سمانا السامرائي
سمانا السامرائي

د

في مدح الصيف والشمس الحارقة!

استيقظت صباحاً وأنا راغبة في تمجيد الصيف، وهذا المقال هو لهذا الغرض، فاحذر إن كنتَ من ذوي القلوب الضعيفة.
الصيف هو ذلك الفصل الذي ترتفع فيه درجات الحرارة، ويكرهه الجميع هذه الأيام دون أي مجال للرحمة… ولكن لماذا؟ لماذا تكره الصيف؟ طرحت هذا السؤال، وكانت الإجابات:
-الجو حار (عدم تقبل الفصل كما هو)

  • نتعرق كثيراً (قم واغتسل أيها الكسول)
  • لا نستطيع أن نبدو بحال جيدة (هذه مشكلتك وليست مشكلة الصيف)
  • نعطش كثيراً (اشرب ماء)
  • لأن لا عاقل يحب الصيف (برمجة نكات وسائل التواصل)
    نعم، كلها أسباب كافية لنشعر بعدم الراحة وأن ننزعج قليلاً، لكن أن نكره للدرجة التي تجعلنا متذمرين كثيري الشكوى نهمل العمل والأمل، هنا يجب أن نتوقف ونضع حداً ونبدأ بمدح الصيف الذي يجعلك تشعر وكأنك شاب للأبد، توقفت الساعة ولم يبق سوى السطوع، حر طليق، ثوري من زمن جميل، صديق جيد، حالم واثق، ومغامر يمتلك العالم.
  • سأشرع في الحديث عن محاسن يوم صيفي تصل درجة الحرارة فيه إلى ٥٠ وما يزيد، حيث أمشي على الأقدام لإنجاز بعض الأعمال عند الظهيرة.

أولاً: الموسيقى
هناك أنواع من الموسيقى لا يمكنك أن تستمع إليها إلا صيفاً، مثل موسيقى البوب منذ ١٩٤٠ وحتى ٢٠٠٩، موسيقى lofi hiphop، موسيقى Country، موسيقى Bossa Nova، وغيرها الكثير.
سأقترح لك اضحك لحمود الخضر.

ثانياً: الطعام
للصيف قوائم متنوعة من الفواكه والخضار الملون واللذيذ، بالإضافة إلى أننا فقط في الصيف نجد أن من الطبيعي أن نتناول المثلجات والبوظة كوجبات رئيسية، ألا تجد هذا أمراً رائعاً.
ماذا تحب من طعام الصيف؟

ثالثاً: المشروبات
في الصيف هناك الكثير من المشروبات الملونة والمثلجة، مشروبات بالفواكه، مشروبات منبهة، مشروبات تساعد على الاسترخاء، مشروبات غازية، قائمة طويلة للغاية تتمنى أن يطول الصيف لتجربها كلها.
ما هو شرابك المفضل؟

ثالثاً: لحظات سعادة استثنائية
لا يوجد أكثر سحراً من الصيف، الصيف يستطيع أن يُصَيّر من كأس ماء بارد الجائزة الأعظم والأكبر والأكثر ترضية، كما أنه يحول شعورنا عند دخول البيت من شعور باهت إلى فرحة الدخول إلى الجنة، ولحظة الوقوف تحت صنبور الماء البارد إلى لحظة إخماد حرائق القلب وإنعاش الروح.
هل لديك لحظات صيفية استثنائية أخرى؟

رابعاً: ملابس ملونة
إن كنتَ مثلي شخصاً رسمياً ويرتدي الأسود والرمادي والبني فقط، فيمكنك أن تتخذ من الصيف عذراً لتجرب أساليب متنوعة من الأزياء، وكذلك يمكنك تجربة الأقمشة المنقشة أو ذات الألوان الصارخة، هذا وقتك لتمرح.
هل هناك أسلوب معين من الأزياء تريد تجربته؟

خامساً: صور جميلة
تحت الشمس جميع الصور تبدو جميلة جداً، لا لا تنس التقاط الصور.

سادساً: نهار أطول
إن أردت أن تخطط لنهار عظيم يحتوي على عشرات المهام، فنهار الصيف هو النهار الأنسب لذلك، إنه يستوعب كل ما لديك من خطط وقد تزيد عندك ساعة لقراءة كتاب على مهل في استرخاء تام وأنت تشاهد الغروب الرائع.

سابعاً: طاقة أعلى
إن الأشخاص الذين يمارسون أنشطتهم تحت أشعة الشمس يحصلون على طاقة أعلى للقيام بمهمات أكثر، لذا لا تبق في المنزل أو أي مكان مغلق آخر متعلقاً بحاسوبك أو هاتفك، واخرج إلى ضياء الشمس.
هل لديك مكان يتوجب عليك زيارته؟

إن القائمة تطول في مدح الصيف، إلا أننا أحياناً قد نغفل عن ذلك لأننا لا نسمع أحداً يتحدث عنه، لا نمتلك أدبيات تصور صيفنا المحبب في بيئاتنا العربية، لا قصائد ولا قصص ولا روايات ولا مقالات، ونحن بهذا نفقد الكثير، الصيف أدوم منا، نذوي ويبقى، يعود كل عام ليقضي معنا ثلاثة أشهر عزيزة من أعمارنا سنوياً، فهل سنترك هذه الأشهر تمر ونحن حانقين مما ليس بيده الرحيل أو البقاء؟
إنه يقوم بعمله فقط من أجل خيرنا، لنتفكر في الخير المقدر لنا فيه، وهو خير عميم لو حمدنا الله عليه منذ الصباح وحتى المساء لن نشكر قليلاً منه.
إن كان هناك ملام لشدة حرارة الصيف، فهو نحن البشر وحضارتنا الصناعية المدمرة.

لذا فلنحلم، ولنقم لتحقيق الحلم، الصيف ليس حجة تفهمها الحياة.

٧:١٠ م
٤/٧/٢٠٢١ الأحد
سمانا السامرائي