صلاح القرشي
صلاح القرشي

د

غوار الطوشة

(مقالب غوار) كانت هي بداية ظهور شخصية غوار الطوشة في عام ١٩٦٣ م لتتبلور في ما بعد في مسلسل (حمام الهنا) ، غوار بطربوشه  وقبقابه ولباسه التقليدي ، كوميديا خفيفة ولطيفة تعتمد على المفارقات والمبالغات ،  استمرت ايضا في مسلسل (صح النوم) حيث تكرست شخصيات كاريكاتورية أخرى الى جانب  شخصية غوار مثل فطوم حيص بيص وبدري بيك ابو كلبشة وحسني البورزان شخصيات أحبها الناس واستمتعوا كثيرا بالحكايات والمقالب الكوميدية  التي كانت تجري في حارة (كل من ايده اله).

في المسرح استثمر فنان الكتابة محمد الماغوط فنان الكوميديا دريد لحام ليخرجه من قالب غوار ويقدمان معا وبمشاركة نهاد قلعي  مجموعة من المسرحيات الرائعة بداية من (ضيعة تشرين) عام ١٩٧٣م مسرحية قدمت كوميديا تلامس هموم الانسان الاجتماعية والسياسية وتتحدث عن الطغيان وأن التغيير  الوحيد الممكن لدى (الضيعة) ليس اكثر من تغيير طربوش الزعيم.

في ١٩٧٦ تواصل تعاون دريد مع الماغوط في مسرحية (غربة) كوميديا غنائية ساخرة لا تغيب عنها السياسة  التي تنعى عجز الانسان وقلة حيلته وغربته اينما حل .

ثم كان عملهما الثالث في ١٩٧٩م مسرحية (كاسك ياوطن) والمزيد من الطروحات السياسية الاجتماعية التي تسخر من  خيبات الانسان العربي الذي وصلت الكهرباء الى مؤخرته قبل أن تصل الى بيته .

انتقل تعاون الماغوط ودريد الى السينما أيضا فكان فيلم (الحدود) الذي يقدم صورة للتفرق العربي  حيث يفقد عبدالودود جواز سفره ويعلق بين حدود شرقستان وغربستان وحيث يمكن للأغنام أن تعبر بسهولة فيما يبقى المواطن العربي عالقا على الحدود.

 في 2006  مات محمد الماغوط آخذا معه كل أحلامه وخيباته وأحزانه.

في فيلم دريد لحام الأخير والكئيب ( دمشق حلب) الذي انتج عام ٢٠١٨ سوف نلحظ أن دريد كبر كثيرا ولم تعد ملامحه تشبه غوار الطوشة أبدا.

في فيلم ( دمشق حلب ) نلاحظ مشهد جندي الجيش الذي يخاف على الأم الشابة من الألغام ويشتري لها المازوت والطعام ونرى الضابط السابق الذي فقد ساقه يساعد أم  أخرى في حماية طفلها.

في الفيلم تخبر صباح جزائري دريد لحام أن أجواء الربيع رائعة فيرد عليها قائلا : هو خرب بيتنا شي غير الربيع.