محمد موافي
محمد موافي

د

دليل التعلم الذاتي

في صباح يوم عاصف، وبينما كنتُ جالسًا لا لي ولا عليَّ، وأحاول أن أُدفِّئ قدميَّ باللحاف الأصفر، إذ بحاسوبي المحمول ذي الحرارة العالية ينطفئ، وفقدت الأمل في تدفئة ما أعلى ركبتي بحرارته، حتّى فكرت في البحث عن حل، باستخدام هاتفي الجوال الصغير والإنترنت البطيء حينها (عام 2012) والذي ما زال بطيئًا، وحلت المشكلة، وقادتني صفحات البحث إلى أماكن لم تطأها قدمي (أو بالأحرى عيني)، ووجدت في طيات صفحات جوجل الكثير والكثير، وجدت كل شيء تقريبًا، حتّى عن السميدع، وعرفت ما يسمى التعلم عبر الإنترنت ذاتيًّا.

ما هو التعلم الذاتي؟

أنا وأنت نعرف ما هو التعلم الذاتي، فدعنا منه، أو على أقل تقدير، دعنا لا نطيل في تعريفه؛ فإن زدنا وعدنا فيه كما يفعلون، فلن يضيف ذلك شيئًا.

التعلم الذاتي: هو أحد ضروب التعلم، لا يحتاج فيه المتعلم إلى أن يلتحق بصف دراسي؛ إذ بإمكانه أن يتعلم أي شيءٍ تقريبًا، بأي كم يختار، وبأي كيف يفضل، في أي مكان، لا تعيش فيه الضباع، وفي أي زمان خارقًا كل الحواجز الزمنية.

مميزات التعلم الذاتي

1- يسهل على المتعلم العملية التعليمية؛ فبإمكانه أن يتعلم في أي مكان، وفي أي وقت.
2- يمكن المتعلم من اختيار المصادر التي تتماشى مع طريقة فهمه.
3- يمكن المتعلم من تسريع أو تبطيء العملية التعليمية.

مشكلات التعلم الذاتي وحلولها

1- قد لا تعرف مدى صحة بعض معلوماتك، إن كان مصدرها غير معروف، فكما يقولون: “من كان شيخه كتابه، غلبط خطؤه صوابه”، ولكن هذه السلبية تعالج باختيار مصدر التعلم بعناية.
2- قد تكون عرضة للفتور والتسويف، فليس هناك ما يجبرك على التعلم، مثلما في التعلم التقليدي، وأن تجبر أمر غير صحي، ولكنه مفيد، وعلى كل، لا بد في كلا نوعي التعلم أن تحفز نفسك، وأن تحدد أهدافك التي دفعتك إلى التعلم.
3- تحتاج في التعلم الذاتي إلى بذل جهد ووقت في اختيار مصادر التعلم، عكس التعلم التقليدي؛ إذ يضع المسئولون عن التعليم فيه خططًا تعليمية ومناهج كاملة، يقول محمود الطناح: “معرفة مظان العلم نصف العلم”، فإن تخطيت مرحلة الاختيار والتفضيل، فإنك قد قطعت شوطًا كبيرًا.
4- التعلم الذاتي سلبي، ليس فيه تفاعل بين المعلم والمتعلم، ويمكنك أن تتجاوز هذه العقبة، بالالتحاق بالدورات التي تعمل بنظام الإشراف (Monitorship)، أو أن تسأل متخصصًا تثق فيه.

كيف تتعلم ذاتيًّا؟

1- صمم برنامجك التعليمي، وضع خطة للمذاكرة.
2- تعلم كيف تتعلم، من خلال:
أ. دورة «تعلم كيف تتعلم» من منصة Coursera.
ب. كتاب «Learn How to Learn» لتيري سيجنوسكي.
ج. ملخص «دورة تعلم كيف تتعلم» لأحمد أبو زيد.

منصات التعلم الذاتي الإلكترونية

أشهر المنصات:

1- منصة Udemy
2- منصة edX
3- منصة Khan Academy
4- منصة Coursera
5- منصة Udacity
6- منصة LinkedIn Learning
7- موقع MIT OpenCourseWare
8- موقع جامعة Harvard
9- موقع جامعة Stanford
10- موقع YouTube
11- منصة إدراك
12- منصة رواق

مميزات بعض المنصات:

1- منح شهادة إتمام، وذلك في كل المنصات إلا في Khan Academy وYouTube وMIT وStanford.
2- وجود خطط تعليمية كاملة، توفر على المتعلم الوقت في اختيار الدورات، كما في: Coursera وUdacity وLinkedIn.
3- مجانية المحتوى، كما في: إدراك ورواق وMIT وYouTube وبعض دورات Udemy.
4- إتاحة أكثر من خيار لنفس الدورة، كما في: Udemy وYouTube.
5- وجود محتوى عربي، كما في إدراك ورواق وUdemy وYouTube.
6- تقديم بعض المنصات الدعم المالي لغير القادرين، كما في: Coursera وedX.
7- تقديم بعض المنصات تخفيضات كبيرة، قد تصل إلى 100%، كما في: LinkedIn وUdemy.

عيوب بعض المنصات:

1- عدم ترتيب المحتوى، في: YouTube.
2- كثرة الكلام النظري أحيانًا، كما في: Coursera وLinkedIn وUdacity.

الحصول على الدعم المالي

1- للحصول على الدعم المالي من Coursera، اضغط هنا.
2- للحصول على الدعم المالي من edX، اضغط هنا.

الكتب

لم أرَ مصادر للتعلم أفضل من الكتب، ومهما تقدم مستوى الدورات لن يصل إلى مستوى الكتب، فعودوا أنفسكم على المذاكرة من الكتب، واجعلوها المرحلة التالية للدورات والمساقات.

تطبيقات التعلم الذاتي

تعمل 90% من تطبيقات التعلم الذاتي، ولا سيما تطبيقات تعلم اللغة، على إيهام المتعلم بأنها تقدم طفرات في أسلوب التعليم، ولكنها في النهاية لا تتعدى كونها تطبيقات تجارية، تبطئ من العملية التعليمية؛ لتبقيك وقتًا أطول؛ كي تربح من خلال عرض الإعلانات لك، أو اشتراكك. وليست كلها كذلك، ولكن أغلبها.