حسام شعبان
حسام شعبان

د

كيف تمكنت من العثور على شغفي؟


في الأيام الماضية شاهدت انتشار فيدوهات من نوع كيف علمت ما الذي اقوم به الآن؟

هنالك بعض الأسئلة التي حيرتني طيلة حياتي
ما الذي سأكونه حينما أكبر؟ ما هو شغفي؟ كيف أكتشف شغفي؟ هل سأجد عملا مناسبا ؟ هل سأكون سعيدا في هذا العمل؟

أولا دعني أخبرك من أنا وما الذي أقوم به الآن وفي النهاية سنعلم سويا كيف اكتشفت أنه شغفي

انا حسام شعبان مسوق الكتروني مصري متخصص في التسويق الرقمي تحديدا على مواقع التواصل الاجتماعي تحديدا من خلال انشاء الاعلانات،
كيف انتهى بي الأمر في مجال متخصصا بهذا الشكل؟ دعني أخبرك القصة من البداية

من بداية الرحلة بالكامل في المرحلة الابتدائية كنت اعتقد انني حقا اعلم ما سأكون عليه، سوف أصبح مخترعا مشهورا أو عالما

لكن مع الوقت بدأت ألاحظ ان لا شيء اسمع عالم وأن مخترعا هذه قصة غير موجودة بدأت ادخل في صراعات نفسية شديدة بسبب الصدمات التي يسببها لي التعليم النظامي المصري وأنه يجب عليك الاختيار بين اي القسمين العلمي أو الأدبي

ونظرا للخوف الشديد وعدم حبي للرياضيات قررت ان اتنازل حتى عن فكرة مهندس الذ هو الاقرب للمخترع وحينها لم أكن اعلم بالتحديد ما الذي سأكونه حينما أكبر استمرالسؤال بدون إجابة ولم الاحظ أنني كبرت فعلا وعلي الاختيار بين الجامعات الكليات

اخترت كلية التجارة لانها الاسهل وعدد ايام الزامية اقل
وتقدمت لمسرح الكلية في عامي الاول وبدأت اجرب نفسي في التمثيل أكثر وأكثر وانخرط في ورش الكتابة والمسرح والالقاء وغيرها لكن..

لم يدم الحال لم أجد شغفي مع المسرح كنت اعتقد دوما انه هنالك ما هو اكبر ما هو اعظم ما هو حماسيا اكثر من المسرح
لذلك في العام الثاني اخترت الرسم جربت كل انواع الرسم التي قد تخطر على بالك الرسم بالرصاص الرسم بالفحم الرسم بالزيت الرسم على الزجاج الرسم على القماش الرسم على الخشب الرسم بالحبر او بالقهوة
لكن..
لم اجد نفسي ولم ار ان بيع اللوحات امرا اقدر عليه لانني اتعلق بكل ورقة اضع عليها قلمي حرفيا، كيف لي ان ابيع لوحاتي وان اكسب منها قوت يومي!
استمرت حالة التيه والحزن الى ان وصلت الى كتئاب حاد كيف لي ان لا اجد شيئا واحدا واتمسك به للنهاية

حتى تلك اللحظة التي لن انساها ابدا

بينما كنت اتصفح الانترنت بشكل عشوائي في حالة من الحزن والاكتئاب تقع عيني على فيديو بعنوان
why we don’t have a true calling
اتذكر بالحرف كل كلمة قالتها ايملي ويبناك في محاضرتها لتيدكس عن الشغف وكيف يمكنك الوصول الى شغفك الحقيقي وكيف انه لا مشكلة في اطلاقا

الامر ببساطة انني كنت مختلف قليلا لما وصفته هي وباربرا شي ر في كتابها ان هنالك نوع من البشر يطلق عليهم “متعددي المواهب والميول الكامنة” أي اننا اشخاص لنا ميل اتجاه العديد من المجالات المختلفة لدينا العديد من المواهب في نفس الوقت

فانا كنت اكتب ارسم امثل ومهوسا بالاقتصاد وريادة الاعمال

كلها مسارات مختلفة تماما عن بعضها البعض لكنها دوما كانت تلفت انتباهي لكن لم اكن اعلم انني حالة مختلفة عن البقية وكذلك انت تقريبا ان كنت تشعر كلماتي حتى الان وتخبر نفسسك مع قصتي انك ايضا كنت تمر بحاالة التيه والخوف والتشتت

بعدها مباشرة بدأت افهم نفسي اكثر افهم مهاراتي وكيف يمكن توظيفها سويا في مكان واحد

سألت نفسي سؤالا واضحا ما العامل المشترك بين كل هذه المواهب والاهتمامات

كانت الاجابة اكثر من واضحة وهي الجانب الانساني والاجتماعي اي انني مهتم بكل ما يؤثر على الجانب الاجتماعي
لذا تكمن الاجابة من خلال سؤال ثاني
أي المهن او المجالات التي تعتمد على الجانب الاجتماعي بشكل أكبر
فوجدت التسويق وعندما تعمقت في علم التسويق بدأت الاجابات بالظهور مثلا عن قوة التسويق الرقمي لذا تخصصت فيه
فوجدت شغف وحب غير طبيعي مع تحليل البيانات وردود فعل المستخدم فوجدت نفسي في انشاء الاعلانات ومتابعة نتائج الحملات الاعلانية ومساعدة الانشطة التجارية على النمو

هكذا بكل بساطة استطعت معرفة شغفي وانا من الشخصيات الاكثر تعقديا على الاطلاق

حسام شعبان