م. طارق الموصللي
م. طارق الموصللي

د

دروس حياتية عظيمة لم أُخبر بها أحدًا!

قد تقضي سنوات في محاولة تعلم أشياء جديدة، ولكن بعد ذلك، وحين تراجع ماضيك، ربما تدرك أن 10 أفكار عظيمة هي ما غيّر طريقة تفكيرك حقًا وأسس معظم معتقداتك.

واليوم سأشارك معكم بضعة دروس هي مزيج بين نصائح لـ (برنت بيشور-Brent Beshore) وتجاربي الشخصية:

نحن ننتمي لقبائل، لكننا نستخف بتأثيرها على أنماط تفكيرنا

ربما نجد ارتباطًا ضئيلًا بين إنكار تغير المناخ ومحو الأمية العلمية. لكن ثمّة علاقة قوية بين إنكار تغير المناخ والانتماء السياسي. هذا مثال متطرف! لكن هذا لا ينفي أن لكل منّا آراء مدفوعة بالهوية أكثر من كونها ناتجة عن تحليل حقيقي. ونجد أربعة دوافع لهذا:

  • التكتّلات في كل مكان: البلدان والدول والأحزاب والشركات والصناعات والإدارات وأنماط الاستثمار والفلسفات الاقتصادية والأديان والعائلات والمدارس والتخصصات وبيانات الاعتماد ومجتمعات تويتر.
  • ينجذب الناس إلى (القبلية) لوجود راحة في معرفة أن الآخرين يفهمون خلفيتك وأهدافك.
  • تقلل القبائل من القدرة على تحدي الأفكار أو تنويع وجهات نظرك لأن لا أحد يريد أن يفقد دعم القبيلة.
  • تسعى القبائل -على غرار الأفراد- لمصلحتها الذاتية، وتشجع الأفكار والروايات التي تعزز بقائها. لكنها أكثر تأثيرًا من أي شخص بمفرده. لذا فالقبائل فعالة جدًا في الترويج لآراء لاعقلانية، والأشخاص الموالون لتكتّل معين سيئون جدًا في إدراك ذلك.

أشار عالم النفس (جيفري كوهين-Geoffrey Cohen) في ورقة بحثية أن الناخبين الديمقراطيين يدعمون المقترحات الجمهورية عندما نُسبت إلى زملائهم الديمقراطيين أكثر من دعمهم للمقترحات الديمقراطية المنسوبة إلى الجمهوريين (والعكس بالنسبة للناخبين الجمهوريين). يحدث هذا في كل مكان، في كل مجال، إذا بحثت عنه.

التاريخ يُعيد نفسه: المواقف تتغير ولكن السلوكيات والنتائج لا تتغير

يقول المؤرخ (نيال فيرجسون-Niall Ferguson) أن “عدد الموتى يفوق عدد الأحياء 14 مرة! ولا زلنا نتجاهل الخبرة المتراكمة لغالبية كبيرة من البشر على مسؤوليتنا الخاصة“.

أعظم درس مُستفاد من 100 مليار شخص -تحت التراب الآن- أنهم جربوا كل ما نحاوله اليوم. ربما كانت التفاصيل مختلفة، لكن هذا لا ينفي محاولاتهم التغلب على المنافسة المتأصلة، و”تأرجحهم” بين التفاؤل والتشاؤم في أسوأ الأوقات. قاتلوا -دون جدوى أحيانًا- لتجنب عيش حياة تقليدية، لقد تعلموا أن الأمور المعتادة تبدو كخياراتٍ آمنة لأن العديد من الأشخاص منخرطون فيها.

هي ذاتها الأشياء التي ترشدنا اليوم، وسترشدنا غدًا. يُساء استخدام التاريخ عندما تُستخدم أحداث معينة كدليل للمستقبل. في حين أن استخدامه كمعيار لكيفية تفاعل الأشخاص مع المخاطر والحوافز أكثر فائدة، وهي طريقة مستقرة جدًا بمرور الوقت.

تعلم الاختصاصات المتعددة

ما يمكنك تعلمه عن مجالك من المجالات الأخرى أكثر مما هو موجود في مجالك ذاته!

تندرج معظم الاختصاصات، حتى تلك التي تبدو مختلفة تمامًا، تحت مظلة “فهم كيفية استجابة الأشخاص للحوافز، وكيفية حل مشاكلهم بشكل مقنع، وكيفية العمل مع الآخرين الذين يصعب التواصل معهم و/أو يختلفون معك“.

