معتصم باكراع
معتصم باكراع

د

صناعة السعادة

كل منا ينشد عن السعادة ويبحث عنها لكي يجدها ومن ثم يعيشها ويكرر التجربة، وللسعادة عدة هرومونات مثل:

  • السيروتونين (Serotonin): حيث أنه يرتبط مع الشعور بالثقة بالنفس والانتماء، وإفرازه يعزز هذيين الشعورين.
  • هرمون الإندروفين (Endorphins): حيث أنه يأتي من الرياضة الشاقة، ومن العلاقة الزوجية.
  • هرومون الدوبامين (Dopamine): يرتبط بالمواد الإدمانية وبشخصية الفرد، حيث أن الشخص المنفتح يتمتع بمستويات أعلى من الدوبامين مقارنة بالشخص الانطوائي.
  • هرمون الإكسيوتوسين (Oxytcocin): يطلق عليه هرمون الحب، أو هرمون العناق فهو ينتج من التواصل الجسدي غير الجنسي بين الشريكين.

يختلف مفهوم السعادة من شخص إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى، بل ومن ثقافة إلى أخرى، فالأعياد، والمهرجانات، والعطلات الرسمية، وكذلك الطقوس التي تُمارس بها وتتمتع بها الشعوب، هي طريقة مغايرة للشعور بالسعادة على مختلف الأصعدة.

تجد أن بلداناً يخصصون لك أيام كثيرة للاحتفال وتمنح فيها اجازات رسمية، بينما تجد بلدان أخرى تخصص أياماً معدودات، فحسب ثقافة المجتمع يتم الاحتفال وهذا مثال عابر لنوع من أنواع السعادة يأتي دون تخطيط مسبق.

وإذا ما انتقلت إلى الشركات التي تقدم خدماتها، ومنتجاتها، والتي تتسابق في الإعلانات الدعائية والمنتجات المغرية التي تتخذ من بريق السعادة وهجاً للتسويق عن منتجاتها، وعروضها القيمة، التي تعزز السعادة اللحظية التي تبدأ عند شراء المنتج وتنتهي عند رضا العميل عن الخدمة المقدمة.

شعور العميل بالسعادة هو رأس مال تلك الشركات العملاقات التي تتنافس لأخذ أكبر قطعة من كيكة السعادة، عن طريق رضا العميل في تجربته عن باقي الشركات.

السعادة نسبية تختلف من شخص إلى آخر، ما يسعدك قد يكون شيء ممل بالنسبة لشخص آخر، وما يسعده قد تتساءل عن سر السعادة وراء ذلك؟

لذلك مفهوم السعادة وطريقة الشعور به لا يأتي إلا من الداخل.

يقول هاورود ثورمان “لا تسأل نفسك عما يحتاج إليه العالم بل اسأل نفسك عما يجعلك تشعر بالشغف ثم انطلق لتحقيقه لأن ما يحتاج إليه العالم هو أشخاص تملؤهم الطاقة والحيوية”.

معرفة شغفك هو أسلوب فريد يجعلك سعيداً فالسعادة تبنى من الشيء الذي يثير الرغبة فيك، ومهما كان شغفك لا تهمله حتى لو ما زلت تجمع الطوابع البريدية حتى هذه اللحظة، الشغف هو وقود السعداء دائماً ولا تأتي النجاحات إلا من شغف، ومن ثم تنمية ذلك الشغف وصقله حتى يأتيك شعور تحقيق الذات الذي يغمرك بالسعادة.

استمتع بالتفاصيل وابدأ بالتقاطها حاول أن تطلق شرارة السعادة في أي موقف فالسعادة تصنع دائماً، تجد أن هناك أشخاصاً سعداء ويمتلكون حساً عالياً من جعل أي موقف عبارة عن سعادة لأنهم سعداء من الداخل، ولا تعلم مقدار المشاكل أو العقبات التي تواجههم في الحياة، ولكنه قرار إذا أردت أن تكون سعيداً ستنظر إلى كل شيء بإيجابية وسعادة لاحظ انني ذكرت الإيجابية مع السعادة حيث أن الأشخاص الإيجابيون تجدهم أكثر الناس سعادة.

كوب قهوة، مكالمة مع صديق، قراءة كتب، التنزه في رحلة برية ، الذهاب إلى الحديقة، مشاهدة مقاطع اليوتيوب التي تعجبك، الذهاب إلى السينما، الذهاب إلى التسوق، ومشاهدة المباريات، وممارسة الرياضة حسب نوع الرياضة المفضلة لديك، الإبتسامة، تلك أمثلة لأشياء سهلة التنفيذ بحسب اهتماماتك ابنِ سعادتك.

السعادة لها جانبين مادي، ومعنوي، إذا كان الجانب المعنوي مرتفع لديك سوف ترى الدنيا جنة تمشي فوق أرضها ولن يسعك الكون من السعادة التي تعيشها، إما إذا كانت رغباتك الشخصية هي التي تعطيك نشوة السعادة حتماً سوف تكون زائلة، وسوف تزول بانتهاء السبب وسوف تكون في عجلة دائمة ومتسارعة، حتى تشعر بتلك النشوة مجدداً وسوف تفقد المعنى الحقيقي للسعادة.

الجدير بالذكر أن علم النفس الإيجابي من العلوم الرائجة في صناعة السعادة فهو يساعد في التخلص من الضغوطات والاحتراق النفسي ويركز على مكامن القوة في الإنسان كالسعادة.

من الكتب الرائعة في السعادة كتاب السعادة في 10 دقائق, للدكتورة هدى العليط انصح بقراءته وتطبيق التمارين والأدوات الموجودة في طيات الكتاب.

وفي الختام تحلى بالإيجابية لكي تكتسب السعادة، كن متفائلاً حتى تشعر بانعكاس السعادة على جنبات روحك، وتسمو عالياً في سعادة تبنيها لنفسك أولاً وتمنحها للآخرين من حولك.