هيثم عمر
هيثم عمر

د

أهداف عام 2021

أعلم أن تسطير الأهداف لهذا العام متأخر بعض الشيء؛ لكن أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا… أليس كذلك؟

إنها عادة وآفة تنخر كل جوانب حياتي، فأنا أحب التريث والانتظار. بحثًا عن الدافع والهدف من فعل أو كتابة هكذا شيء.

فبينما أنا غارق في هوة لا قعر لها… مثقل بالأعباء، أبحث عن مخرج ومهرب من العمل وضغوطاته، إذا بمذكرة صغيرة علتها الأتربة تقع بين يدي قاطعة سيل أفكاري، وغرقي داخل هوة العمل التي لن تجد قعرًا لها مهما غصت فيها.

مسحت التراب عن المذكرة، قلبتها يمنةً ويسرةً باحثًا عن جملة تفسر ما بها… جملةً تعنون ما داخلها.

وجدتها:

“أهداف عام 2020”

اعتراني الفضول لمعرفة ما داخلها من أفكار وأمان… لمعرفة تلك الأهداف المضيئة… ذلك الأمل بعام جديد.

إن كلماتي عاجزة عن وصف وشرح عبارات الانزعاج والغضب التي انهالت على رأسي من جيراني وأهلي بعد موجات الضحك والسخرية الهستيرية الصادرة عني بعد قراءة تلك الأهداف المضيئة والمثالية التي شاءت الأقدار والدنيا أن تحاربها خلال عام 2020.

  1. تخصيص وقت إضافي لعائلتي.

هدف مثالي، أليس كذلك؟… نسعى لفعله وتطبيقه جميعًا

لكنه أضحكني وأثار سخريتي من نفسي قبل عام…

قضينا خلال فترة الحجر المنزلي شهورًا لا نقابل فيهن ولا نحادث أحدًا غير أسرنا… فهل تحقق الهدف؟

لا، فقد مللنا بعضنا… واشتقنا إلى أيام الفراق والبعد.

لأننا قضينا تلك الأيام نبحث عن خطأ، وعن نقص، ونسعى لإيجاد المثالية في حياتنا…

فوجدتني هاربًا نحو عالم رقمي، ساجنًا نفسي بين الهاتف والتلفاز، منكبًا على العمل لعلي أكف عن البحث عن المثالية في عالم لا مثالية فيه.

  1. أن أصبح اجتماعيًا أكثر.

لا حاجة لشرح وتبرير ضحكاتي ودموعي المرافقة لها عند قراءة هكذا هدف.

فشعارنا خلال فترة الحجر المنزلي هو ” التباعد الاجتماعي ” و ” البقاء في المنزل “

  1. تقليل زمن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

هدف خيالي… صعب التحقق والحدوث، خاصةً خلال عام 2020… عام سجن أجسادنا ولولا منافذ التنفس وسبل الهرب من هكذا سجن، لقتلَ أرواحنا وأباد احساسنا وعلاقاتنا.

ثلاثة أهداف…ورابع لم يكتمل بعد…

ذلك هو كل ما حوته المذكرة، تلك هي أحلام تاهت بين ظروف الزمان وكسلي…بين ضغوطات العمل وكوني إنسانًا مذنبًا، باحثًا عن المثالية في كل ما حولي.

لذلك قررت أن أخط أهدافي لعام 2021، متجاوزًا أخطاء العام الماضي.

  1. سأساند عائلتي روحيًا وجسديًا.

لن أبحث عن المثالية، ولن أتصيد أخطائهم وزلاتهم.

  1. سأبقى نشطًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

سأبقى إيجابي التصرفات والآراء…صادقًا مع الآخرين…ثابتًا ومتمسكًا بمبادئي وأخلاقي…رافضًا لكل فاسد من قول أو عمل…

  1. سأعيد هيكلة وتعريف علاقاتي الاجتماعية.

فالعلاقات لا تحد بالمكان والزمان، وأساس العلاقة القوية الصادقة هو الصدق والمحبة لا القرب الجغرافي والجسدي.

  1. سأبقى شاكرًا…غير غافل عن شكر وحمد ربي على كل شيء.

فنحن قلة ضعاف، قليلو الحيلة أمام قضاء الله وقدره…

سأقتبس في الختام

إن أصعب ما في العدل هو أن تكون عادلًا منصفًا مع نفسك

لذلك كن عادلًا مع نفسك، واجه أخطاءك…وتخطى الماضي أملًا في المستقبل.