نعمت شاهين
نعمت شاهين

د

ما هو قانون‏ اللا ديمومة؟

سمعت مؤخراً بقانون اللا ديمومة ولم أكن أعلم المقصود بهذه الكلمة إلا عندما استعرضت حياتي كلها وراجعت ذكرياتي ووجدت أن حياتي وحياة الجميع تقوم على مبدأ هذا القانون!

قانون اللا ديمومة.. ماذا تعني هذه الكلمة؟

المقصود بهذه الكلمة أن لا شيء يدوم لا الحزن ولا السعادة ولا المشاعر ولا الذكريات.. حتى الأشخاص يتغيرون في مواقفهم وأفكارهم وشخصياتهم ووجودهم أيضاً.

فهم معنى اللا ديمومة ساعدني على تخطي الكثير من الأحداث المؤلمة في حياتي.. ذلك لإدراكي الكامل أن هذا الألم مؤقت وسوف ينتهي قريباً كونهُ غير دائم، فعندما نعلم أن هذه المواقف الصعبة مؤقتة وراحلة لا محالة سوف تختلف نظرتنا للعديد من الأمور التي تخص حياتنا وحياة الآخرين.

ففي كل مرة أتألم فيها أكون على يقين تام بأن هذا الألم مؤقت وغير ثابت وذلك ساعدني على تخفيف حدة ألمي وحزني وحتى عند سعادتي.. فإنني مدرك تماماً إن هذه السعادة سوف تفارقني قريباً مما تجعلني أتحكم في مشاعري وهذا لا يعني الحزن أو التشاؤم بل السعادة والفرح ولكن بحدود معينة، فلكل شي حدود، للفرح حدود وللحزن أيضاً وإن كان كل شي مؤقت فلماذا لا يكون له حدود!

هل فهم هذا القانون يجعلنا نعيش حياة متوازنة؟

مِن المؤكد أن فهم وأدراك قانون اللا ديمومة سيجعل حياتنا أفضل وفيها نوع من التوازن لأننا سوف نبرمج ونهيئ أنفسنا وعلاقتنا بالآخرين بناء على هذا القانون، الأمر الذي سوف يغير نظرتنا للأشخاص والحياة من حولنا.

فإذا ما أردنا الحصول على حياة أفضل ينبغي علينا تقبل القانون اللا ديمومة والاعتراف بأنه قانون أساسي من قوانين الكون. والعديد من علماء النفس ورجال الدين والمستشارين الاجتماعيين والنفسيين يستخدمون هذا القانون لمساعدة الناس ومعالجتهم على تخطي آلامهم..

فلماذا لا نستخدمه نحن الأشخاص العاديين ونجعله طريقة ونهج تفكير جديد! يستخدمهُ الآباء والأمهات في تربية أطفالهم.. يُدرس هذا القانون في المدارس والجامعات ويطبق في أماكن العمل، ليصبح نهج حياة وأسلوب تفكير، وذلك لضرورة فهمه وإدراكه، فالعلاقات تتغير وغير دائمة، فكم علاقة تغيرت وتتغير يومياً، علاقة الأشخاص ببعضهم تتغير كما علاقة الأهل والأصدقاء والأحباب تتغير بشكل دائم، علاقة الإنسان بالأشياء غير ثابتة، كعلاقته بالعمل والمال ونظرته للأشياء المادية تختلف وتتغير.

كما أن أفكاره تتبدل يومياً ‏بأفكار أخرى ولا زلت أذكر كيف كنت سابقاً أؤمن بأفكار اليوم أعتبرها لا تعني لي شيئاً، فلا يوجد ثابت في هذه الدنيا إلا علاقته الإنسان بخالقه وهذا هو الثابت الوحيد في هذا الكون. فاذا كنا لا نملك شيئاً وحتى أجسادنا فإنا نملكها لوقت مؤقت فقط، لماذا لا نكون أكثر سعادة وأقل حزناً ونعيش الأوقات اللا دائمة بسلام؟!