٥ أيام = ٣٠ يوم

في صباح الخميس أستيقضت من صداع نصفي حاد فتك عقلي ، وظلت المطارق توخز وتنقر كمنبة عطلان ، تذكرت الاسبوع الشاق المليء بكل ما هو سيء ؛ نعم سيء للغاية.

من جميع النواحي ، فقدت شهية الغوص والتعلم والشغف ، تركتها على الرف وأنا انظر إلى الامور كيف تنساب من غير حول مني ولاقوة  .. تعرضت إلى اكثر من موقف عكر مسار يومي.

في النظرة الاولى تخللني شعور حيال ان الفال السيء حليفي ، ذقت مرارة الايام يوم تلو الاخر أستشعرت جملة كتبتها ، تفتت كشمعة تحاول تحترق لتضيء نبتة .

لا زالت أحداث الاسبوع صعبة ، لدرجة عدم قدرتي في تجاوزها ، أنغمزت في تأدية واجباتي اليومية لاهرب من أفكاري الشبيحة الشبيه بالشبح. وقفت أمام المرآه استجمعت قوتي وقلت بأعلى صوت جرحت به حنجرتي : أمر ومضى نوف تغاضي ، لا تجعلينها القاضية ، أرجوك ؛ أحتاجك لتكملة ما تبقى من المشوار وما مررتي به وعكة تتلاشى بكوب قهوة.

ترى ماذا كنت أشكو منه في الحقيقة ؟ لدي عائلة واصدقاء مميزين ، ومنصة توفر لي كتابة بصورة رائعة ، وحياة جيدة ، وكل ما هو جميل ،و مع ذلك كآبتي الخفيفه لا زالت تغرس ضروسها على روحي، حاولت ان اضع الضماد ولكن وجودها عبثي.

حاولت ان اضع الامور في إطارها الصحيح ، وكما يقولون علماء النفس “الترفع” ، لقد راجعت كل مستويات البؤس البشري ، من يسكن فيمأوى غير أمن ، من مصاب بأمراض خطيرة ، الذين لا أهل لديهم .. إلى جانب تلك المآسي كانت مشكلتي صغيرة وتافهة ، أشبه بدودة قزعلى ورقة خضراء كبيرة ، ولكن كما قيل  “لا يبتغي مقارنة ما لا يمكن مقارنته” ، مقياس السعادة والتعاسة هو ليس نفسه لكل شخص يقطن فوق الكرة الارضية.

وأن تجاوز امر بشع لا يحتاج سوى قوة صبر وعزيمة في تخطي ، والتخطي بصورة كاملة ودون ضغط من المحيط ، وأخذ الوقت الكافي في التعافي  ، حتى لو تطلب مني ايام او سنوات ، كل ما يلزم منا أن نتحلى بالقوة للعيش. وخيبة الماضي ماهي إلا تجربة سيئة وفشلت ، نركلها إلى اقرب نفاية نفرغ فيها سوداوية الايام العجاف.

الرجاء التخلي عن وشاح ان الحياة وردية ، وإنها ستبقى في مستوى واحد ، وان لا يمكن تعكيرها بسهولة.

والعكس صحيح ! 

وأصغر مثال نعاصره يوميا تقلبات مشاعرنا ، و ينعاد تشكيلنا في اليوم ما يقارب ٩٩ مرة  ، ربما موقف/  كلمة / خبر ، يربك اليوم بأكمله.

لكن تخلصنا منها وعدم مراكمتها هي من تقينا من الانفجارات التي من ممكن أن تنتج من سقوط كاسة ماء.

نصيحة تستحق التأمل  ‍♂️:

الافكار هي مولدات طاقتنا أستثمروها بالأفكار الإبداعية.