روان سالم
روان سالم

د

ملاك الحسكة.. لا تحزني صغيرتي فقد تخلصتي من واقعكِ!

من المهين والمشين والمقرف أن أبحث في الفيسبوك عن الأخبار الأكثر تداولًا، وألقى خبر “قتل طفلة” من “ذويها” بداعي “الشرف”..

أولًا “طفلة”؛ وسواء كانت طفلة أو أنثى مكتملة أو عجوز أو مهما تكن.. القتل جريمة بشعة جدًا، طفلة تُرمى بدون أدنى شفقة وتتخبط بدمائها كالفروج التي كانت تراه يُذبَح كوجبة غداء، في لحظات قليلة، أضحت مكانه دون أن تعلم..

ثانيًا، “أخوتها”؛ وأقرفُ لساني عندما أقول /أخوتها/، لا أعرف ما أقول، فمن يقتل أخته رميًا بالرصاص بلا رحمة ولا أدنى درجات الشفقة، لا يمكن تفسير فعلته أبدًا، وأراهن أنه يمكنك مجادلته بشأن فعلته، لأن هذا النوع من البشر تخلى عن كل ما يمت للتفكير بصلة، هناك أنواع بالفعل للتفكير، وقد لا تستطيع إقناع صديقك بإحدى آرائك، ولكن كيف يمكنك دخول نقاش مع شخص قتل //أخته//؟؟؟ بداعي الشرف!!

ثالثًا “الشرف”؛ ما هو الشرف يا عديمي الشرف؟؟ لأقول لكم: الشرف هو أن تحمي أهلك، أن تصون ذويك وترعاهم وتدعم حياتهم نحو الأمام، وعندما يخطئوا – مع التنويه إلى قرار طفلة الحسكة الصائب بعدم الزواج من ابن عمها والسبب الأول أنها طفلة!!! – أن تعرّفهم خطأهم وتداري عنهم وتحاول تجميل المواقف بالستر.. لا أن تكون بلا رحمة وبلا عقل.. هل لديكم أدنى علم عما يفعله الأخوة عندما تُكسر أخوتهم؟؟ هل تعلمون معنى الاحتضان؟ هل تعرفون أن تنظروا إلى أختكم كإنسانة تحتاج إلى سند؟ لا أعتقد أنكم تفهمون شيئًا مما أقول، فلا يمكن وصفكم إلا بالشياطين.

صدقوني لا أعرف كيف سأصف المشهد، شاهدت مقطع القتل لأكثر من مرة، محاولةً استيعاب ما حدث، قتل أخت صغيرة لأنها رفضت الزواج بالغصب، من قِبل أخوتها لا الشخص المرفوض.. الموقف منبوذ قطعًا ولا يمكن تبريره بأي طريقة.. صدقًا كنت أخاف الحيوانات حتى الأليفة منها، ولكن بعد هذه الحادثة والحوادث الشبيهة، لا يمكن أن أنظر إلى أي حيوان نظرة الشرير.. على الرغم من أن الحيوانات لا تفكر ولكن لديها عاطفة وتستخدمها على الأقل لتحمي أطفالها.. أما أنتم، فوضع الله في رأسكم عقلًا أخطأتم استخدامه، لو وُضع في رأس كلب لاستخدمه أفضل منكم.

ما راودني بعد ذلك، هو كيف يمكن إصلاح أمتنا العربية “الأبية” بوجود بشر كهؤلاء؟ أعلم أنه مرّ على بلدي سوريا جرائم بشعة جدًا، دُمرت حربيًا ومازالت تُدمر اقتصاديًا وقلبيًا.. ولكن فعلًا لا يمكن للعقل استيعاب ما يحدث من جرائم تحصل بداعي الشرف، إلى متى سيبقى الشعب العربي في الحضيض.. إلى متى ستموت الكثيرات بدون رقيب.. حقًا لا أعرف، ولكن ما أعرفه أن الأمل ضعيف جدًا في أن نصبح بشرٌ حقيقيون، تخيل أنك تفكر كيف ستقنع إنسان أنه لا يجب أن يقتل أخته مهما كان السبب؟؟ نحتاج أن نولد من جديد صدقوني.

لا يمكن أن نتخلص من هذه الحوادث، ولكن “ربما” تمكن المحاسبة، يمكن أن يُحاسب هؤلاء، قتل عمد لطفلة صغيرة هي “أختهم”.. عذرًا صغيرتي، اسمكِ اليوم “ملاك الحسكة”، وحيدة في هذا العالم وليس لديكِ أخوة، من قتلك ليسوا بأخوتك، هؤلاء الغرباء قتلوكِ.. الرحمةُ لكِ فقد ذهبتِ إلى مكانٍ لا يمكن لذويكِ أن يطعنوكِ فيه، تخلصتي من نار الدنيا بعدما كانت آخر مشاهدك أخاكِ وهو يصوّب سلاحه عليكِ، اعذري مشاعر الأخوّة فقد خذلتكِ.. سلامٌ لروحكِ الطاهرة ملاك الحسكة.