نوف النهدي
نوف النهدي

د

مقاييس الجمال!

‏كان من المفترض أن تُنشر قبل ثلاثة أسابيع ولكن تراكم مسوداتي ووصولها إلى الرقم 100 جعلني أفرغ الأقدم فالأقدم وتجاوزت أغلبهن لكثرة الطلب على تدوين هذا الأسبوع .

‏صادف تحديثي للتايم لاين صدور قائمة الجمال للعام الـ ٢٠٢١ وما أذهلني في الكومنتات أنها تحولت إلى أسماء دكاترة تجميل، المضحك المبكي أن 4٪ من سكان الكوكب الأرض يجري عليهم عمليات سنوية توافق علامات الجمال المذكورة بالأعلى، والمخاطر وخيمة والتي تتجلى في أعلى القائمة عمليات لشق وشد وسحب وحقن والتي تؤدي إلى تجلطات وجميعها محفوفة بالمخاطر التي تؤدي إلى الموت.

‏والسبب من وجهة نظري أن الثقة عندما تكون أقل من اللازم يطمح الانسان في تغيير شكله، أوافق بأن أغلبهم يضطرون إلى فعل عمليات التجميل لتخفيف العيب الخلقي. ولكن ليس من الضروري أن تكون القائمة السنوية تنطبق على الفرد بحذافيرها في كل عام، وكأننا عرائس باربي نتشكل في كل سنة حسب القوائم العالمية!

‏وليس للجمال مقياس محدد ففي كل شخص ميزة وهبها الله له تُكمله، إن كان جمال أو حظ أو منصب، ولا ننسى أن جمال المظهر ملفت في النظرة الأولى ولكن ما يحدد هوية الفرد ويعلو به هي ثقافته وأخلاقه وفكره، وليس جماله قادر على يكون سبب بقاءه اذا كان يملك فكر عقيم.

‏ليس من المطلوب أن نكون بمجملنا نشبه فنانة معينة أو جسم عارضة ازياء أو أن نغلق كفينا على محيط الخصر، لسنا بالكم الهائل هذا من السخف، و أن هنالك ٣ أغشية تحيط بعقل الإنسان من السذاجة ولكن الإنسان يظهر سذاجته علنًا عندما يفعل شيء هكذا ويلجىء للعمليات وليس للرياضة.

‏”الجمال دائما موجود.. في قلوب الناس لا اشكالهم”