جودي ملاح
جودي ملاح

د

فلاتر الانستغرام جعلتنا نكره أنفسنا!

الصور النمطية على انستغرام لا تعطي صورة حقيقة على العالم من حولنا، في دراسة جديدة، 90% من النساء أقررن بأنهن يستخدمن فلاتر الانستغرام من أجل أن تبدو أسنانهم بيضاء بشكل أكبر، أو من أجل أن يحصلوا على أنف مختلف، أو اية تغيرات أخرى جسدية

التفاعل والنشر على انستغرام يوفر لذة عميقة في الحصول على الاهتمام، لكنه ايضًا يشكل مصدر شديد للقلق من أجل النساء الشابات اللواتي يشعرن بشكل متزايد بأنه يتم الحكم عليهم.

الاختلاف في وسائل التواصل أننا لم نعد نشاهد المشاهير، إنما نتابع حياة الأشخاص العادين، ونستغرق في المقارنة بين حياتنا وحياتهم.

المقارنة بين حياتنا وحياة الآخرين

قام الإنسان منذ الأزل بالمقارنة بين حياته مع الآخرين، وهو أمر طبيعي في تكوين الإنسان، لكن مقارنة حياتنا مع النسخة المحسنة مع حياة الآخرين ليس بالأمر الجيد، ويمكن أن يكون له تأثيرات سيئة جدًا على حياتنا العامة.

المقارنة المستمرة تجعلنا ننتقد أنفسنا أو معيشتنا باستمرار، وقد نكره أشكالنا أو الحياة التي نعيشها.

كمعدل، يتم نشر حوالي مليون صورة في اليوم على الانستغرام، وإن قضاء الوقت على الانستغرام قد يبدو أمرًا عاديًا، لكن في الواقع دماغنا يقوم بامتصاص كل هذه الصور وتسجيل ملاحظات حول هذا الأمر، ومع الرؤية المستمرة للصور المفلترة، يخلق دماغنا صورة غير واقعية لمعايير الجمال وصعوبة في تقبل اشكالنا عند النظر في المرأة لأننا اعتدنا على رؤية صور لا تحوي أية تجاعيد أو عيوب في البشرة، وهي بالطبع صور غير واقعية.

يقوم الاشخاص باستمرار بالنشر حول حياتهم الوردية لدرجة يخيل إلى الإنسان أن هذا الشخص هو أسعد شخص في الواقع، لكن الحقيقة أن 80% من الاشخاص يعيشون حياة لا تشبه تلك التي يقومون بالنشر عنها في انستغرام.

يقوم الاشخاص بذلك لأنهم لا يريدون إلا نشر الصورة المثالية عن الحياة المثالية التي يعيشوها، لكن ذلك ما هو إلا زيف لا يمت للواقع بصلة، فهم ينشرون سعادة لا يعيشونها لأنهم ربما يعتقدون أن المشاكل التي يعانوا منها لا تستحق الكتابة عنها.

فهم بالتالي ينشرون سعادة وحياة زائفة لا تمت بالواقع بصلة، ويجعلون الناس عرضة لكره حياتهم لأنهم يرون أنهم تعساء لم يحيوا الحياة التي يحياها أصدقائهم، أو مراهقين يكرهون أشكالهم.

ماذا عن بداية الفلاتر

بدأت الفلاتر بالظهور مع انطلاق عالم الفايسبوك وسناب شات عام 2011، وكانت هذه البداية لما نراه الآن، حيث قام قاموس اكسفورد باختيار كلمة السيلفي لتكون كلمة العام في 2013، وفي عام 2015 أطلق سناب شات مزايا عدسة العين، لتبدأ الفلاتر بالانتشار وتصل في النهاية لما نراه اليوم.

يمكن استعمال فلاتر الانستغرام من وقت لآخر، لكن يجب الحذر ومراقبة كيف تجعلنا هذه الصور نشعر وما هو دافع تنزيل مثل هذه الصور، وإن  الخلل يبدأ عندما تؤثر هذه الفلاتر على رؤيتنا لأنفسنا وتجعلنا نكره النظر في المرآة.

فلاتر الانستغرام تشجع عمليات التجميل

بعد كل الصور التي نراها على الانستغرام، لم نعد نستغرب عندما نسمع أن فلانة قد قامت بتغيير شكل أنفها، هذا الهوس بتوحيد الشكل وتقليل الاختلافات للوصول إلى معايير الجمال المقبولة اليوم مثل شكل الأنف الصغير والشفاه الممتلئة والعيون الواسعة جعلت الكثيرين يلجأن لعمليات التجميل لتحسين أشكالهن.

كما أن الفلاتر جعلتنا نرى عيوبنا بشكل أوضح، لأن الفلاتر الآن أصبحت تطبق علينا معيار ضيق واحد للجمال يجب أن تتبعه جميع النساء، لكن الله تعالى خلقنا بأشكال مختلفة، فلمَ نحاول جميعًا أن نشبه بعضنا البعض.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث أن 60% من الفتيات اللواتي يقمنَ فقط بتعديل صورهن لمدة 10 دقائق وقصها يشعرون بثقة وجاذبية أقل عندما لا تتطابق صورهم على الإنترنت مع صورهم الواقعية.

الانستغرام لا يشبه الحياة الواقعية

من المهم جدًا التفريق بين الانستغرام والحياة الواقعية، ومعرفة أن الصور التي نراها بشكل يومي لا تمت للواقع بصلة.

هذه الصور تمثل صورة مثالية للحياة الواقعية، وعند إدراك هذا الأمر بشكل مستمر، لن تستطع مواقع التواصل الاجتماعي التأثير على صحتنا النفسية.

لا يمكننا الآن تغيير هذه التقنية، لكن يجب التركيز على الأطفال والمراهقين كي لا يتأثروا بهذه العملية وتوعية المراهقين والحديث بكل شفافية حول موضوع تحسين الشكل وتقبل اشكالنا كما هي لتقليل الضغط الذي تفرضه مواقع التواصل الاجتماعي علينا.