أحمد عبدالوهَّاب
أحمد عبدالوهَّاب

د

تجربتي مع التفكير الوجودي | رحلة البحث عن معنى

تحت شجرة الزيتون، في أعماق بلدٍ ما.. ينحني العجوز ويتأوه في سبيل جمع الثمرات.. وبينما هو مندمج في قضاء وقته، أفكر لمَ يفعل ما يفعل؟ ولم نحن هنا؟

بالتأكيد مررنا جميعًا بما يشبه الصدمة جراء اتساع العالم وصِغرنا. وفكرة السؤال عما يجب أن نفعله، وما يستحق فعلًا مجهودنا وآلامنا وأحلامنا وطاقتنا.. واليوم، سآخذك في رحلة موجزة عن التفكير الوجودي ومعضلة أن تكون “هنا”!

المعنى يكمن في صنع المعنى

كانت هذه أولى محطاتي، حيث اندمجت في فترة قلق متوسطة. كنتُ أبحث عن شيء يستحق فعلًا اهتمامي حتى قرأت العديد من كتب تطوير الذات وعلم النفس. لعل أبرزها في تلك المرحلة هو كتاب الإنسان يبحث عن معنى لفيكتور فرانكل.

ولعل أبسط اختصار لفكرة الكتاب هو ما قاله نيتشه:

“من يعرف سبباً يعيش لأجله يستطيع تحمل العيش بأي طريقة”

نيتشه

وحاولت وضع الأهداف والالتزام بها أملًا في تضمية الوقت والوصول إلى سلام نفسي أكبر. إلا أنه سُرعان ما تذوب كل الأهداف بمجرد تحقيقها أو التفكير فيها بشكلٍ منطقي لا عاطفي.

العدمية كحلٍ للمعضلة

فكرة العدمية مريحة، لأنها تجعلك غير مسؤول عن أي شرٍ يحدث في العالم. نعم، قد تكون بالفعل غير مسؤول عن هذا الشر، ولكن الميزة التي تقدمها العدمية هنا هي أن تفكيرك حتى في المشكلة أو حلها لا يهم!

قد تعجبك هذه الفكرة، لكن مع التفكير في الهدف الأساسي وهو “الوصول إلى سلام نفسي”، تجد أن العدمية لم تصل. إذ كنت طوال الوقت أشعر بالعجز عن جعل الآخرين يتقبلون مصيرهم من منطق العدمية. كما أنهى شجعتني بطريقة ما على ألا أغير أي شيء في حياتي، على اعتبار أن الصورة النهائية لأي فعل واحدة.

أنت هنا.. تصرف!