فادي عمروش
فادي عمروش

د

حقائقٌ مرّة ربّما لا تريد سماعها

تتّسم الحياةَ المهنيّة، والعمليّة بالمُفارقات العجيبة، فقواعدها لا تُشبه القواعد المُتعارف عليها مُجتمعيًّا، بل قد تنافيها أحيانًا، وهذه القواعد لا تُؤخذ من كُتب المدارس، ولا من مُجلّدات الجامعات، إنّما من أصحاب الخبرة، فالنّجاح يأتي من تجارب تراكميّة كثيرةٍ.

يُخبرنا هذا المقال الذي تم جمعه من تغريدات مميزة من نايك هبر بعض الحقائق التي من تفكّر خارج الصندوق والتي تتحدى تفكيرك ربّما، وستتمنّى أنّك لم تسمعها، فالتّجربة فقط هي المقياس هُنا، وليس الكلام النّظريِّ غير الواقعيِّ والتي لم استطع مقاومة نقله أفكارها للعربية لأنني أتفق معها تماماً، ولأنّني اطلعت عليها من مجموعة كتب وحكم متنوعة مرّت عليّ سابقاً، ويمكن العودة للنص الأصلي للبلاغة أكثر.

درجَ في الآونة الأخير أنّ ارتياد الجامعة ليس بالأمر الهام، وسمعنا عن الكثير من الناجحين الذين ارتادوا الجامعات وهم يقولون إنّ الجامعة لا أهميّة لها. إنّ الأمرَ لا يتعلَّق بالتَّعليم، وإنّما يتعلَّق بما تُحقّقه في الجامعة، وكيف تطوّرت مهاراتك، وكيف زادت خبراتك أثناء رحلتك الجامعيّة، ومدى تعلّمك لكيفيَّة التَّسويق لنفسك، ولأفكارك، وبناء شبكات معارفٍ، والتّواصل الفّعّال معها.

إنّ بدء عملٍ تجاريٍّ خاصٍّ لا يُعتبر طريقًا مناسبًا، ومُريحًا لجميع النَّاس؛ إذ لا يمتلك الجميع القدرة نفسها على اتّخاذ قراراتٍ حاسمةٍ، أو لا تكون لديهم روح المغامرة، وقد لا يمتلكون مهارات التّفاوض مع الآخرين، ويفتقدون لمهارات التّواصل، أو ربّما لا تكون لديهم الرّغبة، أو الميول الذّاتيِّ في بدءٍ عملٍ خاصٍّ.

تخبرنا وسائلُ الإعلام عن الكثير من قصص النّجاح، وكيف استطاع أصحابها الوصول إلى ذروةِ النَّجاح بفترةٍ قياسيّةٍ، وبلحظةٍ، ولكن كُلّ ذلك يعتبر نجاحًا مُزيّفًا، فالنّجاح لا يأتي بين عشيّةٍ، وضحاها، ولا أحد يستطيع أن يبلغ مبلغَ الأغنياء، ويصل لذروة الثّراء هكذا  بلحظةً!

يجري الكثير من النّاس خلف مشاريعَ ذات احتمالاتِ نجاحٍ ضعيفةٍ، ويتعلّقون بها عاطفيًّا ويندفعون بحماسٍ غير مدروس، وقد يضطرّوا لدفع الكثير من الأموال على هذه المشاريع، فينتهي بهم الأمر بالاستسلام.

إنَّ أثمنَ ما يملكهُ الإنسان هو الوقت، وليس المال كما يُشاع، بل الوقت أهمّ بكثير، ولا يُمكن استعادته بعد فواتهِ، استخدم الوقت بحكمةٍ، وابتعد عن المُلهيات، والمُشتّتات من أشخاصٍ، وأشياء لا قيمة حقيقيّة مرجوّة منها.

لا تحتاج إلى فكرةٍ جديدةٍ لبدء عملٍ تجاريٍّ خاصٍّ، يُمكن أن تفعل شيئًا قد فعله الكثيرون قبلك، وتنطلق بفكرةٍ جاء بها أحدٌ ما، ولكن العبرة ليست فقط بالفكرة، وإنّما كيف تنطلق بها، والأفضليّة لمن يمشي بمسارٍ صحيحٍ.

إنّ اختيار منافسيك أهمّ بكثيرٍ ممَّا تعتقد، لعلّ معرفة من تريد منافسته هو المفتاح الرَّئيسيِّ لك.

لن يجعلك العمل المرهق المنهك غنيًّا وحدهُ، يعمل كثير من الناس بجدٍّ لأكثر من 70 ساعة بالأسبوع حتَّى وفاتهم، ما يجعلك غنيًّا هو العمل بذكاءٍ، وقدرتك على اتّخاذ القرارات الصَّائبة وقت اللزوم عوضًا عن الهروب منها.

لا يمكنك الحصول على كلِّ شيء، هناك فرقٌ هامٌّ بين الأغنياء، وبين الأثرياء، إذ يشتري الأغنياءُ أشياء رائعةً من أوّل راتبٍ حصلوا عليه بينما يشتري الأثرياءُ الأصول التي تؤدي إلى توليد الأرباح لاحقًا كلّ شهرٍ حتّى يتمكّنّوا من العمل بشكلٍ أقلٍّ.

عندما يُريد الجميع شراء أحد الأشياء، اعتبر أنّ الأمر قد فاتك، وأنّك قد تأخّرت، وعندما تجد أنّ لا أحد يُريد شراء هذا الشّيء اعتبر أنّك في الوقت المُناسب لشرائه، اركض وراء الاستثمارات والأصول بقوّةٍ عندما يهابها النّاس، وكن حذرًا منها عندما يتهافت عليها النّاس بشرهٍ وطمع.

إنّّ الإدعّاء بأنّه يمكنك تغيير العالم دون المال هو إدّعاءٌ أحمقٌ، هل تعرف مالذي يؤثّر حقًا على العالم الذي نعيش فيه؟ إنّه المال بكل بجاحة، عليك كسب المال أولًا، ثمّ تغيير العالم في وقتٍ لاحقٍ.

لن تفيدك كثيرًا مراجعة السّير الذّاتية للنّاجحين، هناك دومًا مغالطة التّحيّز للنَّجاة، تقرأ قصّةَ نجاحٍ واحدةٍ، وتنسى عشرات قصص الفشل التي لا تُروى.

لا يُعتبر الذّكاء وحدة مفتاحَ النّجاح، كونك ذكيًا لا يكفي، وقد لا يهمّ!

 ما يهمُّ حقًّا هو النّتائج، إذا كنتَ تشعر بعدم الرّاحة لأمرٍ ما فأنتَ في مُنتصفِ الطّريق، وإذا استطعتَ أن تكون مُقنعًا، وأن تجذب النّاس نحو طريقتك في التّفكير فأنت على النّصف الآخر من الطّريق، وستفوز!

انطلق بالاتّجاه الصَّحيح، وستفوز كما يفوز الجميع، إنّ حركة ارتفاع المدِّ والجزر هي التي ترفع السّفن، كن بالاتّجاه الصَّحيح، ولا تمشِ عكس التّيار.

سواء اتفقت أم لم تتفق مع ما سبق، لا ضير من أن تعطي لنفسك دقائق للتفكير بها دون تحيّزات بها!