عزة عبد القادر
عزة عبد القادر

د

الاستثمار في النساء!


عذاب ديانا

كشف كتاب  قصة حياة الأمير تشارلز أن الأميرة الراحلة ديانا خسرت الكثير من وزنها قبل حلول موعد زفافها، وقد أشارت المؤرخة (يالي بيديل سميث) في كتابها إلى أن الأميرة الراحلة فقدت أكثر من 6 كيلوغرامات قبل مدة قصيرة من زواجها..

ونقلت صحيفة The Sun البريطانية جزءًا مِن مضمون الكتاب، وروت في تقرير خاص أن الأمير تشارلز قام قبل 4 أشهر من ارتباطه باللايدي الشهيرة، بجولة استمرت 6 أسابيع في أستراليا ونيوزلندا والولايات المتحدة الأميركية.

وأفادت بأنه عاد إلى بريطانيا ليجد أن زوجته المستقبلية تعاني من النحافة المفرطة، وكشفت المؤرخة في كتابها أن الأميرة كانت تعاني من البوليميا أو الشراهة المرضية، ولفتت إلى أنها كانت تتقيأ بشكل لاإرادي وسري، مضيفةً أن هذا المرض قد يصيب الأشخاص في حالات الضغط النفسي الشديد.

وكتبت سميث: «قبل أن يذهب تشارلز في جولته، فوجئت ديانا بمحادثة سرية بينه وبين كاميلا باركر بولز التي ارتبطت به عاطفياً حينذاك». وهو ما جعل ديانا تعاني من التوتر ومن مرض البوليميا، واستدعى إجراء تعديلات على مقاسات فستان زفافها مرات عدّة.

فكم من النساء تعاني من البوليميا لإرضاء رغبات الناس حولها، وكم من السيدات يحاربن من أجل عالم مادي رأسمالي بغيض! وكم من فتاة تسير خلف جنون الموضة والعولمة من أجل رغبات الآخرين في رؤيتها جميلة!

روشتة غذائية للوزن المثالي!

يقول أطباء التغذية للنساء الباحثات عن وزن مثالي: لا تجهدي نفسك كثيراً في البحث عن طريقة لإنقاص الوزن، بل الأفضل أن يكون لك نظام غذائي دائم ومتوائم مع احتياجاتك ورغباتك، فالتأقلم مع نظام غذائي ثابت يعد أفضل كثيراً من الحرب المستمرة مع شهيتك..

إنهم ينصحونكم بأن تتبعوا ما تستطيعوا احتماله، فإذا لم يُفلح هذا النظام المتآلف مع مَن يرغبون في خسارة الدهون، فإن كل ما عليهم فعلهُ هو التقليل الكمي المتوازن لما يريدون، بشرط ألا تكون ميولهم ضارة، فإذا كنت من عشاق السكريات فيمكنك تناول بعض ثمرات الفاكهة الطازجة بديلاً عن الحلويات المصنعة لأنها تحتوي على السكر الأبيض الذي يحتوي على سعرات حرارية عالية.

والأكثر من ذلك أن قطع البسكويت التي تأكليها ولا تعبأي بها تحتوي على 10 ملاعق من السكر الذي يتحول إلى سعرات لا يحتاجها الجسم مما يسبب مرض السمنة، ولهذا فلا بأس من تناول البسكويت مرة واحدة  في الأسبوع بدلاً من الحرمان التام.. وبمرور الوقت يمكنك الامتناع عن الحلويات تماماً لأن السكر يشبه السم الذي يستنفذ بعض الوقت للتخلص منه، مما يسهل بعد ذلك التوقف عن تناوله.

أما بالنسبة لخفض كم الطعام، فإن هذا ليس عسيراً بل إنها مسألة تدريجية.. فإذا كان الإفطار يتكون من رغيف خبز مع قطعة من الجبن القريش مع بيضتين، فإنه من الممكن أن تقومي  في الأسبوع التالي بتقليل الخبز لتتناولي نصف رغيف خبز بدلاً من رغيف كامل، وهذا سيعمل على تقليل الوزن..

وهكذا كلما شعرت أن وزنك ثابت لا يتغير فإن عليكِ أن تنقصي من عدد السعرات بإنقاص الكمية، والعكس صحيح إذا كنت تعاني من النحافة فما عليك إلا أن تزيدي في الكم، ولكن لا تمتنعي تماماً أو تلتهمي بشكل كلي لأن هذا يتسبب في مخاطر صحية لا حصر لها، إما أن يصاب الإنسان بمرض فقر الدم الذي يمكن أن يؤدي للوفاة أو أن يصاب بالبدانة التي تؤدي إلى مشاكل بالقلب والعظام.. ويمكن في بعض الحالات أن تؤدي للوفاة أيضاً.

من ناحية أخرى فإن إدمان الريجيم يمكن أن يتسبب في اختلال الأعصاب وقرحة المعدة ويعمل على أقصى هبوط في مستويات الدم مما يستدعي معه في بعض الحالات التدخل الجراحي.

