بشر عبد الهادي
بشر عبد الهادي

د

درسٌ مُستفاد: 2020 عامٌ مضى.. هذا ما تعلمته!

قد يجمع الكل على أن سنة 2020 كانت سنة سيئة، كئيبة، ومدمرة للكثيرين، منهم من فقد شخصاً يحبه، ومنهم من خسر عمله، والبعض تغير كل شيء بالنسبة له، على الصعيد الشخصي.. ماذا علمتني سنة 2020 وسنوات من قبلها؟

النسيان كفيل بكل شيء

حينما توفيت والدتي سنة 2011 ذكر لي الكثيرون أني سأنسى مع الأيام وسأتأقلم، سنة الحياة على مايبدو، كنت رافضاً لتلك الفكرة كون أمي كانت تملأ حياتي بكل شيء، وبكل التفاصيل الجميلة، وكونها تركت أثراً عزيزاً في نفسي لا يفارقني، وهذا حالنا جميعاً مع أهلنا وأحبائنا.

أعتقد اليوم أن الكثيرين منا فقدوا عزيزاً عليهم في 2020، وأنت من حولك إن راجعت ما حصل بمحيطك الاجتماعي ستجد ذاك الذي فقد والده، أو والدته، أو مقرب له بشدة، وشيءً فشيء ستتأكد من صحة تلك المقولة بأن النسيان كفيل بكل شيء، لكن لن يجعلك النسيان تنسى التفاصيل الجميلة، وستتخلص من الحزن رويداً رويداً وسيخلق في داخلك الحنين لها ولتلك الأيام التي قد مضت.

تعدد المهارات ينفع أحياناً

مثلي ومثل غيري خسرت عملي “بحجة تقليص النفقات بسبب وضع كورونا”، هذا اليوم مررت به سابقاً في الأيام الطبيعية ما قبل الجائحة، وكان توقعي دائماً أن صاحب العمل سلطان ينفذ ما يهوى ما دام لا يوجد قانون وازع يقي الطرفين شر الخصام.

بناء المهارات واحد من العوامل التي سيخدمك جيداً في مسيرتك المهنية، قد يرى البعض أن تنوع المهارات المتناقضة سيؤدي بالشخص للضياع مهنياً إذ من الممكن أن يصل لدرجة لا يعرف ما هو عمله أو ما هي وظيفته، لكن مع الجائحة والآثار التي خلفتها علينا، ستجد أنك لو تتقن مهارة مختلفة تماماً عن مجال عملك، هذه المهارة ستكتسبك عملاً جديداً من شأنه أن يوفر لك احتياجاتك الأساسية.

التطور المهني أمرٌ لا بُد منه

هناك تطور على صعيد مجال العمل كالترقية أو إرسالك لتدريبٍ ما من قبل الشركة التي تعمل بها، وهناك تطور تبنيه بنفسك.

من تجارب سابقة ستجد أن التطور الذي ستبنيه بنفسك يخدمك بشكل أكبر، من خلال التجربة والكورسات المتواجدة أونلاين ومن خلال القراءة المعمقة في المجال الذي تنوي التطور به، ستجد أنك تشبعت بالتطور في مهارة كنت تود أن تختص بها أو تجيدها (كتشغيل الحملات الإعلانية على Google مثلاً)، إقرأ في المجال الذي تود أن تتقنه، حاول أن تشاهد فيديوهات يوتيوب تحيط بهذا المجال، احضر دورات تدريبية، فالويب مليء بالدورات المجانية، جرب وحاول مراراً فالتجربة أفضل معلم.

الإنسان كائن اجتماعي.. مهما كان انعزالياً!

في أحد مقابلات العمل سألتني موظفة الموارد البشرية سؤالاً: هل تجد نفسك إنطوائياً أو انعزالياً؟ فكان جوابي وسطياً نوعاً ما، انعزالي في بعض الأمور، فأنا أفضل أن أكون قريباً من وسط يشاركنا الأفكار والتجارب نفسها، لكن في 2020 هذا العام الذي ربما يجب أن نطلق عليه عام التباعد الاجتماعي، وجدت أن الإنسان مهما كان انعزالياً فإنه بحاجة لوسط اجتماعي متنوع يحيط به، يلتقي به ويقابله لأن الإنسان في هذا التباعد سيجد نفسه يموت اجتماعياً.

هذا ما تعلمته بالنسبة لي في 2020.. أخبرني ما الدرس الذي تعلمته أنت؟