سمانا السامرائي
سمانا السامرائي

د

كيف استفدت من إدراك في تدريب الموظفين؟

إدراك هي منصة تعليمية عربية مجانية بالكامل تنطلق من الأردن لكل الناطقين باللغة العربية، تقدم مساقات متنوعة غزيرة المعلومات، رصينة، منظمة، ومعتمدة على تقنيات تعليم حديثة، كما أن الموقع يمتاز بالسهولة والبساطة.

وتقدم إدراك أيضاً برامج موجهة للأطفال لتعلم البرمجة، وإتقان المناهج التعليمية المدرسية.
من خلال البرامج المختلفة التي تقدمها المؤسسة التي أعمل فيها حالياً استطعنا أن نكتشف فجوات في مهارات الموظفين، وهذه الفجوات تؤثر على سير العمل، والأهم من ذلك تؤرجح ثقة الأفراد بأنفسهم، ولأجل ذلك حاولت إرساء خطة شاملة تتكون من أربع خطوات لإيماني بأهمية التعليم كضرورة حياتية.

تبدأ الخطة من:

-إقناع الجميع بجمال وضرورة التعلم وتطوير الذات،

-إقناع الإدارات بأهمية التطور في جوانب لم يتم الاهتمام بها كالصحة النفسية،

-يلي ذلك اكتشاف مزايا الأفراد والفروق الفردية في التعلم.

-وأخيراً تيسير التعلم عبر اختيار منصة إدراك كرافد لعملية التعلم في أي مكان وزمان ومساعدة الموظفين في التسجيل فيها بخطوات مبسطة وبكل صبر.

دعني أؤكد لك إن الطريق لم يكن معبداً أو سلساً، بل كان مليئاً بالتحديات بداية من غرابة مفهوم التعلم الذاتي وخصوصاً عبر الشبكة، وضعف قدرات الموظفين على استخدام التقنية، بالإضافة إلى المشاكل الموجودة في بيئة العمل والعلاقات بين الأفراد التي تجعل العمل غير مستقراً، وحقيقة إني موظفة انضممت حديثاً وقتها مع مجموعة من الأفكار التي بدت ثورية وخارجة عن المألوف ومجنونة بالكامل، والحل لهذه المعضلات كان في تفهم مخاوف الأفراد والاستماع لهم واكتساب ثقتهم، وعدم الانخراط في حلقة المشاكل، والتعلم بتواضع من كل خبراتهم السابقة للاندماج في النظام، والصداقة الحقيقية التي تذيب أي ردود فعل مع الحرص على التطور الشخصي وإظهار ذلك، لأن نموذج التعلم بالقدوة من أكثر النماذج المؤثرة، بالإضافة إلى إنه يهذب الإنسان ذو نزعة التغيير ويقلل من غروره الذي قد يقف كعقبة أولى أمام نفع نفسه ونفع الآخرين.

بداية التنفيذ
في بداية الأمر كانت الدورة وقتاً مستقطعاً ممتعاً نستعرض فيه مواد الأسبوع حضورياً على شاشة عرض، نتناقش، نختبر الاختبارات الأسبوعية، ونحصل على الشهادات معاً، وكان وقتاً سعيداً خيالياً مثالياً، ثم ومع التوقف الإجباري المفروض نتيجة للجائحة استطاع فريق العمل أن يحصل على دورات متنوعة بشكل مفروض من الإدارة أو طوعاً، مع بقاء التوت مستمراً للإجابة عن كل التساؤلات المتعلقة بالعملية التعليمية.

كانت معظم المساقات المختارة هي في مجال اللغات والحاسوب والهندسة، ثم بعد ذلك تلتها المواد المتعلقة بالصحة النفسية وإن كان بنسبة ضعيفة.

ملاحظات مسجلة عن التعلم الذاتي
ومن الملاحظات المسجلة أن التعلم الذاتي اكتسب شعبية وإيماناً حقيقياً بجدواه، وكان عاملاً في رفع الثقة بالنفس، وارتقاء الحوار، وتغيير أساليب اتخاذ القرار.

وهذه التجربة الصغيرة على مستوى مؤسسة تبدو واعدة جداً، قليلة التكلفة، وذات جدوى كبيرة، كما أنها قابلة للتطبيق في مختلف المؤسسات، في أي مكان من العالم حيث العاملون ناطقون باللغة العربية، سواءً كنت مديراً أو موظفاً في قسم الموارد البشرية أو موظفاً جديداً لطالما آمنت بأهمية المعرفة وضرورة الاستمتاع بالرحلة التعلم.

٦:٤١م
٩/٦/٢٠٢١ الأربعاء
سمانا السامرائي