جودي ملاح
جودي ملاح

د

بسبب جوع الشهرة، قام المؤثرون بمشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية

قد تقومِ بمقابلة شخص في اجتماعِ ما دون وجود معرفة سابقة، وفي غضون 10 ثوان فقط، يقوم هذا الغريب بإخبارك جميع تفاصيل حياته، سواء عن الأمور التي سببت له القلق أو كيفية تدبير مصروف المنزل. هذا الأمر لا يبدو غريبًا للطرف الآخر، لأنه يكون سعيد للغاية بمشاركة التفاصيل الدقيقة عن حياته الخاصة.

هذه الحالة تمثل حالة كلاسيكية لفرط المشاركة، لكن السؤال، لمَ يقوم بعض الأشخاص بالمشاركة أكثر من غيرهم وهل لهذا الأمر علاقة بالسوشيال ميديا.

الأمر من وجهة نظري مختلف قليلًا على السوشيال ميديا، لأنه لا يتعلق فقط بالرغبة بمشاركة كل شيء، إنما هذا الأمر قد يكون من أجل تسويق الإنفلونسر لنفسه أو لجلب الأضواء عليه بعدما انحسرت أو يمكن أن يقوم بعمل لا يخطر على بال كما حدث في كشف جنس المولود على برج خليفة أو أهرامات مصر فقط من أجل كسب المال أو زيادة عدد المتابعين دون الاهتمام في حقيقة الأمر بالأمور التي يقومون بها.

ماذا عن الأشخاص العاديين؟

في الوقت الحالي، أصبح للأشخاص العاديين متابعين ومعجبين، ولا أدرك كيف يشعر الشخص بوجود العديد من الغرباء الذي يدركون كل شيء عن حياته الخاصة من خلال متابعته على مواقع التواصل الاجتماعي.

الأمر المثير للرعب أننا لا ندرك الخطأ في هذا كله. يقوم الأشخاص باستمرار بتعديل سلوكياتهم ويراقبون بدقة خطواتهم وتحركاتهم كي لا يتم نقدهم، وهذا الأمر يختلف قليلًا عن إدمان السوشيال ميديا.

يجب أن يتم إعادة التفكير بشكل حازم بأنَ تكلفة الانتشار على مواقع التواصل هي فقدان الخصوصية، حيث يشعر الشخص بالحاجة الدائمة للقيام بأمور وفعل أشياء قد لا تكون مهمة بالنسبة له لكنها مهمة على السوشيال ميديا. العديد من الأشخاص يشعرون بأنهم مراقبين الآن.

مثال مروع على فرط المشاركة هي قيام خبير مكياج بنشر صورة سيئة لسيدة قبل وبعد وضع المكياج دون موافقتها، يمكن أن تكون هذه السيدة قد سمحت له بأخذ الصورة دون أن تدرك بأنه سوف يقوم بنشرها ليراها آلاف المتابعين كي يخدم مصالحه الشخصية فقط.

فرط المشاركة جعلتنا أيضًا نشارك كل أمر نقوم به على السوشيال ميديا، وحوَل الجمعات الصغيرة إلى حدث عام يدرك حدوثه كل شخص. من الممكن أن يرغب الشخص مثلًا بجمع اصدقائه المقريبن فقط على عزيمة شواء، لكن بفضل انستغرام، سيدرك الصديق الخامس بأنه لم يكن مدعوًا.