عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

هل أنت بطل؟


الصعود إلى المجد!

هل يمكن أن تتصور أن محاربة الناس لك هي ما تحتاجه للصعود إلى المجد، هل تصدق أن إنعدام العوائق تجعلك متكاسلاً مطمئناً، هل تعرف أن الانهزام وحده والانكسار هو من يصنع منك شخصية متميزة؟

لا تيأس عندما يسخر من أفكارك بعض الأشخاص أو يحاولوا إحباطك وتقليل ثقتك بنفسك، لأنه لولا الاخفاقات المتكررة لما كان النجاح، وإذا لم تشعر بالحزن والألم لن تشعر بالزهو والثقة.

في حياة الناس قصص كثيرة، وأسرار وخفايا تؤرقهم أو تسعدهم، ولا تخلو الأحداث من الأخبار والروايات التي يكون بعضها شيق والبعض الآخر مؤلم ولكن الفارق بين الناس يكمن في استقبال تلك المآسي والأفراح، فقد تتحول فاجعة إلى قصة إبداع وقد تتحول سعادة إلى مأساة وبين تلك المتغيرات يترقب ثمة جواسيس أو صحفيين وكتاب يكتبون ما يجري بكل حذافيره.

فلتتحدث لنفسك!

إذا تكلمت بنفس الطريقة التقليدية في ذكر محاسن المعوقات والكوارث ربما لن يستمع إليك أي إنسان لأن كل يوم نقرأ الحكمة في النتيجة الالكترونية الخاصة التي تذكرنا بأن الأيام دول وأن هناك يوم حلو ويوم مر، ولكن إذا كنت متمسكاً بإيمانك فلن تنسى قول الله تعالى: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون).

وإذا استمعت إلى محبيك فقط فإنك ستشعر بأن الكارثة التي حدثت لك لا تعد شيء وإنك في كل الحالات رائع ولا ينقصك شيء، أما إذا انتقلت إلى كارهيك فسوف ترى أن صورتك مشوهة وينقصها الكثير والكثير ومهما فعلت فلن تستطيع تدارك إصلاحها لأنها تحتاج منك إلى جهد ومعاناة ربما لا تمتلكها لأنك ربما تكون قد وصلت إلى مرحلة عمرية وصحية لا تسمح بذلك.

ولكن الحديث الغير تقليدي أن تعرف مميزات الكوارث من داخل نفسك وتحدث نفسك لأنك الوحيد الذي يعرفها جيداً، من المؤكد إنك تعرف تأثير الابتلاء عليك وتفهم هل ساهم في اقتيادك إلى القمة أم إلى الأسفل.

العذاب والمغامرة!

هل جال في خاطرك أن تخاطب نفسك بعض الوقت لتعرف ماذا صنعت بك المحن؟ الآن أدعوك لأن تدردش قليلاً مع نفسك حتى تتأكد أن العذاب الذي يمثل سداً منيعاً يعوقك عن الوصول إلى ما تريد هو في الحقيقة لا يمثل سوى مغامرة تخلق منك إنساناً خشناً، فالصعاب هي من تلد الرجال.

عندما توسوسك نفسك بالقنوط فذكرها بأن الأبطال لا يموتوا منذ أول سقوط، وأن الفشل المتتالي لا يعني النهاية بل إنها البداية للحياة، وعندما يفنى الجسد تبقى الروح، فروحك هي التي تحمل إرادتك وإيمانك ولن يذكرك الناس إذا كانت حياتك خامدة بلا أعداء.

إذا كنت بطلاً فيجب أن تؤمن أن للقيادة مسؤولية ودور كبير، إذا شعرت أن لك دور في الدنيا فإنه بقدر هذا الدور ستكون الحرب وبقدر مكانتك يكون واجبك، إذا أردت أن تعيش عمرا طويلاً فإن أمامك القيام بشيئين لا ثالث لهما: الأول – أن تدعو الله أن يرزقك الصحة والأعوام المديدة . الثاني – أن تعطي بلا حدود ليكون لك دور في العالم، والعطاء ليس بالمادة فقط وإنما المنح يكون في المعنويات وبذل الجهد.

ليكن لك شجرة بجذور ثابتة!

أتعرف ماذا يعني أن تأخذ دور البطولة، إنها مهمة كبيرة وشاقة ليست بالهينة والأصعب أن يكون هذا الدور في حياتك الواقعية، إنك لست في فيلم أو مسرحية بل هي حياتك.

كلما زادت الأحمال تزيد المسؤولية ويصبح دورك أعظم وليست البراعة في قيامك بواجبك ولكن الخصوصية تكمن في الزيادة ومليء التغرات الخالية، الندرة في الشجاعة والمثاليات، الفضيلة ليست واجبة بل هي من طرق الوصول إلى الكمال والكمال ينعدم في عالم البشر ولكنك ربما تستطيع أن تنجز جزء من الصورة ربما يقوم آخرين باكمالها لتستمر الحياة وتنمو الثمار على الأغصان وتتحول الشجرة الصغيرة إلى شجرة كبيرة ظلالها وارفة.

فإذا انتهت مسيرة حياتك فلن تنتهي ثمارك لأن جذورها ممتدة ثابتة ،تلك هي الحياة أن تبني ليس لنفسك فقط ولكن أن تشيد أعمدة متينة لك ولغيرك فيتذكرك الناس ويترحمون عليك فتسمع روحك أصواتهم المنتحبة حزناً على موتك وتطير روحك فرحاً لأن عملك كان فرجاً ونوراً لك في قبرك.