وبمجرد أن ترى الجذور المشتركة بين معظم الحقول المهنية، تدرك أن هناك مجموعة من المعلومات كنت تتجاهلها والتي يمكن أن تساعدك على فهم مهنتك بشكل أفضل. لم أقدّر مدى أهمية التواصل في تقديم المشورة الاستثمارية قبل القراءة حول عدد الأطباء الذين يعانون من أجل التواصل بشكل فعال مع المرضى، مما يؤدي إلى مرضى لا يلتزمون بخطط العلاج ويقاومون تغيير نمط الحياة. هناك الملايين من نقاط التواصل هذه. البحث خارج حدود وظيفتك اليومية أكثر متعة على أي حال.

يمكن أن تقود المصلحة الذاتية الناس إلى تصديق أي شيء (والتماهي معه حتى)

فكر في الشركات التي تحاول الاستمرار وسط المنافسة والتي يديرها أشخاص يحاولون إبراز علامتهم التجارية الشخصية، ثم فكّر في ضخامة الحافز لتطبيق الخيار الذي يوفر أنظف طريق للإنجاز القادم (حتى عندما يكون -ذاك الخيار- شيئًا لن تقبله في ظروف أقل توترًا). لقد صادفت مستثمرين يبررون الاستراتيجيات وأساليب البيع التي جادلوا ضدها بشدة مع أرباب عملهم السابقين، وذلك في اللحظة التي تعتمد فيها حياتهم المهنية على ذلك. هؤلاء أشخاص طيبون وصادقون. لكن المصلحة الذاتية هي أبسط طريقة للإقناع. عندما تقبل مدى قوتها، تصبح أكثر تشككًا في الترقية، وأكثر تعاطفًا مع موظفي التسويق.


Room for Error

مساحة الخطأ: لا تُقدّر جيدًا وغالبًا ما يساء فهمها أيضًا!

يُنظر عادةً إلى (مساحة الخطأ) على أنها قناع يستخدمه أولئك الذين لا يريدون المخاطرة كثيرًا. ولكن ذلك غير صحيح إن اُستخدمت بالشكل المناسب. تُتيح لك مساحة الخطأ الاستمرار لفترة كافية للاستفادة من نتيجة ذات احتمالية ضئيلة . نظرًا لأن المكاسب الكبيرة تحدث نادرًا -إما لأنها لا تحدث كثيرًا أو لأنها تستغرق وقتًا لتكوينها- فإن الشخص الذي تتضمن استراتيجيته مساحة كافية للخطأ، بما يسمح له بتحمل المصاعب في الجزء الآخر من الاستراتيجية، له أفضلية على الشخص الساعي خلف الكمالية.

المصادر المستدامة للميزة التنافسية

قد يكون هذا هو أهم موضوع في مجال الأعمال والاستثمار، فهو -خلافًا للحظ- السبيل الوحيد للنجاح على المدى الطويل. المصادر الوحيدة المستدامة حقًا للميزة التنافسية التي أعرفها هي:

  • تعلم أسرع من منافسيك.
  • تعاطف مع العملاء أكثر من منافسيك.
  • تواصل بشكل أكثر فعالية من منافسيك.
  • كن على استعداد للفشل أكثر من منافسيك.
  • انتظر لفترة أطول من منافسيك.

كل شيء آخر -الذكاء والتصميم والبصيرة- سيُحطمه مُنافسوك -الذين هم أذكياء مثلك- إلى أشلاء!

ربما تشكل تجاربك الشخصية 0.00000001% مما حدث في العالم، ولكن ربما 80% من الطريقة التي تعتقد أن العالم يعمل بها. يعتقد البعض أن ما شهدوه يتجاوز أضعاف ما شهده الآخرون الذين قرأوا عنهم (هذا بفرض أنهم قرأوا عن الآخرين أصلًا). نحن جميعًا -فردًا فردًا- متحيزون لتاريخنا الشخصي. إذا كنت قد عشت في ظل تضخم مفرط، أو سوق هابطة بنسبة 50%، أو ولدت لأبوين ثريين، أو تعرضت للتمييز، فأنت تفهم شيئًا لن يفهمه الذين لم يجربوا هذه الأشياء أبدًا، ولكن -من المحتمل أيضًا- أن تُبالغ في تقدير انتشار تلك الأشياء التي تحدث مرة أخرى، أو تحدث لأشخاص آخرين.

ابدأ بافتراض أن كل شخص غير معزول عنك، ومن المرجح أن تستكشف ما يحدث من خلال وجهات نظر متعددة، بدلاً من حشر ما يجري في إطار تجاربك الخاصة. من الصعب القيام بذلك. وربما يكون أمرًا غير مريح. لكنها الطريقة الوحيدة للاقتراب أكثر من اكتشاف دوافع تصرفات من حولك.

~~~

ترجمة -بتصرف- لمقال Ideas That Changed My Life