داليا أحمد
داليا أحمد

د

واقعك بين يديك

ما الذي يجعل شيء ما جيداً وغيره سيء؟

كثيراً ما نسمع عن اكتئاب أغنياء المجتمع رغم رفاهة حياتهم وأنهم لا يحملون هم الغد على أعناقهم كمعظم الناس.. في حين أنك كثيرا ما تجد أناس آخرين لا يملكون قوت يومهم لكنهم راضون عن حياتهم ويملكون في قلوبهم سعادة لا مثيل لها .. يمكن أن يصبح مفتاح التحكم في واقعك بين يديك وأن تصبح حياتك أسهل بمجرد وضع بعض اللمسات البسيطة عليها وعلى نظرتك إليها.

الكثير من العوامل تؤثر في نظرتنا للأشياء.. في نظرتنا للدنيا..

ترى الطفل يطير فرحا بقطعة حلوى أو دمية كانت أقصى طموحاته تمكن والده أخيرا من شرائها له.. ذلك الطفل يرى محور حياته هذه الدمية أو تلك الحلوى.. فتلك هي طموحاته لذا يسعد عندما يظفر بها..

كما كان يقول العراب “أحمد خالد توفيق” خداع النفس من أسهل أساليب الدفاع عنها، فحينها يحيل الناس أخطائهم وإخفاقاتهم إلى “وزة الشيطان” كما يقول العامة.. يرضون أنفسهم بذلك الحال ،يجدون من يلقون اللوم عليه بعيدا عن أنفسهم.. ينظرون من زاوية يرتضون بها الفشل ولا يكون عليهم ذنب يؤرق ضمائرهم ..

نظرتك تغير واقعك وتغير حالك كاملاً..

عندما تحاول دائما البحث عن الزاوية المشرقة اللامعة الباعثة للأمل في حياتك تصبح حياتك وكأنها خيالية.. مثالية.. لا قصور فيها.. وفي نفس الوقت إن نظرت لحياتك من منظور معاكس فسلت الضوء على المشكلات التي تعايشها تشعر وكأن حياتك مجرد كتلة من السواد الحالك.. ظلام لا مهرب منه، تحاول الخروج فتغرق فيه أكثر ..

أنت المتحكم الأول والأخير في حياتك.. أنت الذي ينجح عندما يرغب في النجاح .. تلك الخطوة هي التي تفتح لك آفاق الطموح.. عندما تتوقف للحظات وتنظر لما قطعته من مسارك وللنقطة التي أنت تقف فيها.. بماذا تشعر؟ أبالفخر لما أحرزته وما أنت عليه أم تنظر لمن تخطاك من أقرانك وزملائك وتندب حظك العثر وتشعر أنك أقل ممن حولك فيغمرك الحزن وتدخل في دوائر عدة مظلمة لا مخرج لك منها .

ضع هدفك نصب عينيك ولا تتوقف عن الطموح في كل خطوة في حياتك..

أعط كل خطوة تأخذها حقها.. من مجهودك أثناء تحقيقها وعند الإنتهاء منها أعط نفسك حقها من الراحة والاحتفال بإتمامها..

نفسك تستحق المكافأة تستحق الفرحة والراحة.. أترك نفسك على سجيتها بلا تكلف وبلا تصنع لكن في نفس الوقت تحمل مسئولية قراراتك وأفعالك وكن أهلا للثقة.

النظر لنصف الكوب المملوء جملة من أشهر جمل التنمية البشرية فأصبحت تقليدية للمسامع معتادين عليها بل إنها أصبحت أيضا مجالا للسخرية .. رغم كونها حقيقة وطريقة فعالة لتغير نظرتك البائسة لحياتك.. عندما تستيقظ في بداية النهار فتستقبل أشعة الشمس الخافتة والنسمات الرقيقة الباردة على وجنتيك وتأخذ شهيقا عميقا يملاء رئتيك هواء نقيا يعينك على تخطي صغائر المشاكل التي تعايشها يوميا، تشعر وكأنك قد ملكت الدنيا وما حولها.. تشعر بمدى صغر مشاكلك ومدى بساطة حلولها.

املأ قلبك خيرا وأملا وأبحث عن مصدر الضوء في كل حادثة وتأمل الهدوء والصخب وأعثر على الجمال بينهما.. حياتك كلها ملك يديك وواقعك يعتمد على نظرتك أنت.

إقرأ أيضا: https://www.arageek.community/blog/how-to-be-happy