سمانا السامرائي
سمانا السامرائي

د

كيف غيرت طريقة الإنفاق حياتي؟ – الجزء الأول

كنتُ دائماً مثل معظم الناس، أبحث عن الصفقات الأرخص والحسومات الأعلى في السوق، على مواقع التواصل، وفي منصات البيع المختلفة، في البداية كان الأمر مفيداً، وكنت أشعر بالانتصار والتفوق والذكاء، وحصلت على بضائع رائعة جداً أو هكذا ظننت.

مرت السنوات، وفي وقت ما شعرت أنني أعيش في كومة من الأشياء التي لا أعرف ما هي ولا أستطيع استعمالها ومع الكثير من الشعور بالذنب والخزي، من أين بدأ الخطأ؟ وبعد بحث أدركت أن الخطأ كان حين قررت شراء ما هو رخيص فقط، ودعني أخبرك لماذا أظن أنه كان بداية الخطأ.

١- إن شراء ما هو أرخص ثمناً يشعرك أن هناك عالم أفضل ليس لك، وأيام جميلة بعيدة، وأن مستواك ليس بذلك العلو، وأنك شخص بائس مسكين، وهذه الأفكار ستمنحك مستوى ثقة وشجاعة منخفضة، وسيجعلك طواعية تنسحب من الفرص أو تُبعد عنها، من يريد أن يعمل برفقة شخص منعدم الثقة والشجاعة؟

٢- إن الأشياء الأرخص قد لا تؤدي المهمة كما هو مطلوب منها أو لا تؤدي أي مهمة أصلاً أو قد تعطب أو تَبلى سريعاً، مما يجعلك ترغب بالشراء مرة أخرى باحثاً عن أشياء تبدو بحال جيدة وتؤدي الغرض منها، أي أنك ستنفق بمجموع أكثر بكثير مما تعتقد وفي فترات زمنية أقصر.

٣- ستساهم في تلويث البيئة، الكثير من القمامة المحتوية على النسيج النايلوني، والأدوات والعلب البلاستيكية، وغيرها من المواد المصنعة السامة أو غير قابلة للتحلل.

٤- ستضر بصحتك، معظم المواد الرخيصة مصنوعة من مواد وبأساليب مجهولة، ونظافة منعدمة، ودون رقابة لازمة، وهذا سيجعلك تنفق أكثر لإصلاح الأمر.

٥- ستصاب بهوس الشراء، الشراء يمنحك متعة كبيرة مؤقتة لذا أنت تريد الشراء مرة أخرى وأخرى وأخرى لتشعر بهذه المتعة، والأشياء الرخيصة بطبيعتها تبدو غير مكلفة وغير مرهقة، دولار واحد أو اثنين أو خمسة لن يغير الكثير في اللحظة الراهنة لذا تنساق خلف شراء الكثير من الأشياء مما يجعل قائمة تسوقك من متجر خردوات قد يتجاوز ١٠٠ دولار للمرة الواحدة مثلاً!

قد تتساءل ما الحل إذن؟ مرتبي ما زال في المستوى المتوسط وهو بالكاد يغطي احتياجاتي حتى مع أعمال جانبية أخرى.
هل يمكنك أن تنتظر حتى الأسبوع القادم؟ بعض الاقتراحات قادمة في التدوينة التالية.

٦:٣٣ م
٢٧/١٠/٢٠٢٠
سمانا السامرائي