داليا ديب
داليا ديب

د

لغة الأعيُن

طالما رأيت أن أقوى لغة هي لغة الأعين. فما لا ينطقه عقلك عبر فمك ينطقه قلبك عبر عينيك. حرية قلبك مرهونة بنظرات عينيك. إذا غضبت اشتعلتا.. وإذا لِنت ارتختا.. وإذا أحببت اتسعتا…
تلك النظرة التي تلقيها على أحبابك بعد الوداع، نظرة إلى الخلف، لا تراها ولا يرونها ويا لها من الغالية. نظرة إلى والدتك وهي تسير في أنحاء المنزل أو تتحدث منشغلة بشيء ما ويا لها من الأغلى والأعلى. وتلك النظرة التي تمدها إلى السماء معجبًا بها في ليلة ساكنة باحثًا عن القمر..
وتلك المريرة التي تهرب من عينيك إذا رأيت ظلمًا أو قهرًا وما بيدك من الحيلة شيء. إني أصف لسان حالك ولسان حالي. ليس لك أن تنكر ولا لي أن أنفي، أن لغة الأعين تعلو أي لغة، ولتأثيرها قوة قد تجمعنا أو تفرقنا. فبما رأيته من البشر، ما الأعين ونظراتها إلا نوافذ لما في قلوبنا. فأحسنوا إلى قلوبكم تحسن إليكم أعينكم.