الجازي يوسف
الجازي يوسف

د

الخير الكثير

الحكمة (الخير الكثير):

قال تعالى في القران الكريم: «يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ[2](سورة البقرة، 2 / 269)

أن نُرزق الحكمة هو أن نفرق ما بين الوهم والواقع أن نعيش وفقاً لقوانين أصوات دواخلنا تزهر قٌلوبنا وتصبح جذورها مترسخة في العالم الخارجي، نبصر الحقائق ونرى اليقين في اتخاذ القرار.

نشعر بالأخرين من نظرة أعين، باختصار ان نضع الشئ في موضعه الحق، قال احد مفكرين العرب عن الحكمة بأنها “عندما تجتمع العاطفة مع العقل والروح والجسد”.

فهي اتزان للجانب الروحي والجسدي والعقلي و العاطفي ايضاً فلا يطغى شيئاً على شيء، فتطمئن بها روحك ويسكن بها جسدك و تتزن بها عواطفك.

يقال فلان حكيم فتجده قد أزال الحواجز بينه و بين البشر أجمع ، ادرك ما له و ما عليه عدل بينهم وشارك سلامهُ مع من حوله. سامح المخطئ وصافحه و وضع سبعين عذراً لاخيه لانه لا يرى الحياة من بعد واحد و أبصر ان البشر مختلفين فلا عراك مع الحياة.

خير الخلق:

فنلاحظ جميع الأنبياء والصالحين اتصفوا بالحكمة فما دل ذلك إلا على أهمية هذه الصفة بأن تكون من صفات الفرد .

 فقد أتى الله يحيى عليه السلام الحكمة صبياً أي صغيرا بالعمر فهي ليست خاصة بعمر محدد ولا مستوى اجتماعي معين ولا لون ولا عرق فقال الله تعالى: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ ﴿٢٦٩ البقرة ﴾

خارج الصندوق:

دائماً ما نسمع بجملة او مقولة التفكير خارج الصندوق بمعنى ان نبصر الأحداث من عدة أبعاد فتفكربها قليلا ! ستجدها من صفات ذاك الحكيم الذي يشهد الجميع على سداد رأيه في مختلف المواضيع و الأمور

و يا للأسف تمر بنا نحن بني البشر الكثير من المواقف في مسيرة حياتنا وقد غفلنا على ان نحَكم أمرنا وما أن نجتاز هذه المحطة نرى أننا لم نبصر الإشارة اللي كانت تضيء لنا ما كُتب بجانبها لنخرج من هذا الطريق بحكمةٍ و هدوء و سلام.

فكيف نتعلمها وهل هي تُعلم؟

هل تكتسب من خبرات الحياة وتجاربها؟ نعم ولكن نستطيع أيضا تعلمها بمجالسة أهلها و قراءة سير الحكماء. توسيع المدارك و صقل الاخلاق فهي تُحكم سلوكيات الفرد وتصرفاته .

الأهم من ذلك الدعاء فقد يؤتيك الله الحكمة من عنده فهي رزق من الله يهبه لمن يشاء من عباده لابد ان لا ننسى هذا الرزق العظيم وان نقرنه في دعائنا ما حيينا.

إلهام:

مر علي ذات يوم في احد مواقع التواصل الإجتماعي هذا الدعاء ( يارب بارك لي في وقتي و عمري و طهره من الفراغ و ألهمني يالله البصيرة و الحكمة و الإتزان) و أخذت اردده سنين عديدة و تعمقت به كثيراً إلى أن جاء هذا اليوم الذي أكتب فيه عن عظيم هذا الزرق ! فسبحان الله .

فأحببت أن انهي بهذا الدعاء لعل الله سخرني ليجدك فتنطق به فيستجاب لك (اللهم هب لنا من لدنك حكمة كما وهبتها لعبدك لقمان وارزقنا البصيرة للوصل إلى هذا الطريق وسخر لنا الأسباب).