رامي فلمبان
رامي فلمبان

د

السلام لا يأتي إلا من الداخل

في كثير من الأحيان، بعد تحقيق شيء ما، أو الانتهاء من شيء ما، أو حل مشكلة ما، فإنك تمر بلحظة سلام وجيزة، ولكن سرعان ما تنساها، وتشرع في المشروع أو الهدف أو المهمة أو المشكلة التالية، فهذا ما يُسمى بشعور السلام الداخلي قصير الأمد وغير مستقر.

  • إذا كان لديك المزيد من المال، هل ستكون أكثر سلامًا؟
  • إذا حققت أحلامك، هل ستشعر بمزيد من السلام؟
  • هل تعتقد أنك تتمتع بحالة من السلام الداخلي، فقط بعد أن تكون آمنًا ماليًا؟
  • هل تعتقد أن السلام الداخلي يعتمد على الظروف الخارجية؟
  • إذا كنت تعتقد ذلك، فكر مرة أخرى.

السلام الداخلي لا يعتمد على الظروف أو المواقف الخارجية، السلام الداخلي يأتي من داخلك.

في هذه المواقف، يبدو كما لو أن السلام الداخلي يعتمد على إنجاز مهمةٍ أو هدفٍ ما، ولا يُمكن أن يوجد إلا بعد أن تقوم بذلك أو تحصل عليه أو تحققه، وهذا افتراض خاطئ تمامًا.

يربط هذا الافتراض الخاطئ حالة السلام الداخلي بأنشطة معينة، أو بالأحرى تحقيق شيء ما أو اكتسابه أو القيام به، كما يبدو لو أن الظروف الخارجية وأفعال معينة هي سبب الشعور بالسلام.

نعم، لدينا فاصل زمني مؤقت وقصير من السلام الداخلي، بعد تحقيق أو ربح أو تخفيف من مشكلة معينة، بحيث تنخفض مستويات الهموم والمخاوف، ويتوقف العقل لفترة وجيزة عن الثرثرة المستمرة، وهذا يتسبب في تجربة السلام الداخلي.

في هذه المواقف، توجد أيضًا السعادة التي تنبع من الداخل، وأنه في تلك اللحظة بالذات، يكون العقل مرتاحًا، وإن كان بشكل مؤقت، من إكراه التفكير المستمر، أو من التخطيط أو القلق أو الجهاد، ونشعر حينها بالسلام والسعادة.

عندما يتوقف العقل عن تفكيره المضطرب، يتم إطلاق السلام والسعادة الموجودان دائمًا في الداخل، ولكن نظرًا لأن العقل لم يتم تدريبه على البقاء في هذه الحالة، فإن الأفكار والرغبات والهموم ستغطي الوعي الخاص بنا قريبًا، ونحن خارج هذه الحالة المبهجة.

ومع ذلك، نظرًا لأن السلام الداخلي هو نتيجة العقل الهادئ، يمكننا تدريب عقولنا على الهدوء، وهذا من شأنه أن يقودنا إلى تجربة السلام الداخلي والسعادة في كثير من الأحيان، بغض النظر عن ظروفنا الخارجية، بحيث يأتي هذا السلام من الداخل.

كيف نجعل السلام في حياتنا؟

  • استمر في النظر عما في داخلك وافحص نفسك في المواقف المختلفة من حياتك، وانظر إلى الداخل لترى ما يحدث لك عندما تكون سعيدًا.
  • تعلم كيفية تحسين تركيزك، سيؤدي هذا إلى سيطرة أفضل على عقلك وإرخاء الأحاديث المستمرة للعقل، مما يمنع الهدوء بداخلك من الظهور بشكل جيد.
  • تعلم التأمل.
  • اقرأ كتبًا عن حالة السلام الداخلي ومارس ما يُعلمونه.
  • تعلم من الناس الذين حققوا السلام الداخلي.
  • القليل من الانفصال العاطفي سيجلب الهدوء ويقلل من الانفعالات في حياتك.

سيثبت لك هذا في النهاية أن السلام لا يأتي إلا من داخلك.