فادي عمروش
فادي عمروش

د

علّمني الصيد وأعطني سمكة!

لطالما صُدع رأسنا بالحكمة التقليدية “لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف أصطادها”، وعليه انطلقت المنظمات والمبادرات غير الربحية وحتى الربحية بتعليم الناس الصيد ومن ثم تخريجهم بدون سمكة وبدون صنّارة أيضاً.

خلال السنوات السابقة أعطيت العشرات من الورشات والبرامج التدريبية سواءً في القاعات أو أونلاين عن التسويق الشخصي وكتابة السيرة الذاتية ومقابلات العمل. قمت بدون أيّة مبالغة آلاف أو حتى عشرات الآلاف من الأشخاص، وتصلني بين الحين والآخر قصص نجاح من العديد من الأشخاص الذين استفادو وطبقوا النصائح في التدريب، ولكن لا أخفيكم أنّ النسبة لا تصل إلى واحد بالمئة للأسف.

كنت بالماضي ألقي اللوم على المشاركين بأنهم لا يريدون قضاء وقت كافي في بناء سيرة ذاتية احترافية، ولكنني اكتشفت متأخراً أنني مخطئ! ولكن حقيقة الأمر أنّ ما هو بديهي بالنسبة لي في التعامل مع ملفات وورد والتنسيق والدقة واختيار الخط الامثل والتباعد والقالب هو أمر ليس سهلاً ابداً على غير المختصين، ووما هو بديهي لشخص قضى 15 عام في العمل، ويعدل ملف الوورد بلحظات ليس بأمر سهل على شخص ذو خبرة سنة فما بالك بشخص لم يعمل على برنامج Word قط !

اذا أردت أن يتحول الناس إلى منتجين فعلاً فلا يكفي تعليمهم الصيد، أعطهم سمكة وصنّارة، أعطهم أوّل سمكة ليستعينوا بها، لا ترمهم بالبحر دون زاد ودون أدوات ومن ثمّ تصدع رأسهم، لقد تعلمتم الصيّد وانتهى دوري!

فعلاً اكتشفت أنّ العديد من المميزين الذين تنقصهم المعرفة التقنية ولا يكفي تعليمهم الصيد بدون سمكة على الاقل للمرة الأولى، ما الفائدة من تعلم الصيد ومن ثم مطالبتك بصيد سمكة مباشرة! مثلاً في تدريب مبادرة رواد العمل عن بعد، لم يكمل بناء السيرة الذاتية سوى حوالي 20 من 250 مشارك لصعوبات تقنية.

دربت خلال الفترة الماضي العديد من الموظفين على التعامل الأمثل مع قوالب السيرة الذاتية وفق رؤيتي لتدريبهم على ما أودّ القيام به بشكل عام، وقمنا ببعض التجارب وكانت مفيدة جداً، حيث حولنا سير ذاتية كثيرة من شكل يرثى له إلى شكل مميز ( ليش شكلاً فحسب وإنّما مضموناً).

ما أفكر به حالياً الانتقال بالدورات إلى شكل آخر، أن تتحول من دورة يسجل بها العشرات لتعلم كيفية كتابة السيرة الذاتية ومن ثم لا يقوم سوى عشرة منهم ببناء سيرة فعلاً إلى دورة يتم فيها تقديم خدمة المساعدة في بناء السيرة الذاتية مع التعلّم وبذلك يحصل المتدرب في نهاية المطاف على سمكة قبل أن تصبح مهمته تعلّم الصيد وصيد سمكة أخرى.

لكن تبقى هناك مشكلة مهمة وهي أنّ الطلاب في بداية مشوارهم المهني لا يمكنهم تغطية تكاليف البرنامج! 

وكفكرة أولية بدل اللجوء إلى داعم وتقديم مقترحات للمنظمات سأعمل على مايلي:

فتح باب من يريد دعم الفكرة ودعم الشباب الذين حضروا كورس سابق ولم يستطيعوا بناء السيرة الذاتية لهم لضعف تقني حيث لدي عشرات الاسماء التي يمكن ترشيحها، وذلك بفتح باب الدعم للراغبين بذلك، حيث قمت بترتيب متجري الرقمي والذي يتضمن معظم النتاجات الالكتروني التي اشرفت عليها بشكل شخصي.

لا أهدف صراحة الى بيع الكتب الالكترونية كمصدر دخل ولكنها طريقة لتقديم الامتنان والشكر لللراغبين بالدعم 
قمت بتوحيد سعر المنتجات الرقمية بـ 9.99 يورو حتى 8 أغسطس بحيث يتم تخصيص ريع المبيعات لدعم برنامج الحصول على سيرة ذاتية للشباب، حيث لدي قائمة طويلة من الشباب الذي حضر البرنامج ويحتاج الى لمسة نهائية.

كلفة برنامج احصل على السيرة الذاتية هو 19.99 يورو ( حالياً بعد الحسم)، ما اقوم به هو انه يمكنك شراء منتج رقمي ما كهدية مقابل ان تدعم شخصاً ما، وطبعا يمكنك شراء البرنامج كزائر ووضع ايميل من ترغب ايضاً اذا اردت اهداء البرنامج مباشرة لشخص ما محدد.

أتمنى منكم دعم البرنامح، سأنطلق من هدف أولي وهو دعم 10 شباب  ثم أرفع السقف إلى 50 شابة أو شاب، وصولاً إلى 100 شخص، كي نحلم بعد ذلك بـ 500 أو حتى 1000 شخص.

إذا حققت النجاح، فقد لعب الحظ دورًا مهمًا ونظرًا لحظك الجيد، يجب أن تفعل ما في وسعك لزيادة حظ الآخرين وفتح الفرص لهم وأن تكون باب خير وحظ لشخص مجتهد يحتاج فقط أن يحالفه الحظ. إذا وجدت شخصاً مجتهداً مثابراً وينقصه مثلاً من يدفع عنه لبناء سيرته الذاتية لأول مرة، كن تلك الصدفة السعيدة له ليكتمل نجاحه بأن حالفه الحظ بتبرع مجهول منك.

سأنشر بعد أسبوعين جميع النتائج بشفافية قدر الامكان – وخصوصية-.