داليا أحمد
داليا أحمد

د

في الحياة حلم أم أحلام؟


الحياة ليست مجموعة من المراحل

يقول العراب في أحد كتاباته:” لا تنظر للحياة على أنها مجموعة من المراحل التي تنتظر مرورها فتجد حياتك هي التي مرت!” ربما لم تكن الجملة بنفس هذه الكلمات لكانها كانت تعطي نفس المعنى.. إن نظرت لها وفكرت فيها ستجد أننا دائما ما نتصرف على هذا النحو في مع حياتنا.. وربما هذا هو السبب في جعلها تتسرب من بين أيدينا دون أن نلحظ! فنحن دائما ننتظر أن تمر هذه الفترة لنفعل ما نريد وما يحلو لنا بلا حد أو قيد! حياتك مليئة بالأحلام المنتظر تحقيقها.. ودائما هناك فرصة لبناء حلم جديد وأفضل.

تفكير طفولي

عندما كنت طفلا كنت أحلم باليوم الذي سأبدأ فيه بارتياد المدرسة –فحتما ستصبح حياتي حينها  جميلة- آنذاك كان هذا هو تفكيري، وطريقة متابعتي لحياتي كانت تتلخص في هذه الجملة.. بعدما بدأت المدرسة أصبحت أنتظر أن أصبح من الصفوف العليا في المدرسة الإبتدائية أن أصبح من كبار المدرسة.. ثم أصبحت أنتظر بشوق أن أكون في المرحلة المتوسطة ثم المرحلة الثانوية، كل ذلك وأنا أنتظر أن تمر تلك المراحل لأحيا حياتي بشكل أجمل وأكثر مثالية.. لكن تلك المراحل رغم مرورها إلا أنها لم تمر كما ظننت فلم تصبح حياتي وردية أو في غاية الجمال و” الروشنة” عندما أصبحت طالباً جامعياً.

أنا الدافع الأقوى

تمر الحياتنا ونحن ننظر إليها من بعيد وكأنها حياة شخص آخر.. وكأنني لست أنا من عليه تحسينها لا أحد آخر.. أنا الدافع الأقوى فأنا البطل والصراع وحل العقدة في قصة حياتي.. لكنني أشعر وكأنني تائه لا أعرف من أين أبدأ!؟ من أين أو كيف أو متى لا أعرف!!!

كيف أعيش حياتي بشكل أفضل

هذا الذعر هو أول مشكلة ستواجهك عندما تبدأ في التفكير في الأسلوب الذي ستسير به حياتك.. ستشعر وكأن كل شيء صعب وثقيل.. كل شيء متشابك ومعقد.. لهذا عليك أن تهدأ وتستقر وتفكر بهدوء.. كيف تريد أن تكمل حياتك؟ ماهو الهدف الأسمى الذي تسعى خلفه؟ وضعت هدفاً كبيراً في نهاية المسار ؟ جميل جداً

الآن فكر في الأهداف الصغيره التي ستحققها أثناء عبورك ذلك المسار.. أشياء مؤثره في طريقك للهدف الأكبر مثل دراستك لعلم ومجال ما والتفوق فيه ، كتعلم مهارة جديدة، كاكتساب خبرات بالممارسة والمحاولة والخطأ وهكذا حتى تصل لحلمك الأكبر ستجد أنك حييت حياتك بشكل منظم وأكثر حرية وفائدة .. ستعرف عندها معنى المراحل التي تحياها.

نظمت حياتك وحددت أهدافك .. الآن عليك فعل ماهو أكثر أهمية والأكثر تأثيرا في يومك وغدك.. عليك إختيار قدوتك ورفيق دربك.. أختيارك للناس اللذين سيساندوك في رحلتك نحو تحقيق هدفك.. في رحلتك نحو تحقيق ذاتك.

القدوة والصديق لا غنى عنهما

غالبا ما يكون ذلك هو الهدف الأسمى .. أن تجد قدوة تفخر بها ، تعطيك الإلهام والأمل كلما طغى اليأس على طموحك، عندها تجد المكانة التي تهدف إليها مرسومة بالفعل على قدوتك فترى نفسك فيه.. ترى مستقبلك وأنت تقف على أرض حاضرك..

وأن تجد الرفيق الذي سيربت على كتفك ويشد من أزرك.. من سيساعدك على النهوض عندما تزل قدمك وتسقط .. صديق يسعد لنجاحك كأنه نجاحك الخاص.. شخص لا تخجل من أن يرى ضعفك ولحظات انكسارك ، بل إنك تستمد منه القوة التي تعيدك إلى ميدان الحرب والمعركة.. معركتك مع نفسك لا غيرها.. فأنت حتما ستخسر في أي معركة ضد نفوس الآخرين، إما ستخسر هدفك الأول الذي طمحت نحوه وإما ستخسر نفسك .. ستنجح عمليا في مجال عملك لكنك عندما تخلو بنفسك وتحادثها ستعرف أنك أختلفت عنها كثيرأ.. نفسك ما عادت قادرة على التعرف إليك.. حينها ستتذوق المعنى الحقيقي للضياع.

أكثر من نمط وحياة واحدة

للحياة أكثر من نمط وأكثر من باب يخبئ خلفه الكثير من المفاجآت سواء السارة أو القاسية الحزينة.. لكن كل منها يختلج بداخله الكثير من المعاني والدروس التي تشحذ شخصيتك وتبني خبرتك.. مادمت في الدنيا فإنك تتعلم.. تخطئ، تصيب، تبكي، تصرخ فرحاً.. الكثير من المتغيرات ستواجه وكل ما عليك هو التمسك بنفسك وحلمك.. إن ضاع وتسرب من بين يديك رغم محاولتك جاهداً للإمساك به بإحكام فلا مفر لديك من بناء حلم جديد بنفس راضية وقلب مشرق ومتعطش لتذوق لتجربه الجديد وحياتك مليئة بالأحلام التي تستحق التحقيق.

عمرك طويل للتجربة والمحاولة والتعلم ، فقط عليك البدء من الآن ولا تضعه من قبضتك.

اقرأ أيضا:

واقعك بين يديك

https://www.arageek.community/blog/you-control-your-life

هناك خير في الناس

https://www.arageek.community/blog/about-good-people