما كان بداية لطريق آخر به من النعم ما لم تكوني تتوقعي!

الإجابة: وجدنا النعم وعرفنا الحكمة.

أسئلة كثيرة لا بد أن نطرحها على أنفسنا كي نعرف ونعلم ما هو لطف الله الخفي.

كم من المرات حافت قدميك في البحث عن وظيفة ولم توفق! كم من الأبواب طرقتها ولم تفتح؟ كم من المرات جلست تتحدث إلى الله لماذا يحدث كل هذا؟ ولكنك كنت صابراً محتسبًا صبرك وخوفك إلى الله رب العالمين.

أتذكر في أحد المرات كانت هناك سيدة جميلة ساندتني في مشوار حياتي، فإذا بشخص يتصل بي يطلب تخصصها في العمل، إذ كانت تجلس في بيتها في هذه الفترة!

فعلمت أن الله سخرني لها كما سخرها لي من قبل، ذلك رزقها ولطف الله ذهب إليها في بيتها لأنه هو من يدبر الأمر!

العبرة أن تثق في قدرة الله التي لن تضيعك ولن تذهب تعبك هباءً وإنه قادر أن يجعل حزنك ودموعك التي سقطت بدون توقف إلى فرح وسعادة بما أنعم الله!

 فكما رد الله موسى إلى أمه ويوسف إلى يعقوب فإن الله قادر أن يرد إليك ضياعك وأن يبدل مخاوفك إلى الأمن والأمان.

فالله إذا أعطى أعان وعليك أن تدرك أن مصيبتك هي بداية فرحتك فلا تحزن ولا تتضجر فقد أصبر وأحتسب وأترك الأمر لله رب العالمين.

عليك أن تأخذ عبرة وعظة من قصص الأنبياء وقصص الكفاح التي يرويها أصحابها وتظهر لك حقيقة الأمر أن كل مر سيمر وأن وعد الله حق وأن الحياة تعطي دروساً لابد أن نأخدها كي نكون مؤهلين لليُسر!