سارة شهيد
سارة شهيد

د

كيف تبدع أكثر بخلق حياة مملة بعيداً عن الإنترنت؟

من فترة لأخرى أقوم بتجربة الحياة أوفلاين بعيداً عن الإنترنت لعدة أيام متواصلة أو إنترنت بساعات محدودة وقليلة جداً خلال اليوم.
أحياناً أقرر هذه التجربة برغبتي وأحياناً أخرى لظروف أخرى هي من تقرر ذلك.

أستطيع القول أن هذه التجربة من أجمل التجارب التي يمكن للشخص تجربتها سواء تلك الأيام البعيدة عن الإنترنت أو بإنترنت محدود.

مؤخراً عندما أعدت تلك التجربة تذكرت كاتب مميز جداً تكلم ذات مرة عن زيادة الإنتاجية من خلال فصل الأمور الديجيتال عن الأمور والأعمال الورقية.
الكاتب هو أوستن كليون بكتابه المميز Steal like an artist، أو اسرق كفنان.
بالطبع، الابتعاد عن الإنترنت والأجهزة الرقمية يزيد التركيز بشكل كبير، كما أن يدفعك للملل وبالتالي يزيد فرص الإبداع أو الإنتاجية أيضاً.

الكاتب يوضح بالصورة (الصورة من الكتاب نفسه) كيف قام بفصل غرفة وحدة بين هذين الجزءين وفعلاً استطاع تحقيق نتائج مميزة من خلالها.

بالنسبة لي، فإني أقوم بهذا الأمر من فترة لأخرى، مثلاً أبتعد عن الإنترنت لمدة أسبوعين، لكني أسمح لنفسي باستخدامه للبحث فقط.
قمت بهذه التجربة أثناء عملي على الجزء النظري من رسالة الماجستير، أو أني أقوم بها مثلاً حين أقرر إطلاق مشاريع جديدة وذلك بهدف التخطيط لها.

يستهلك الإنترنت الكثير من وقتنا ويأكل جزءً كبيراً من حياتنا، وخاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يعملون عبر الإنترنت ضمن مجال عمل بيحبه ويضم الكثير من الأشياء لاكتشافها.
مع الأسف أصبحنا نفقد السيطرة على الأمر، مثلاً كنت أحافظ سابقاً على قراءة 100 كتاب وسطياً في السنة الواحدة ما عدا عملي والوقت الذي أمضيه على الإنترنت، أما هذه السنة فإني بالكاد قرأت 10 كتب.

بالحديث عن هذا الكتاب فإن الجدير بالذكر هو أنني ساهمت سابقاً بترجمة هذا الكتاب بهدف نشره بالعربية (مع مجموعة من الأصدقاء ضمن مبادرة تعنى بالقراءة) لكن مع الأسف ظروف النشر بالنسبة لنا لم تكن ملائمة وحالياً الكتاب متوفر باللغة العربية بترجمة ساجد العبدلي.

إن لم تقرأوا الكتاب بعد، أنصحكم بالاطلاع عليه، فهذه فرصة لترتيب أولوياتكم وضبطها مع بداية العام الجديد.

لا تحرموا أنفسكم هذه التجربة وملاحظة الفرق.