على الجانب الآخر.. تشعر بعض النساء بالخوف من جراء ممارسة الدايت خشية أن تفقد نضارة الوجه وكذلك تخاف أن يفشل النظام الغذائي ويضيع الوقت والجهد بلا جدوى، ولهذا تتهافت الفتيات إلى شراء الكريمات ومستحضرات التجميل، وكل يوم تخترع شركات التجميل منتجات جديدة لإغراء العملاء، وهي تستهدف في تلك الحملات المرأة ولا تبغي غيرها..

فهذا الماسك فيه خلطة سحرية تخفي تجاعيد الوجه، وتلك الصابونة التي تحوي أسرار الطبيعة ستقضي تماماً على الهالات السوداء، وأخيراً يمكن أن تصبح العجوز مثل فتاة في سن الـ 20 عام فقط عندما تستخدم العشبة الهندية، فالنساء أصبحوا سلعة للعرض وللشراء أيضاً، فمن غيرهن يمكن أن يصدق تلك العبارات التسويقية المغرية، ومن غير الفتاة الذي يقدم على تلك المغامرات المُجهدة.

الكارثة ليست في حرص الفتاة على الشكل والمظهر الخارجي لأن هذا يُعد طبيعياً فيها، ولكن المُعضلة تكمن في حملقة بعضهن حول المرآة ساعات طويلة مُتمركزين على ذواتهم السطحية مُتناسين أنفسهم ودواخلهم المعنوية من أجل إرضاء المجتمعات الاستهلاكية المريضة!

 إسلام فوبيان..

تقول عارضة الأزياء الفرنسية المعتزلة “فابيان”:

“لولا فضل الله عليَّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الإنسان ليصبح مجرد حيوان كل همه إشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادئ”.

ثم تقول: “منذ طفولتي كنت أحلم دائماً بأن أكون ممرضة متطوعة، أعمل على تخفيف الآلام للأطفال المرضى، مع الأيام كبرت، ولَفَتُّ الأنظار بجمالي ورشاقتي، وحرَّضني الجميع -بما فيهم أهلي- على التخلي عن حلم طفولتي، واستغلال جمالي في عمل يدرُّ عليَّ الربح المادي الكثير، والشهر..

وعرفت طعم الشهرة، وغمرتني الهدايا الثمينة التي لم أكن أحلم باقتنائها، وكان الثمن غالياً.. فكان يجب علي أن أتجرد من إنسانيتي، وكان شرط النجاح أن أفقد حساسيتي، وشعوري، وأتخلى عن حيائي، ولا أحاول فهم أي شيء غير حركات جسدي، وإيقاعات الموسيقى..

كما كان عليَّ أن أُحرم من المأكولات اللذيذة، وأعيش على الفيتامينات الكيميائية والمنشطات..

إن بيوت الأزياء جعلت مني صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول. ولم أكن أشعر بجمال الأزياء فوق جسدي المفرغ، كما كنت أسير وأتحرك، وفي كل إيقاعاتي كانت تصاحبني كلمة (لو).. وقد علمت بعد إسلامي أن لو تفتح عمل الشيطان.. وقد كان ذلك صحيح، فكنا نحيا في عالم الرذيلة بكل أبعادها، والويل لمن تعرض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط..”.

وعن تحولها المفاجئ من حياة لاهية عابثة إلى أخرى تقول:

“كان ذلك أثناء رحلة لنا في بيروت المحطمة، حيث رأيت كيف يبني الناس هناك الفنادق والمنازل تحت قسوة المدافع، وشاهدت بعيني مستشفى للأطفال في بيروت، ولم أكن وحدي، بل كان معي زميلاتي من أصنام البشر، وقد اكتفين بالنظر بلا مبالاة كعادتهن، ولم أتمكن من مجاراتهن في ذلك..

فقد انقشعت عن عيني في تلك اللحظة الشهرة والمجد والحياة الزائفة التي كنت أعيشها، واندفعت نحو أشلاء الأطفال في محاولة لإنقاذ من بقي منهم على قيد الحياة، ولم أعد إلى رفاقي في الفندق حيث تنتظرني الأضواء، وبدأت رحلتي نحو الإنسانية حتى وصلت إلى طريق الإسلام، وتركت بيروت وذهبت إلى باكستان، وعند الحدود الأفغانية عشت الحياة الحقيقية، وتعلمت كيف أكون إنسانة، وزادت قناعتي في الإسلام ديناً ودستوراً للحياة من خلال معايشتي له، وحياتي مع الأسر الأفغانية والباكستانية، وأسلوبهم الملتزم في حياتهم اليومية، ثم بدأت في تعلم اللغة العربية، فهي لغة القرآن، وقد أحرزت في ذلك تقدماً ملموساً، وبعد أن كنت أستمد نظام حياتي من صانعي الموضة في العلم أصبحت حياتي تسير تبعاً لمبادئ الإسلام وروحانياته”.