سلوى م
سلوى م

د

ماذا يمكن أن يقول شكل جسمك عن ألم ظهرك؟

عندما تفتح قوقل لتقرأ عن مشاكل العمود الفقري قد تمر بعبارات مثل:

  • حزام لتعديل الظهر
  • ظهرك منحني
  • كتفك اعلى في جهة واحدة
  • خلطة سحرية لإعادة الديسك لمكانه
  • العمود الفقري مائل… الخ

هل لاحظتم العامل المشترك بين مثل هذه العبارات؟

انها تركز على شكل جسمك وربما شكل الأشعة كالسبب الرئيسي والوحيد للألم الذي قد تشعر به في ظهرك او رقبتك. لكن المفاجأة هي ان الأمر ليس بهذه البساطة.

دراسات تلو الأخرى درست الموضوع وطرحت هذا السؤال صريحا للبحث؟

هل شكل جسمي ونتائج أشعتي تحدد ما إذا كنت سأشعر بالألم لاحقًا؟

اجابة هذا السؤال ظهرت بالشكل التالي:

عندما تم اخذ مجموعتين من الناس ومراقبة تغيرات العمود الفقري لمدة تتجاوز ١٠ سنوات. وجدوا بأن وجود تغيرات مثل خشونة الغضاريف لم يكن كن سببا كافيا لظهور ألم الظهر. حيث ان عدد كبير من الناس قد يعيشون بتغيرات في تركيب العمود الفقري او بعض الاختلافات بين طرفي الجسم بدون ظهور اي اعراض مرضية لاحقا في حياتهم.

اي ان شكل جسمك ونتائج أشعتك لا تكفي للتنبىء باحتمال تعرضك لألأم الظهر من عدمه.


هل يعني هذا إلغاء دور العامل الجسدي بشكل نهائي عندما نشخص آلام العمود الفقري؟

ليس هذا المقصود بالضبط ولكن عندما نتحدث عن الالام ذات المنشأ المرتبط بالجهاز الحركي، فأن هناك عوامل يجب ان تؤخذ بالحسبان ولا يقتصر تشخيص الألم أو علاجه على شكل الأشعة أوقوام الجسم.


ما هي العوامل الأخرى التي يجب أن تجتمع للوصول لمرحلة الألم؟

العوامل الجسدية أهمها ولكن عوضا عن التركيز على شكل الجسم، يستند فهم الألم على امور مثل:

 مقدار الجهد اليومي الذي قد يتمثل في نشاط مفرط بدون إعطاء الجسم فرصة للراحة لدى بعض الناس، او قلة حركة مفرطة تصل للوهن البدني او الإجهاد مع ابسط النشاطات. ويفضل ان نراجع نشاطات الشهر او الاسبوع الاخير لتفقد إذا ما كان فيها حدث متغير فجاءة قد ساهم في ظهور الألم. حيث ان اغلب مراجعي العلاج الطبيعي قد لا يربطون دور تغير الروتين اليومي المفاجئ والانشغال بأحداث مثل سفر، حفلة عائلية كبيرة، عزاء … وما إلى ذلك من مناسبات في الاحساس بالألم لاحقا.

ولا ننسى أن تغير الروتين اليومي وعندما يتصاحب مع ضغط نفسي وقلة نوم قد يزيد من فرصة التعرض لألم ظهر او الالام عضلية حركية.

كما ان أولئك الذين يعانون من ضغط مفرط مع قلة تقدير في وظائفهم او الذين يعيشون في اسر غير داعمة قد يعانون مع هذه الالام أكثر من غيرهم.

 وبكل تأكيد لا نسى الإشارة لدور عوامل مثل: التغذية الصحية، الصحة العامة، الأمراض المزمنة التي قد تسبب ألالام المفاصل مثل -الروماتيزم او أمراض الغدة الدرقية -في زيادة فرصة التعرض للألم هنا.


متى يكون شكل الجسم أو نتائج الأشعة مؤشراً مهماً لقياس صحتك؟

يصبح شكل الجسم مقلقا ويستوجب زيارة طبيب عندما تظهر علامات مثل:

  • تغير حديث في شكل القوام مثل زيادة مفاجئة في ميلان العمود الفقري
  • تطور سريع او ملحوظ في هذا التغير
  • ظهور ألم لا يخف بالمسكنات او الراحة
  • ظهور انتفاخات غير معهودة
  • حرارة، رعشة أو صعوبة في النوم مرتبطة بظهور الأعراض أعلاه.

ايضا أي تشوه خلقي أو تغير حاد جدا لدرجة العجز الوظيفي كما قد يحدث في حالات تشوهات الأطراف في بعض الامراض العصبية، الرياضيين المقبلين على بطولات كبرى قد يحتاجون للعمل على تعزيز بعض الخواص الميكانيكية للقوام أكثر من الفرد العادي.

وبكل تأكيد، قد يكون التركيز على شكل الجسم له دواعي تحدد حسب ما يراه الطبيب.


رسالة أخيرة

ألم الظهر او الالام الجهاز الحركي لا تحدد استنادا على عامل واحد فقط، الجهاز الحركي معقد وربط اعراضه بالقوام فقط تبسيط سطحي لخصائصه. نحتاج ان ندرك تفاعلاته مع كل أجزاء حياتنا وكيف تؤثر هذه الأجزاء في بعضها البعض.

العلم في تطور مستمر ونظريات تشخيص وعلاج مشاكل الظهر والعمود الفقري المعتمدة على شكل القوام والأشعة فقط أصبحت ضمن مدراس طبية قديمة.

لكن هناك شيء واحد ما زلت الأبحاث متفقة في التوصية به، وهو ان أفضل علاج لهذا النوع من الالام هو الحركة، الجهاز الحركي خلق ليتحرك. قدرته على التأقلم قوية وكلما زاد استخدامه وزادت قوته. الراحة مهمة لكن الراحة المبالغة وتجنب الحركة تعتبر العدو الأولى لجسمك.

مرجع:

https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29615369/