حنين حاتم
حنين حاتم

د

لماذا لا تريد أن تغّير حياتك؟

قد يصدمك هذا العنوان إن كنت تغّير حياتك وتطورها بصفة مستمرة. وهناك أشخاص آخرون يفهمون جيدا ما أعنيه لأنهم يعيشونه.

هناك أشخاص كلمة التغيير بالنسبة لهم كلمة مرعبة. تجعلهم يضعون ألف احتمال سيء, وإن لم يجدوا فسيخترعون سيناريوهات قد لا تحدث حتى في الخيال.

لم يخاف بعض الأشخاص من التغيير؟

ببساطة شديدة لأنه مجهول. فهي ببساطة أشياء لا يألفونها ولا يعرفونها. لا يحبون المخاطرة. يشعرون بعدم الأمان بمجرد نطقك لكلمة تغيير أمامهم.

هل سأكون مخطئًا إن لم تتغير حياتي؟

بالطبع نعم على الأقل من وجهة نظرى .تعال وتخيل معي أنك تعيش نفس الحياة لمدة عشرون عاما مثلا. وتختار ألا تغّير حياتك أبدا حتى لو جاءتك الفرصة. تختار أن تظل في نفس الوظيفة رغم الفرص التى تأتيك دائما.

فعلى سبيل المثال ترفض فكرة تغير منزلك القديم. رغم أن لديك المال الكافي لتذهب لبيت أكبر. ترفض أن تغّير سيارتك.

شيء قد تراه مريح. لكنك تقتل نفسك وروحك بالبطيء.

الأمرله علاقة بنفسيتك. على سبيل المثال. رأيت أحد الأشخاص فتح مشروع على أمل التغيير ثم فشل. وتنسي أن نفس الشخص حاول مرارا حتى نجح.

قد تكون سمعت كلاما سلبيا عن التغيير حُفر في ذاكرتك ولا تستطيع ان تغيره.

ما الذي سيحدث إن لم تغّير حياتك؟

1- بحر التوتر :

يجعلك الخوف من التغيير تغرق دائما في بحر كبير من التوتر. وبالتالي سترفض أي شيء يخرجك من قوقعتك حتى إن كان الأمر خارج عن إرادتك.

2 لن تتطور أبدا:

إن لم تتخذ قرار التغيير فستصبح للأسف أسير الحياة، تفعل بك ما تشاء. لتجد نفسك وحدك وكل من كانوا معك سبقوك. لتهون على نفسك بقولك أنهم محظوظون.
الأمر ليس له علاقة بالحظ بل بالعمل والاجتهاد.

3- لن تفهم قيمة الحياة:

إن اخترت أن تظل مكانك ولا تغّير حياتك. فأنك اخترت بمحض إرادتك ان تموت وأنت حي.

لن تستطيع أن تفهم المعني الحقيقي للحياة. وأن تشعر فعلا أنك على قيد الحياة إلا إن حاولت أن تطور من نفسك وتتخذ قرارا أن تغّير من نفسك كل فترة حسب مرحلتك.

4- ستُحرم من ذكريات جديدة:

أعلم تماما أن بعض الناس يرتعبون من التغيير لأنهم يمتلكون ذكريات رائعة مع نمط حياتهم الحالى. وفي الواقع يمنعون أنفسهم من صناعة ذكريات جديدة. كالتي سبق وأن صنعوها بالفعل.

لا تجعل تمسكك بالذكريات ينسيك أن لديك مستقبلا لتبنيه. سيصبح هو بدوره يوما ما ذكري.

والآن إجابة السؤال الهام: كيف تغّير حياتك؟

1- خطوة تلو الخطوة:

بداية وقبل أي شيء. إفهم أولا معني التغيير لتطرد الخوف من قلبك شيئا فشيئا. فالتغيير لا يعني أبدا أن تقلب حياتك رأسا على عقب. بل أن هذا يسمي جنون وتهور.

خطوات صغيرة بسيطة متالية مستمرة. ستغير حياتك على المدي البعيد دون ان تشعر بالقفزة التى تصاحب التغيير المفاجئ.

2-راقب نفسك تغّير حياتك:

انظر لحياتك وراقب ما أنت غير راض عنه وأعد طريقة تفكيرك عن مفهوم الرضا. فالرضا ليس معناه أبدا أن تكون سلبيا. التغيير سنة الله في خلقه .
إإبدأ في وضع خطة لما تريد تطويره في حياتك. والعمل على جعله أفضل. وعد للنقطة الأولى. خطوة خطوة لا تتعجل.

من الطبيعي أن تختلف حياتك حسب مرحلتك العمرية والفكرية. فإن استمر فكرك وأنت في الاربعينات هو هو كما كان في العشرينات فاعذرني تلك كارثة.

3- أعد النظر لعاداتك:

العادات السيئة في كثير من الأحيان تربطنا في الأرض دون جذور. تمنعنا من التحليق وفي نفس الوقت أقل هبة نسيم تحط بنا أرضا .
عادات بسيطة إن بدأت بها ستجد أنك تغّير حياتك للأفضل.

تغيير الخياة من أهم القرارات التي تتخذها في حياتك. عليك فقط أن تفهم نفسك أكثر. وأنت تبحث عن ما تريده من هذه الحياة حقا.

4- ضع لنفسك أهدافا:

يحفزك أهداف امامك طوال الوقت على أن تحققها وتعمل أكثر. وبالطبع لا يوجد أي ميعاد محدد لكتابة الأهداف.
إبدأ في وضع الأهداف والخطة بمجرد اتخاذك لقرار التغيير لكي لا تفتر حماستك. لذلك لا تنتظر بداية أي شهر أو سنة او أسبوع. هكذا جرت العادة على أن الناس تكتب الاهداف في بداية العام . ولكن لا يمنع أننا في مارس أن تبدأ الآن.

لا تجعل الروتين والحياة المكررة تقتلك بالبطئ. هناك حياة أمامك لتعيشها، وهي بالمناسبة واحدة فقط.