رائد المقبل
رائد المقبل

د

أول ساعة

في عصرنا الحالي، ما أول شيء نفعله عندما نستيقظ؟
تتجه أيدينا تبحث عن الهاتف النقال!؟ وتتفتح أعيننا على ضوء الجوال الساطع، بنصف عين ثم بعين واحدة، مباشرة قبل كل شيء.
وبعد ذلك نتجه إلى أمورنا الأخرى، الأمور الاعتيادية “الروتينية”، من دخول دورة المياه وغسيل الأسنان والوجه والصلاة والذكر وغيرها.
أحياناً أحاول عدم لمس هاتفي النقال أبداً أبداً لساعة كاملة أو ساعتين. حسب قوتي النفسية في ذلك اليوم، وأحاول توجيه نظري إلى أمور أخرى. بالتأكيد تأتي في بالي أفكار كـ”ربما هناك أمر ضروري في الجوال.. ربما الأهل أرسلوا رسالة مهمة.. ربما هنالك مريض..”
والأفكار لا تنتهي في هذه الساعة أو الساعتين. كهذه الساعة الآن التي أكتب فيها هذا الكلام.

نصف ساعة تقريباً لم أرَ هاتفي النقال، وستزيد مع انتهاء المدونة، لقد اتجهت مباشرة إلى جهاز الحاسوب.
وكذلك فعلت بالأمس، كتبت لساعة كاملة.
ليست الكتابة هي ما أريد من خلال عدم نظري في هاتفي النقال، بل الهدف هو الذهن نفسه، أشعر بأنَّ ذهني صافٍ تماماً في أول ساعة من استيقاظي، وعندما أفتح الهاتف النقال ولو لدقيقة واحدة، يذهب هذا الصفاء من ذهني تماماً، ودائماً الدقيقة التي أريد فيها النظر إلى الهاتف في أول استيقاظي تتحول إلى دقيقتين وعشر دقائق!
لذا سأُبقي هذه الساعة الأولى من استيقاظي لي، سأقتطعها من الزمن، ولو لم أفعل فيها أيّ شيء، ولن أرغم نفسي على الكتابة فيها، سأكون مستيقظاً فقط.
بالتأكيد هناك من سيقول بأن هناك دراسات أو نظريات علمية تكلمت عن هذا الموضوع من منظور علمي ذهني نفسي أياً كان، لكنني هنا أتكلم من خلال التجربة، التجربة الشخصية، عندما جربت الحالتين. وربما كثير منكم جرّب ورأى الفرق، ومن لم يُجرّب ترك هاتفه النقال وعدم لمسه نهائياً في أول ساعة من استيقاظه، فليجرّب غداً.