تساؤلات صباحيّة عن الكتابة
صباح الخير..
إنني أستيقظ كل صباح وأنا أفكر ماذا سأفعل اليوم؟
وأقول حسناً. لقد ضاع الكثير من عمري وأنا أفكر وأفكر ولا أفعل أي شيء مما أفكر به.
أخاطب عقلي: هل تريد القهوة؟
وبما أنني كسولة صباحاً فإنني لا أقوم بشيء سوى البقاء في السرير والتفكير.
لمَ كل هذا التفكير؟ لمَ الأرق؟
ما الذي يحصل يا ترى؟
إن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، ولا نستطيع أن نفعل شيئاً حقيقياً حيال هذا.
نفكر كيف يمكن أن ننجو بيومنا فقط، لا يسعنا التفكير بوقت أبعد من هذا الوقت الذي نعيش به.
إنني أتدرب على كتابة المقالات، كتابة المحتوى بشكل عام ولكنني أفشل، فهذا لم يكن يوماً محور اهتمامي وتفكيري، بل إنني أود أن أفعل ذلك لأكتب وأتقاضى ثمن مقالتي وأعيش.
لمَ يبقَ لنا من شغف في الحياة هنا سوى النجاة بيومنا، ولماذا؟
دائماً ما أفكر في جودي آبوت! كيف استطاعت أن تكتب كل هذا يا ترى؟ هل أستطيع أن أفعل مثلها؟ ولماذا أود الكتابة عن يومي، ولمن أكتب؟
عندما نكون صغاراُ يسألوننا ماذا تريدون أن تصبحوا في المستقبل؟
حسناً هذا هو المستقبل، ما الذي يمكننا فعله؟ ما الذي أصبحنا عليه؟ هل نحن مجرد دمى بشرية يتم التلاعب بنا؟
أم أصبحنا أشياءً بلا روح، بلا شعور؟
أعود إلى كتابة المقالات الفاشلة، أغلقت المستند الذي بدأت الكتابة فيه، وفتحت مستنداً جديداً وها أنا أكتب، لا أعلم ماذا أكتب!
يقولون إن الكتابة شغف، يقولون إنك يجب أن تقرأً كثيراً حتى تستطيع الكتابة بشكل جيد.
لم أخبركم لقد مللت القراءة، لم أعد أجد بها ملاذي الآمن، لقد خنت القراءة وأصبحت الموسيقى الآن هي ملاذي وملجأي الأساسي، ربما أكمل غداً قراءة الروايات التي لم أكملها، أو لربما أكمل مشاهدة الأفلام والمسلسلات التي أتابعها منذ مدة ولم أكملها أيضاً.
عندما يكتب الإنسان فإن الأفكار تدفع بعضها بعضاً فأنا لم أتوقع أن أصل إلى هنا، الكتابة العفوية تجردني من قيود العقل، إنها مريحة.
ولأعترف لكم أنني دائماً ما كنت أكتب كل ما يزعجني ويحزنني على بعض الأوراق وأقرأها كل فترة، ثم أمزقها في الوقت الذي أفقد فيه إحساسي السيء حيال ما كتبته.
هل كان يجب أن أحتفظ بها؟
ما هذا الكم الهائل من الأسئلة في رأسي، هل فعلاً يجب على الإنسان أن يكتب يومياً ليكتشف ما بداخله؟ تبدو هذه فكرة جيدة، سوف أبدأ بتطبيقها منذ اليوم.
عندما تكتب تجد أن روحك تلقائياً تنساب بين الكلمات دون قيود، تزيل مشاعرك السلبية من داخلك وتجعلك إنساناً حراً (ولو بنسبة ضئيلة)، وعندما أستيقظ غداُ سوف أنهض فوراً وأذهب للانشغال بقهوتي.
وداعاً..